رندى مرعي
اعتبرت المرشحة السابقة د.اسيل العوضي ان اسباب التأزيم ثلاثة وهي الحكومة والبرلمان والشعب على حد سواء، وان الخلل يكمن في التركيبة الاساسية للدخول الى البرلمان وخوض المعترك السياسي.
كلام العوضي جاء خلال ندوة في جامعة الكويت ـ كلية الطب تحدثت فيها عن خوضها تجربة الانتخابات الاخيرة قائلة ان خسارتها كانت بمنزلة الربح نظرا لمنافستها لكبار المرشحين.
وقالت العوضي ان الهدف الاول والاخير من ترشحها كان تقديم نموذج جديد لشخصيات سياسية، وعليه اعتمدت لغة الحوار الهادئ والخطاب السياسي الذي يعتمد على تحريك عضلة الدماغ عوضا عن عضلة الحنجرة.
واكدت د.العوضي ان المرأة مؤهلة لخوض المعترك السياسي منذ زمن بعيد ولكنها كانت غائبة عن المعادلة السياسية لذلك كانت الاخيرة مختلة، وشددت على اهمية وجود المرأة في المجال السياسي بشكل عام والبرلمان بشكل خاص كونها تشكل نصف المجتمع الذي يقوم على الجنسين معا معتبرة ان الجنس لا يحدد مكانة تفوق الانسان بل الكفاءة هي العامل الاساسي في ذلك.
وقالت العوضي ان لدخول المرأة الى البرلمان نواحي ايجابية عديدة اهمها ارتفاع مستوى الخطاب والحوار الذي سيتحسن بما يليق بالمرأة وذلك لان احترام المرأة موجود داخل عاداتنا وتقاليدنا، بالاضافة الى الدور الذي ستلعبه المرأة بتسليط الضوء على بعض القضايا التي تغيب عن النواب الحاليين.
وفي الحديث عن الكرسي الوزاري قالت العوضي ان هذه المسألة اصبحت مثل «لعبة الكراسي» يدور حولها الوزراء حينها يتحول هذا الكرسي الى طارد للكفاءات الجيدة والمثمرة، فكثيرون هم الذين يعتقدون انهم لا يستطيعون تقديم اي شيء للكويت وهم على كرسي الوزارة.
واصبح البلد يقوم على نظام المحاصصة الذي لا يخدم البلد على الاطلاق في حين يتحول هذا الكرسي الى جاذب لبعض الكفاءات التي ليس لها اي شيء تخسره وكل ما تبتغيه هو الالقاب والمناصب.
وتحدثت العوضي عن التأزيم الحاصل قائلة ان الجميع مسؤولون عنه ولا يمكن القاء اللوم على جهة واحدة فالحكومة والبرلمان والشعب مسؤولون عما آلت اليه البلاد.
فالحكومة لطالما كان لديها الاداء السليم ولكنه راح يتراجع شيئا فشيئا، وعندما لا يكون لديها برنامج واضح تكثر الثغرات امام النواب الذين يخضع الكثير منهم لشروط كفاءة وذلك لان هذه المعايير غائبة عن الشروط الاساسية، فأقل الامكانيات قد نجدها غائبة مثل الاهتمام بالدستور ومعرفة ما هو النظام المدني وغيرها من الامور الاساسية التي يتطلب وجودها لدى النواب البرلمانيين.
من ناحية اخرى تقع المسؤولية على الشعب الذي لا يضع لائحة بأولوياته ولا يختار مرشحه على هذا الاساس، ففي كل مرة يعيدون انتخاب المرشحين عينهم لذلك نجد نوابا منذ 30 عاما وحتى اليوم لم يتغيروا وذلك لاننا شعب لا يحب التغيير ولا يسعى له.
وتناولت العوضي لجنة الظواهر السلبية معتبرة اياها مشكلة بحد ذاتها وذلك لانه ليس هناك من قانون يحدد سلوكيات الناس واخلاقياتهم الا اذا كان هناك ما يسيء للاخرين، وقالت ان وجود هذه اللجنة يضع حياة الناس الخاصة وسلوكياتهم تحت رحمة مجموعة من الناس وبالتالي يكون الحكم وفق آراء شخصية ايضا.
وشددت العوضي على ان مفهوم الوصاية على الناس هو اكثر الظواهر السلبية والداخلية.