- اختتام أنشطة مؤتمر الجمعية الـ 40 اليوم بندوة جماهيرية وإصدار التوصيات
- مدكور: تسطيح التربية الدينية في المدارس الحكومية شجع على التطرف والإرهاب
يختتم المؤتمر التربوي الـ 40 الذي تنظمه جمعية المعلمين اعماله اليوم في ندوة جماهيرية عن دور المناهج في التنمية الشاملة بين الواقع والمأمول.
ومن وزارة التربية، اكدت الوكيل المساعد للمناهج والبحوث التربوية مريم الوتيد اهمية المؤتمر الذي يقام تحت عنوان «مناهج التعليم في الكويت بين تأصيل الهوية وتحقيق التنمية»، خاصة انه يعبر عن هم تربوي كبير يحمله جميع اهل الميدان التربوي الا وهو المناهج.
واضافت الوتيد، في تصريح صحافي على هامش مشاركتها في ورشة العمل التي حاضر فيها كل من د.سعود الحربي ود.ممدوح سليمان تحت عنوان «التخطيط الاستراتيجي لتطوير المناهج وتحديات التنمية»، ان المناهج هي التي تكفل لنا مخرجات تربوية مستقبلية قادرة على مواجهة التحديات العالمية وعلى مواكبة التطور التعليمي في شتى انواعه.ولفتت الوتيد الى ان الوزارة حريصة كل الحرص على أهمية توفر خصائص معينة في المنهج المدرسي بما يتضمن وضوح الاهداف وامكانية تحقيقها وواقعيتها في تلبية احتياجات المتعلمين والاهتمام بالمحتوى الى جانب الاهتمام بوسائل وطرق التدريس واساليب التقويم التي تهدف الى التحسين المستمر في عمليتي التعلم على نحو متواصل، مشيرة الى ان جودة المنهج تعني تعلما من اجل التمكن والتميز.
وذكرت الوتيد ان مفهوم التقويم عملية تشخيصية تعاونية مستمرة تهدف الى اصدار الاحكام على مدى قدرته على تحقيق الاهداف التربوية لدى المتعلمين في ضوء معايير يتبناها المقوم من اجل تصحيح او تعديد او تغيير المسار للوصول الى الاهداف المنشودة.
وشددت على ضرورة تطوير معايير تقويم جودة المناهج المدرسية بما يواكب المستجدات والتطورات العالمية في اطار فلسفة واهداف التربية، معلنة ان الوزارة بصدد صياغة معايير وطنية للجودة الشاملة للتعليم تشمل جميع المجالات الدراسية.
اوضحت الوتيد أنها جزء من خطة قطاع البحوث والمناهج الداخلة ضمن الخطة التنموية للعام 2010/2011 للتربية، مشيرة الى ان موضوعها يعني أساليب تقويم جودة المناهج الدراسية والذي يهدف الى ايجاد اساليب جديدة لتقويم تلك المناهج لضمان جودتها، لافتة الى محورين يرتبطان ببعضهما هما جودة المناهج ثم تقييم المناهج وفق المعايير الحديثة.
واكدت اهمية البحث عن نقطة تكامل ما بين المناهج والعمل على التقويم كمدخل رئيسي لضمان جودة المناهج، فيما اشارت من جهة اخرى الى اهمية الحصول على نوعيات متميزة من المعلمين تعدها جهات مخرجات التعليم بما يتوافق مع مخرجات متميزة من الطلبة في التعليم العام.
وأشارت الى ضرورة ان تكون المناهج عبارة عن منظومة متكاملة تخدم بعضها البعض وان تكون متوافقة بحيث ان كل المناهج كمثال تعمل لخدمة اللغة العربية في حين يعمل منهج اللغة العربية في خدمة المناهج حتى تضمن مخرجات تعليمية متميزة، مشيرة الى ان جميع المناهج تعمل على بناء الانسان بما يخدم وطنه.
