آلاء خليفة
احتفل قسم العلوم السياسية بجامعة الكويت بتخريج كوكبة من طلبة وطالبات القسم في حفل بهيج، احتضنته جمعية الخريجين مساء اول من امس تحت رعاية وزير الخارجية الشيخ د.محمد الصباح وبحضور رئيس القسم د.عبدالرضا اسيري، فضلا عن عدد كبير من اساتذة القسم واولياء امور الطلبة والطالبات، وقد تم تكريم اساتذة قسم العلوم السياسية بالاضافة الى الطلبة والطالبات البالغ عددهم 33 خريجا وخريجة.
وقدم الحفل الاعلامي المتميز يوسف مصطفى الذي وجه كلمة للطلبة والطالبات قال فيها: ايها الخريجون الناجحون، تضعون على رؤوسكم اكاليل الفخر وعلى صدوركم وساما من نور يلمع وينير دجى الوطن نحو الافق المشرق، ايها الخريجون والخريجات لم تصلوا الى يومكم السعيد هذا ولحظتكم الغالية هذه الا بجهد جهيد واعلموا ـ ابناءنا الخريجين وبناتنا الخريجات ـ ان التفوق حالة عطاء لا يمكن ان تمنح بقرار لأنه تميز وانفراد وثقة واقتدار.
متابعا :ان سعادتكم بتخرجكم هذا اليوم ـ ابناءنا وبناتنا ـ لا تقاس بمقياس ولا تكال بمكيال ولا تقدر بثمن لانكم اليوم تعيشون حالة استثنائية خاصة، لا يستطيع امهر الاطباء ان يشخصها ولا تستطيع الاشعة ان تكشفها، فرحتكم ايها الخريجون اليوم لها مذاق خاص ونكهة فريدة ولحظة تتجمع فيها كل الخواطر.
أسعد اللحظات
من جهته، القى رئيس قسم العلوم السياسية د.عبدالرضا اسيري كلمة بالمناسبة هنأ فيها الخريجين والخريجات على تخرجهم من قسم العلوم السياسية، كما بارك لاساتذة قسم العلوم السياسية في هذا اليوم المميز، ولفت د.أسيري الى انه من اسعد لحظات الانسان هي لحظة تخرجه وتسلمه شهادة التخرج التي تعني الاعتراف بأنه وصل الى مرحلة من مراحل الكمال العلمي والتعليمي، مشيرا الى فرحة اعضاء هيئة التدريس عندما يرون ابناءهم الطلبة والطالبات يتخرجون ويتولون المناصب المرموقة في الدولة،
واردف قائلا: ابناءنا وبناتنا انتم كنز الوطن وثروته ومفخرة لنا جميعا، ونحن دوما نسعد عندما نزور ونتجول في اجهزة الدولة ونرى ابناءنا وبناتنا وهم يتبوأون مناصب قيادية في الدولة ونتأكد حينها ان التعب لم يذهب هباء.
ووجه اسيري 3 رسائل الى الطلبة والطالبات قال فيها: الرسالة الاولى حب العمل والذي يعني بذل المزيد من الجهد لاسيما انهم متخصصون في تخصص مرموق ومتميز ويعتبره الكثيرون تخصص النخبة، لافتا الى ان علم السياسة علم يتضمن آليات العمل السياسي لكنه في الوقت ذاته فن.
مضيفا: وفي العادة نقول ان خريج العلوم السياسية لابد ان يوظف في الاجهزة السيادية كوزارة الخارجية والديوان الاميري ومجلسي الوزراء والامة، انما في الفترة الاخيرة وجدنا ان خريج العلوم السياسية بدأ يتكيف ويتأقلم ونراه في الكثير من الاجهزة غير الرسمية في اجهزة ومؤسسات القطاع العام.
وزاد: انتم مطلوبون لأن تخصصكم يهيئكم للعمل في جميع المجالات والتكيف معها، متمنيا ان يتعودوا انفسهم على الاخلاص في العمل والتفاني في ادائه سواء في القطاع الحكومي او الخاص.
من جهة اخرى، قال: اما الرسالة الثانية فهي عشق الديموقراطية، فتخصص العلوم السياسية يتيح للخريج والخريجة ان يشخصا الداء السياسي ويضع الوصفات المناسبة له، مشيرا الى ان وصفة الديموقراطية في الكويت هي وصفة فريدة ونادرة.
متابعا: فقد تعلمنا وتعودنا على ممارسة الديموقراطية على مدار نصف قرن تقريبا، وعلى الدستور والنظام الكويتي المتميز، والكثيرون يسعون لممارسة تجربتنا ونقلها الى بلادهم، داعيا الخريجين والخريجات للدفاع عن الديموقراطية بقناعة، مشددا على ان الديموقراطية والتعددية افضل منهج يتبعه الانسان، والرسالة الثالثة التي اسداها د.اسيري للخريجين والخريجات هي حب الوطن، فحتى لو كنا من اصول مختلفة ومذاهب وقبائل وافكار مختلفة لكن الكويت توحدنا، مؤكدا على ضرورة الاعتزاز بالوطن والافتخار به والدفاع عنه لاسيما في مرحلة الاستقطاب السياسي التي يمر بها العالم اجمع، فلابد من التمسك بهذه الارض، فقد اعطتنا الكويت الكثير، دعونا نختلف ولكن نتفق على حب الوطن الذي يعتبر جزءا من ديننا وتقاليدنا ووجداننا ووجودنا راجيا من المولى ـ عز وجل ـ التوفيق للخريجين والخريجات سواء في القطاعين العام او الخاص ويكونوا بالفعل نخبة كما يصفهم الكثيرون.
