آلاء خليفة
شمل صاحب السمو الامير الشيخ صباح الاحمد برعايته الكريمة وحضوره حفل تكريم الخريجين المتفوقين بجامعة الكويت للدفعة الـ37 للعام الجامعي 2007/2007 صباح امس وذلك بمسرح الشيخ عبدالله الجابر الصباح بالشويخ.
حضر الحفل سمو ولي العهد الشيخ نواف الاحمد وسمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ ناصر المحمد، بالاضافة الى عدد كبير من الوزراء والسفراء.
وقد بلغ عدد المكرمين المتفوقين لهذا العام 214 خريجا وخريجة من بينهم 22 من الحاصلين على درجة الماجستير و2 من حملة الدكتوراه، وذلك من مختلف كليات الجامعة.
وكان حضور القيادة الحكيمة دليلا واضحا على دعمها للعلم ولمسيرة التعليم وتشجيعها الدائم، ودليلا على المنزلة التي تتمتع بها جامعة الكويت في المجتمع، لاسيما ان الجامعة تحظى بدعم ادبي ومادي من الدولة على جميع المستويات.
وخلال الحفل تم استعراض مسيرة جامعة الكويت التي تحتوي على 14 كلية علمية وادبية وتحوي 87 تخصصا بخلاف مراكز البحث العلمي، كما ان الجامعة اهتمت بمعايير الاعتماد الاكاديمي العالمية حيث حصلت كلياتها على الاعتماد الاكاديمي ووصلت الى مصاف الجامعات العالمية، في البداية ألقت وزيرة التربية ووزيرة التعليم العالي نورية الصبيح كلمة قالت فيها:
اننا نفخر في جامعة الكويت يا صاحب السمو بهذا الشرف الكبير الذي تفضلتم به علينا وعلى ابنائكم المتفوقين من جامعة الكويت بما اسبغتموه عليهم من رعايتكم السامية لحفل تخرجهم ومن تشريف سموكم لهم بالحضور، وسيبقى هذا التكريم اوسمة فخار تزدان بها صدور ابنائكم، تدفع بخطوهم الموفق الجاد في مدارج التفوق والابداع والعطاء بلا حدود من اجل وطنهم العزيز الذي احاطهم بموفور رعايته وتعهدهم بواسع فضله وهيأ لهم اسباب النماء والارتقاء.
انكم يا صاحب السمو بهذا التشريف الذي تحرصون كل عام على ان تطوقوا به اعناق ابنائكم لَترسخون نهجا كريما تفردت به القيادة السياسية في وطننا العزيز في احتفائها بالعلم واهتمامها بالتعليم واحاطتها المتعلمين، وبخاصة المتفوقين منهم، بكل مظاهر الاهتمام ومعاني التكريم، ايمانا منكم يا صاحب السمو بما للعلم من دور بارز واثر جلي في تحقيق التقدم والسبق للشعوب والامم وصوغ الحياة الحرة الآمنة لها، وتحقيق التنمية المجتمعية الشاملة التي تتطلع اليها كل المجتمعات التي تنشد العيش والأمن والرخاء والازدهار، وان هذه الرعاية العظيمة المتكاملة غير المسبوقة للتعليم في وطننا العزيز، التي هي مبعث فخرنا ومصدر اعتزازنا يا صاحب السمو، لتضاعف من مسؤولياتنا الوطنية ومسؤوليات كل القائمين على امر التعليم في مختلف مستوياته ومراحله، في ان نحقق لوطننا تطلعاته وطموحاته في الوصول الى مجتمع المعرفة دائم التعلم وتحقيق نهضته التعليمية الشاملة، واحداث النقلة النوعية التي نطمح اليها في مخرجات مؤسساتنا التعليمية.
وان ابناءكم الخريجين المتفوقين يا صاحب السمو الذين يشرفون بتكريم سموكم اليوم بعد ان انجزوا هذه المرحلة الحاسمة من حياتهم بتفوق، ليعاهدون الله ويعاهدون سموكم ويعاهدون وطنهم العزيز على ان يكونوا دائما عند حسن الظن بهم، وان يكونوا ابناء الوطن البررة وجنده الاوفياء الذين يجعلون من التفوق والتميز نهجا اصيلا لهم في حياتهم يحققون من خلاله لوطنهم السبق والتقدم والارتقاء في شتى المجالات.
واننا يا صاحب السمو لنرفع اكف الضراعة الى الله تعالى ان يبقيكم ذخرا لوطننا العزيز، وان يجعلكم دائما مصدر عز له وفخر، وان يعينكم على قيادة مسيرته المباركة الى ذرى التقدم والارتقاء والازدهار، بما حباكم الله به من رؤى سديدة وحكمة معهودة، تحفظون له امنه، وتحافظون على استقراره، وتعمقون لدى ابنائه كل معاني العزة والشموخ والإباء، وترسخون في وجدانهم كل قيم التعاون والتعاضد والولاء والحب والانتماء للكويت التي نبتت منها جذورنا وترعرعت بخيراتها اصولنا وفروعنا لتصبح الكويت لكل منا الام والاب والارض والعرض والماضي والحاضر والمستقبل، وحيثما تكون مصلحتها فهو الطريق الذي نتوجه اليه.