وفي ندوة «المنهج المدرسي ومنظومة القيم»، أكد استاذ تطوير المناهج التعليمية والبرامج التدريبية في جامعة القاهرة د.علي مدكور في الورقة البحثية التي شارك فيها بعنوان «التحديات التي تواجه مناهج التربية في الوطن العربي» ان المنهج منظومة شاملة من الحقائق والمعلومات والخبرات والمهارات النفسية والاجتماعية والتي تقدمها مؤسسة ما الى المتعلمين فيها من اجل التنمية الشاملة التي ترتبط ببيئة المتعلم وحياته ومجتمعه، موضحا ان هناك مجموعة من التحديات التي تواجه عملية تطوير المنهج في الوطن العربي ومنها ما يتعلق بفوضى العولمة ومظاهرها وتحدياتها التي تؤثر على النواحي العقدية والاخلاقية والسلوكية ..الخ، حتى اضحت تنذر بفوضى عارمة في العالم عامة والوطن العربي والاسلامي بصفة خاصة.
وأضاف د.مدكور ان هناك مظاهر واضحة تكاد تقضي على القيم الانسانية في العالم ومنها الانهيار العظيم للقيم الاجتماعية في العالم الرأسمالي، الى جانب التحول الاجتماعي الذي يتجه نحو التدني ما أدى الى تقويض مؤسسة الاسرة وضعف الروابط فيما بينها، الى جانب التداعيات الثقافية واللغوية في الوطن العربي بسبب ضغوط اللغات الاجنبية والعامية التي أثرت على اللغة العربية الفصحى للتحول الى لغة مرتهنة في طقوس رسمية ضيقة في الوقت الذي يتغلغل فيه التعليم الاجنبي في البلاد العربية حتى بات كيانا مستقلا من رياض الاطفال حتى الجامعة.وحذر د.مدكور من خطورة تسطيح التربية الدينية في المدارس وعدم توفير المدارس الوسطية للشباب مما شجع فئة منهم على التطرف والارهاب في حين ان الدين الرشيد هو الذي يقوي الشباب ويحصنهم ضد العنف ويوفر لهم طريقا امنا لاحداث التغيير بالطرق السلمية.ولفت الى ان عزل اللغة العربية عن علوم التقانة هو عزل للمجتمع حتى بات الكثير من العلوم والطاقات التكنولوجية حبيسة ما جعلهم لا يستطيعون قراءتها وتدرس لابنائنا بلغات لا يفهمون منها الا القليل، حتى باتت العولمة الاقتصادية تغزو جميع انشطتنا الحياتية بما في ذلك التعليم، وظهرت لدينا ظاهرة الخصخصة والتي يعتبرها البعض دواء لكل داء واصبح التعليم يلبي حاجات السوق.ورفض د.مدكور ان توجه متطلبات السوق عملية تطوير مناهجنا لأن متطلبات السوق متغيرة باستمرار، في حين ان المناهج لها دور في زرع قيم حضارية تجعل من الاجيال العربية فاعلة في التنمية وقادرة على الانتاج والمنافسة بغض النظر عن تقلبات السوق ومتغيراته.
ولفت الى ان الانفجار الثوري في الوطن العربي انما جاء ليعيد التمكين من المشاركة في الحياة الاجتماعية بمقومات الحرية والعدالة والمساواة.
من جانبه، شدد عميد معهد الدراسات التربوية في جامعة القاهرة د.سامي نصار في ورقته البحثية التي حملت عنوان «التربية من اجل المواطنة في عصر الفضاء الالكتروني» على اهمية توضيح المبادئ الرئيسية لتربية من اجل المواطنة والتي تتمثل في ان التربية فعل سياسي والسياسة فعل تربوي ولا يمكن الفصل بينهما لأنهما تستهدفان المواطن الحر القادر على الاسهام في جميع مناشط مجتمعه، كما ان التربية من اجل المواطنة هي مجموعة متكاملة من المهارات التي ينبغي على النظام التعليمي ان يعمل على تنميتها.