ونيابة عن الخريجين والخريجات، ألقت الخريجة مناير الحاي كلمة، عبرت فيها عن بالغ امتنانها وسعادتها بلحظة التخرج، التي تعد علامة مميزة في حياة كل انسان.
جهود طيبة
وقالت الحاي: يسعدني ان ارحب بكم في هذا اللقاء السعيد الذي يمثل فرحتنا وسعادتنا في يوم تخرجنا من قسم العلوم السياسية بجامعة الكويت، موجهة جزيل الشكر لاساتذة القسم الذين منحوهم القوة بالعلم والمعرفة، وبذلوا جهودا طيبة معهم ووقفوا بأياديهم البيضاء مساندين لابنائهم وبناتهم الخريجين، وكم كانت كلماتهم تشجيعا لهم على المسيرة وعونا على مسؤوليات الطريق.
مضيفة: وحضوركم اليوم لهو سعادة لنا ووجوهكم بسمة خير لنا، لقاؤنا اليوم اطلالة مشتركة على جهود سبقت والتطلع الى جهود مقبلة لافتة الى ان حمل المسؤولية امانة.
وفي حديث لـ «الأنباء» مع بعض من اساتذة قسم العلوم السياسية، هنأ د. عبدالله سهر ابناءه الطلبة والطالبات على تخرجهم في قسم العلوم السياسية بجامعة الكويت بعدما ابلوا بلاء حسنا من خلال دراستهم بالجامعة طوال تلك الفترة، متمنيا لهم الانتقال الى حياة عملية حافلة بالانجازات والنجاحات، مباركا لهم ولاولياء امورهم كما بارك لاساتذة الجامعة الذين ساهموا في تعليم الطلبة والطالبات منذ بداية دخولهم الى الجامعة وحتى لحظة تخرجهم، متمنيا كذلك ان تعتني الدولة بهؤلاء الخريجين كونهم الاستثمار الحقيقي للبلاد وهم يكتنزون القدرة الحقيقية الدافعة للعملية الإصلاحية التي ينشدها الجميع.
الاستثمار الحقيقي
واكد د. سهر ان الاستثمار الحقيقي هو الاستثمار في الشباب مؤكدا على اهمية الاهتمام بهم ومشددا كذلك على انه ليس من الصالح العام ان يصطدم هؤلاء الشباب بواقع مرير مختلف تماما عما تعلموه من مثل وقيم داخل جامعة الكويت، متمنيا ان تساهم الدولة مساهمة حية في بلورة فكر هؤلاء الشباب وتأهيل البنية التحتية والفكرية وتقديم كل التسهيلات لهم ليأخذوا دورهم الحقيقي في التنمية المنشودة.
وحول وجود صلة ربط بين الخريجين والميدان العملي والاكاديمي قال د. سهر: بالتأكيد، فهناك برنامج الماجستير الذي يربط الطلبة الراغبين في استكمال دراساتهم العليا بالاضافة الى العلاقة المهنية لمن يريد ان يعمل في مؤسسات الدولة، لافتا الى ان هناك الكثير من الخريجين لديهم علاقة مباشرة مع الكلية من خلال مواقعهم التي يحتلونها في مراكز الدولة ومؤسساتها ويتعاونون مع الكلية في شتى المجالات التخصصية، فضلا عن التعامل معهم من الناحية الشخصية نظرا لان الكثير من العلاقات مازالت مستمرة بين الكلية وخريجيها، ونحن نفتخر بأن يتحول الطالب الى زميل لنا في مجال العلوم السياسية.
واكد د. سهر ان كل دفعة جديدة تكون متميزة عن الدفعة التي تسبقها من خلال العينات والفكر لافتا الى ان هذه التعددية تعد ميزة في حد ذاتها.
ومن جهته، قـــال د. شملان العيــــسى لـ «الأنباء»: ان هذا التخرج هو بداية الحياة العملية ولتطبيق ما تعلموه في الجامعة من خلال مسيرتهم الدراسية في الواقع العملي.
متابعا: فاليوم هو بداية لحياتهم العملية وانا متفائل جدا بخريجي وخريجات قسم العلوم السياسية، لافتا الى ان جامعة الكويت تعتبر مرحلة تمهيدية لمرحلة حياة اصعب.
اما د. ابراهيم الهدبان فقال: ان يوم تخرج الطلاب يعتبر يوما سعيدا ومحزنا في آن واحد، هو سعيد لان الانسان يشعر بان الجهود التي بذلها اثمرت خيرا، اما كونه محزنا نظرا لمرارة فراق الطلبة والطالبات، معربا عن فخره واعتزازه باداء خريجي قسم العلوم السياسية آملا ان تستمر العلاقة معهم الى ما بعد التخرج.
اما د. حامد العبدالله فقال: احب ان ابارك للخريجين والخريجات بانهائهم للحياة النظرية واستقبالهم لمرحلة جديدة من الحياة العملية، معتبرا ان التخرج هو البداية وان الحياة الحقيقة لهم تبدأ الآن.
مشيرا الى ضرورة تطبيق ما درسوه خلال السنوات الأربع من نظريات ومفاهيم وافكار على ارض الواقع العملي لاسيما في ظل الازمات التي نعيشها الان كالازمات الاقتصادية والسياسية وغيرها.
صفحات الجامعة والتطبيقي في ملف ( pdf )