كما ألقى بعد ذلك مدير جامعة الكويت د.عبدالله الفهيد كلمة قال فيها:
بالاصالة عن نفسي ونيابة عن ادارة جامعة الكويت وأسرة الجامعة، يسعدني، بل ويشرفني ان أرحب بكم يا صاحب السمو في رحاب جامعة الكويت، في هذا اللقاء السنوي المتجدد، الذي يشكل دافعا قويا لجميع اعضاء الاسرة الجامعية على البذل والعطاء، ان عنايتكم واهتمامكم بالعلم والعلماء ثقة نعتز بها، ونتخذها نبراسا لنا للجد والاجتهاد.
ولا يسعني الا ان انتهز هذه المناسبة لأتوجه بأسمى آيات الشكر والتقدير لسموكم وللحاضرين جميعا، ولكن القلوب والايادي المخلصة التي تقف مع الجامعة وتعينها على أداء رسالتها.
ان جامعة الكويت كانت، وستظل بمشيئة الله، ومن ثم بفضل دعمكم المتواصل لها، تسعى للارتقاء بمستوى الاداء فيها سواء على المستوى العلمي أو التربوي، وتبذل في سبيل هذا الهدف أقصى الجهود لتؤدي رسالتها في اعداد وتأهيل شباب الوطن، ولعل حفل هذا اليوم الذي يكرم فيه المتفوقون من الخريجين دليل واضح على حرص الجامعة واهتمامها بنوعية مخرجاتها وجودة الاداء.
واضاف د.الفهد: فكرت مليا في ماذا تكون كلمتي اليوم؟ هل استغل هذه المناسبة لأعرض احتياجات الجامعة من قانون جديد لتنظيم التعليم العالي، أو توفير المزيد من الدعم لمشاريع الجامعة الانشائية أو غير ذلك من المطالب؟ لكن حفل هذا اليوم هو لتكريم المتفوقين من الخريجين، وهذا اليوم يومهم الذي يتطلعون اليه منذ دخولهم الجامعة وحتى تخرجهم فيها، فيجب ان تكون الكلمة موجهة لهم، وبوسع الجامعة ان تطرح مطالبها في يوم آخر، ولكن ماذا عساي ان اقول لأبنائي الخريجين المتفوقين في هذه الكلمة المختصرة وهم الذين على مدى اربع سنوات من الدراسة استمعوا خلالها الى نحو ألفي محاضرة؟ لعل افضل نصيحة اقدمها لأبنائي الطلبة في هذا الوقت هي دعوتهم الى اتباع الاسلوب الراقي في الحوار الهادئ والنقاش البناء، وعرض وجهات نظرهم باحترام وتقدير سواء مع اهليهم أو اصدقائهم أو زملائهم أو حتى مع من يختصمون معهم اليوم أو غدا، قال تعالى (ادع الى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي احسن...) هكذا يجب ان يكون اسلوب النصح والاقناع وفقا لتعاليم ديننا الحنيف، وأزيد بالتأكيد ان هذا هو الاسلوب الذي يجب ان نتبعه حتى مع من نعتقد انه خصم لنا، والدليل على ذلك، ألم يكن فرعون خصما وعدوا لدودا لنبي الله موسى ( عليه السلام )؟ يا ترى بماذا أمر رب العزة نبيه موسى ونبيه هارون؟ قال لهما في محكم كتابه الكريم (اذهبا الى فرعون انه طغى، فقولا له قولا لينا)، لماذا؟ لعله يتذكر أو يخشى، فإذا كان الهدف من النصيحة والدعوة هو الهداية والتوجيه، فمن الواجب علينا ان نتبع الاسلوب اللين الهين، واما اذا كان الهدف هو الفضيحة، فهذا ليس من اخلاق الاسلام، وليس من شيم المسلمين في شيء، فما احرانا جميعا من طلبة واساتذة ومواطنين بأن نتمسك بآداب النقد والحوار، وخاصة في هذه الظروف الدقيقة التي نعيشها.
ووجه كلمة اخيرة للخريجين المتفوقين، وقال: ان رعاية وحضور صاحب السمو الأمير هذا الاحتفال هو تشريف لكم خصكم به، وتقدير منه لكم، فهو بذلك وسام فخر تعتزون به وتذكرونه دائما، فليكن هذا دفعا لكم على الاستمرار في البذل والعطاء، وخوض تجربة الحياة العملية مستندين الى القيم الرفيعة والمثل العليا والعلم والمعرفة لتسهموا بجهودكم وسواعدكم في نهضة الوطن وتقدمه ورفعة شأنه.
تهنئتي القلبية لكم بالنجاح والتفوق، وهنيئا لأهلكم وذويكم، راجيا ان تكونوا قرة عين لهم ولوطنكم العزيز.
وقبل ان أختم كلمتي هذه، لا أنسى أن أتذكر انسانا خلوقا، ومعلما متميزا، ومواطنا مخلصا، ومتحدثا مفوها، ومدافعا شجاعا، فقدته الكويت مؤخرا، ألا وهو الاستاذ الفاضل د.احمد عبدالله الربعي، وزير التربية ووزير التعليم العالي الاسبق، اسأل الله العلي القدير أن يتغمده بواسع رحمته، وان يسكنه فسيح جناته، وان يلهم اهله وذويه وتلامذته ومحبيه جميعا الصبر والسلوان، و(إنا لله وإنا إليه راجعون).
وختاما نسأل الله عز وجل ان يحفظ صاحب السمو الأمير ويرعاه ذخرا للكويت، وان يحفظ سمو ولي العهد الامين، وسمو رئيس مجلس الوزراء، وان يمتعكم جميعا بالصحة والعافية، انه سميع مجيب.
تغطية خاصة في ملف ( pdf )