بيان عاكوم
أكدت عميدة كلية الآداب في جامعة الكويت د.ميمونة الصباح ان المناهج التي تدرس عن تاريخ الكويت في المدارس بها الكثير من الأخطاء والعيوب.
واضافت د.ميمونة الصباح انه من المعيب ان يدرس تاريخ الكويت وفيه اخطاء وثغرات كثيرة، لافتة الى انها طلبت من وزيرة التربية ووزيرة التعليم العالي نورية الصبيح تعديلها وتصحيحها، مشيرة الى انها كونها رئيسة للجمعية التاريخية الكويتية مستعدة للتطوع والنظر في تاريخ الكويت.
وتحدثت د.الصباح خلال الندوة التي جمعتها مع طلاب واساتذة الجامعة الاميركية عن تاريخ الكويت والتي نظمها مركز دراسات الخليج في الجامعة وبينت ان تاريخ الكويت تعرض للتزوير حيث اخذت بعض الاقلام تتجه اتجاها خاطئا نحو تأييد بعض الادعاءات اثناء الاحتلال العراقي الغاشم على الكويت.
وقالت «الكويت لم تكن تمثل كيانا قبل وصول العتوب اليها وكانت تمثل بقعة يسكنها بعض الصيادين وكانت مستقرا مؤقتا لقبائل الرحل ثم بدأ الاستقرار فيها برئاسة صباح الأول».
وأضافت: ثبت خطأ بعض المؤرخين الذين نسبوا بناء القلعة التي اخذت الكويت اسمها منها الى بني خالد اثناء حكم براك بن عريعر أو محمد بن نفلة، فقد اكدت الوثائق والادلة المادية ان الذي انشأ القلعة هو صباح الاول اعتمادا على ان تاريخ انشاء القلعة سبق تاريخ فتح القطيف عام 1081هـ والموافق 1670م.
واشارت الى عدد من الادلة على ذلك، ومنها ان اسم الكويت كان يرد في الخرائط الاولى قبل نزول العتوب فيها باسم (كاظمة) أو (القرين) الى جانب ما ذكره كل من عبدالعزيز الرشيد، وبللي المقيم السياسي في الخليج، حيث يقول عبدالعزيز الرشيد «قيل اسسه آل الصباح أنفسهم» ويقول بللي ما ترجمته، ثم أقبل اول الشيوخ (الرئيس) بعد ذلك عبر خور بوبيان مع اتباعه وحط الرحال على الخليج الذي يسمى الآن الكويت أو القرين، وبعد ان عبر الخليج استقر على الشاطئ الشمالي وأقام قلعة أوكوتا ومن هنا اشتق اسم الكويت، اما كلمة القرين فتطلق على الخط الساحلي للخليج بأكمله حتى المنحنى المكون من قرنين، ومنه جاء الاسم».
وزادت بالقول: كما ان الميجر كوليروك الذي كتب تقريراً عن المنطقة بتاريخ 10 سبتمبر 1820 ذكر فيه ما ترجمته «وأول مستوطنة على رأس الخليج هي الكويت التي تقع على مرفأ صالح لرسو السفن ويقطنها خليط من العرب الخاضعين لآل صباح، وهم فرع من العتوب، وتقوم على حمايتهم مزودة بعشرين مدفعا».
واضافت: وبالرغم من ان كوليروك لم يذكر من هو باني القلعة الا انه أعطى وصفا للكويت على انها قلعة حصينة مزودة بعشرين مدفعا، مما يؤكد ان الكويتيين هم بناة القلعة، وانهم أسسوها بشكل يغطي حاجتهم الدفاعية وزودوها بالاسلحة المناسبة، كما انه ذكر ان الكويت يسكنها خليط من العرب الخاضعين لآل صباح، مما يعني ان الشيخ صباح الاول هو الذي بنى القلعة.
وليس براك بن عريعر أو محمد بن نفلة، ولا تختلف المصادر في ان العتوب هم بناة البيوت الحجرية والمساجد فيها، وان آل صباح هم الذين حكموا الكويت منذ تأسيسها.
وعن تأسيس الكويت، قالت: فقد أثبتنا من خلال الادلة الوثائقية ان الكويت تأسست عام 1022 هـ 1613م خلافا لما ذكره د.أبوحاكمة من ان الكويت تأسست في منتصف القرن الثامن عشر 1756 ويخالف حتى ما ذكره مسؤول حكومة الهند البريطانية فرانسيس واردن في تقريره عن القبائل العربية، وقالت: ووجدنا من الادلة الوثائقية والمادية ما يؤكد الوجود الكويتي قبل التاريخين أعلاه، ولا ينفي التأسيس قبل وقوع هذه الادلة، ومن هذه الادلة ما يلي:
مخطوطة الموطأ التي نسخها مسيعيد بن مساعد، ومخطوطة لؤلؤتي البحرين وقرني لأحمد بن يوسف الدارزي.
