دانيا شومان
اكد رئيس مركز الكويت للدراسات الاستراتيجية د.سامي الفرج أن المواجهة بين الولايات المتحدة الاميركية وايران من المحتمل ان تأجل بسبب الاوضاع الراهنة في المنطقة، لافتا أن التوقعات الاسرائيلية تشير إلى أن المواجهة لن تحدث إلا بحلول العام 2014 مرجعا اسباب ذلك إلى أن في هذا العام وفق وعود الرئيس الاميركي باراك اوباما ستسحب اميركا جيوشها من افغانستان بالاضافة إلى ان ايران لن تكون قادرة على انتاج 3 رؤوس نووية إلا بحلول عام 2014 فضلا عن أن خروج اميركا من ازمتها الاقتصادية بهذا العام سيجعلها اكثر قدرة على مواجهة ايران، مشيرا إلى وجود اسلحة جديدة في حينها ستجعل من هذا العام خطرا على ايران.
واشار الفرج خلال الندوة التي اقامتها وحدة الدراسات الاميركية بكلية العلوم الاجتماعية صباح امس تحت عنوان «أميركا..إيران..وتعقيدات المشهد الخليجي» أن ما يخيف الايرانيين هو الوضع في سورية، لافتا أن أي تطور احتجاجي ضد النظام السوري سينتقل إلى لبنان ثم إلى العراق الامر الذي يهدد المصالح الايرانية في هذه الدول فضلا عن امكانية انتقال هذه الاحتجاجات إلى الاراضي الايرانية.
وعن الملف البحريني اشار الفرج الى أن الحقيقة الوحيدة بهذا الملف أن هناك مطالب مشروعة للمواطنين رافضا الفرز الطائفي لحركات الاحتجاج، مشيرا الى أن هناك اغنياء من الشيعة وفقراء من السنة معتبرا تخوين شيعة البحرين امر غير جائز خاصة ان الشعب البحريني صوت عام 1970 باستقلال البحرين وصوت على الدستور الذي نص على حكم آل خليفة، لافتا إلى أن ايران متهمة بتحريك هذه الاحتجاجات في الشارع البحريني متسائلا عن السبب الذي يدفع الايرانيين لاثارة القلائل في الخليج قائلا أن ايران اتهمت الغرب والسعودية بدعم الحركات الاحتجاجية الايرانية التي قامت بعد اعلان نتائج الانتخابات الرئاسية الايرانية عام 2009 مؤكدا أن الجبهة الوحيدة التي تستطيع ايران المحاربة فيها هي الخليج في ظل استقرار الوضع في العراق.
مرحبا الفرج بكلا الخيارين الخليجين في البحرين سواء الخيار العسكري او المبادرة الكويتية لحل الازمة، مشيرا الى أن مجلس التعاون الخليجي عندما تم تأسيسه عام 1981 كان بهدف تشكيل حلف دفاعي بسبب الاوضاع العربية انذاك والخطر الايراني بتصدير الثورة مشيرا إلى أن الاحداث في 2011 تشير إلى وضع مشابه حيث أن هناك خطرا ايرانيا من الاستفادة من حالة اللا استقرار في المنطقة بالاضافة إلى غياب القوى العربية المحتملة لموازنة ايران كالعراق واليمن ومصر لانشغالهم بمشاكلهم الداخلية منوها أن الخيار الوحيد امام الخليج كان التدخل في البحرين مشددا بالوقت ذاته أن الكويت لا يجب أن تتدخل لمساعدة البحرين على حساب المواجهة الداخلية.
وعن الوضع في ليبيا قال الفرج: «ان المثال الليبي للتدخل الغربي لحماية تدفق النفط ضاعف من مخاوف ايران في تدخل غربي اذا هددت بوقف تصدير النفط في منطقة الخليج مشيرا الى أن الايرانيين يراقبون التحليق الجوي الغربي في ليبيا ليس لدعم الثوار بل للتسريع في ايجاد حل لضمان تدفق النفط الليبي إلى اوروبا خاصة ان قرار مجلس الامن بفرض منطقة حظر جوي لم يصدر الا بعد وقف تصدير النفط بيومين لافتا إلى أن الشراكة الاماراتية ـ القطرية ضد النظام في ليبيا جعلت الايرانيون يفكرون بإمكانية رد الفعل الخليجي اذا ما حدث موقف مشابه لتهديد تدفق النفط من قبل ايران في الخليج».
اما رئيس وحدة الدراسات الاميركية د.فيصل ابو صليب فقال: «من خلال سلسلة المحاضرات التي تقدمها وحدة الدراسات الاميركية تحاول مناقشة القضايا ذات الصلة بالسياسة الاميركية في المنطقة ومن خلال هذه الندوة نحاول رصد التغيرات في المنطقة في الفترة الاخيرة والتركيز بشكل اساسي على منطقة الخليج وتأثير السياسية الاميركية في الخليج وخاصة في البحرين والدور الاميركي المتوقع وما دور الدول العربية في المنطقة في حال حصول مواجهة ايرانية ـ اميركية في المنطقة، مشيرا: حسب ما قاله د. الفرج فإن الدور الأميركي متراجع نوعا ما في ظل ادارة اوباما وظل الاوضاع الاقتصادية الصعبة في الولايات المتحدة والمنهج الجماعي الذي تحاول تبنيه ادارة اوباما نجده في ليبيا من خلال محاولة ادخال المجتمع الدولي في هذه المسألة، مشيرا الى ان دول الخليج رأت ان عليها ان تتحرك دون الرجوع الى الولايات المتحدة من خلال ما حصل مع قوات درع الجزيرة وتدخلها القوي في البحرين للتصدي للتدخل الاميركي»