وأضاف ان التربية من اجل المواطنة ستؤدي الى متغيرات ايجابية في اتجاهات الشباب وسلوكياتهم مما يقلل من عزلتهم عن المجتمع، كما تلعب دورا مهما في تطوير الحياة المدرسية كتقليل العنف ورفع المستوى التحصيلي ووعي الشباب بالازمات السياسية والديموقراطية في المجتمع والعالم ككل.من ناحيته، اكد الموجه الفني العام للتربية الاسلامية احمد المنيفي ان مصطلح المواطنة يعني صفة المواطن الذي له حقوق وعليه واجبات تفرضها طبيعة انتمائه لوطنه الى جانب العلاقة التي تقوم بين الفرد والدولة، فيقدم الفرد الحب والانتماء وتقدم الدولة الامن والحماية والرعاية على كل المستويات.واضاف خلال ورشة عمل بعنوان «الوطن والوطنية في مناهج التربية الاسلامية»، ان الإنسان يكتسب المواطنة بمجرد الانتساب إلى وطن بعينه ولا يكتسب الوطنية إلا بالعمل الصالح لهذا الوطن، مشيرا الى اهم واجبات المواطن المسلم وهي السمع والطاعة لولي الأمر بغير معصية لله تعالى والمحافظة على المال العام والمال الخاص الى جانب محاربة الفساد من خلال الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والعمل على حب الخير لجميع شرائح المجتمع وإيجاد روح المحبة والألفة بينهم اضافة الى تحمل المسؤولية ومراقبة الله تعالى في العمل.
وتطرق المنيفي الى المفاهيم التي تعزز الانتماء الوطني ومنها ان الحب الحقيقي للوطن يتجلى في أمور عدة من اهمها الحرص الأكيد، والعمل الجاد في نشر العقيدة الصحيحة لتعم أرجاء الوطن، كي يتمتع المواطنون بالإيمان الحقيقي بالله تعالى، ويصدقوا في حبه والاعتماد عليه وحده دون غيره، حتى إذا ما حاولت قوة في الأرض الاعتداء على دينهم وعقيدتهم أو استباحة أرضهم وأموالهم إذا بهم ينتفضون دفاعا عن الدين والعقيدة، وذبا عن الأعراض والأوطان، معتمدين على الله تعالى دون غيره والقضاء المحكم على أسباب الشر والرذيلة، والعوامل التي تغرق المجتمع في أوحال الفساد، حتى لا تنشأ الأجيال التي تسعى لملذاتها ومتعها الرخيصة بحيث يتعذر عليها القيام بأدنى دور ذي بال يحفظ لها كرامتها وشرفها عند تعرضها للامتهان على يد عدو متربص وصائل حاقد، إذ ان تجفيف منابع الفساد والفتنة هو الكفيل بصنع الرجال الحقيقيين المحبين لربهم ودينهم، المدافعين عن وطنهم بصدق وعزيمة اضافة الى التواصل الحقيقي بين الأفراد والجماعات وإزالة أسباب التفرقة والخلاف بين أفراد المجتمع، وتعزيز روح النصيحة والتعاون والتكاتف في وجه التيارات الهدامة التي تتربص بالمجتمع وأمنه.
واوضح ان هناك العديد من التوجهات السديدة المستنبطة من خطابات صاحب السمو الامير تتمثل في تحقيق المنفعة والقوة والازدهار للوطن والمحافظة عليه وصيانة استقلاله وتدعيم الوحدة الوطنية، الى جانب الحفاظ على الاستقرار والعمل على النهوض بالوطن وتنميته وتطويره وعدم انتهاك الدستور والقانون، والمحافظة على الميراث القيمي والأخلاقي الذي ساد مجتمع الآباء والأجداد والفخر والاعتزاز به مما حدا بقسم التوجيه الفني العام للتربية الإسلامية لتضمين المناهج والمقررات الدراسية والأنشطة والخطط جميع التوجيهات التي يتفضل بها صاحب السمو الامير والتي تهدف إلى الحفاظ على الوطن وترسيخ المواطنة الصحيحة.