ووثيقة عثمانية من والى البصرة الى السلطان العثماني يستأذنه فيها بأن يسمح للعتوب بالاستقرار في احد مضافات البصرة، وذلك بتاريخ 1113 هـ الموافق 1702م ويصف قوتهم ووصولهم على سفن مزودة بالاسلحة والذخيرة.
مشيرة الى ان بعض الباحثين يشككون في صحة هذه الوثيقة وذلك لأن لها ترجمتين مختلفتين، وان صحت هذه الوثيقة فقد تعني ما ذكرته المصادر من ذهاب الشيخ صباح الاول على رأس وفد لولاة الدولة العثمانية في العراق العثماني، طالبا ان تتركهم الدولة يعيشون في مستوطنتهم الجديدة بأمان على ان يتعهدوا بأن يلتزموا بالسلم، وعدم الاعتداء على القوافل المارة.
مؤكدة ان الادلة الوثائقية والمادية تبين الوجود التاريخي قبل التاريخين الذين أوردهما د.ابوحاكمة وبعده فرانسيس واردن 1756/1716.
ولما كانت هذه الادلة تثبت الوجود الكويتي في فترة مبكرة ولا تنفي التأسيس قبل ذلك فهذا ما ثبت لنا انه عام 1022هـ 1613م من خلال الادلة التالية:
ـ وثيقة بيان حدود للشيخ مبارك الصباح مرسلة للدولة العثمانية ردا على استفسارها عن حدود بلاده عام 1912م خلال المفاوضات لعقد الاتفاقية الانجليزية ـ التركية لعام 1913م وموجودة ضمن وثائق يستهلها الشيخ مبارك بعبارة «الكويت أرض قفراء نزلها جدنا صباح»، وتقرير الكولونيل بللي المقيم السياسي في الخليج عام 1863م، الى جانب اجماع بعض القضاة على ذلك، مشيرة الى ان هذه الادلة تؤكد في الوقت ذاته ان صباح الاول هو مؤسس الكويت، وانه تولى الحكم منذ تأسيسها، وهذا ما اكده بشكل خاص الشيخ مبارك في بيانه والكولونيل بللي في تقريره الى جانب فرانسيس واردن في تقريره السابق عن وصول العتوب وتقاسم السلطة بينهم.
الاستقلال كظاهرة سياسية
وتحدثت د.ميمونة الصباح عن استقلال الكويت وعدم ارتباطها بأي من الاقطار المحلية او القوى المجاورة التي كان من ابرزها بنو خالد حكام الاحساء والمنطقة الشرقية ثم الدولة العثمانية التي كانت تجاور ولاياتها البصرة وبغداد والموصل العراقية ثم بريطانيا التي كانت تهيمن على منطقة الخليج العربي مشيرة الى ان علاقات الكويت مع كل هؤلاء كانت متوازنة تقوم على التعاون وترفض العدوان.
وقالت ان هناك وثائق تبين استقلال الكويت وان تاريخها يرجع الى فترات زمنية سبقت نشأة العراق كدولة مستقلة في التاريخ الحديث مؤكدة انها ليست مصطنعة وانما حقائق ثابتة، مشيرة الى تأكيد المؤرخ «سلوت» على ان السلطان العثماني بالرغم من انه لقب نفسه بسيد البصرة والبحرين والاحساء فإنه في واقع الامر لم تكن له سيطرة على تلك المناطق ما عدا مدينة القطيف حيث سيطرت القبائل العربية على مناطق البحرين والاحساء.
إدعاءات العراق
وقالت: يضاف الى ذلك ما يبرزه «سلوت» من معان ذات مغزى لموضوع ادعاءات العراق حول الحق التاريخي في الكويت، مشيرة الى انه بين وجود مجتمعات لها صفات خاصة وان نظام الحياة والتجارة والاستقرار في الكويت مختلف تمام عما كانت تعاني منه البصرة من فوضى.
وقالت د.ميمونة الصباح لو اخذنا بالادعاءات العراقية لكان الهنود الحمر الآن يطالبون بأميركا، وكانت سورية تطالب بجزء من العراق حيث ان الموصل كانت تابعة لسورية وقت الانتداب الفرنسي وكذلك لكانت ايران تطالب بجزء آخر من العراق وبالتالي سيسقط من العراق الكثير.
صفحة الجامعة والتطبيقي في ملف ( pdf )