اكد استاذ التاريخ والحضارة الاسلامية في كلية التربية د.نواف الجحمة لـ «كونا» ان الكويت لعبت دورا مهما في تطوير البحوث الرحلية سواء كانت مشرقية او مغربية من خلال اهتمامها بموضوع الرحلة العربية والاسلامية ومشاهيرها ودراستها في الجامعة.
ولفت الجحمة وهو عضو الهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب الى ان ادب الرحلة في الكويت القديمة ما قبل اكتشاف النفط تعزز بالعديد من الكتابات وبخاصة منها الشعرية والعامية وغيرهما.
واوضح ان سكان الكويت قديما كانوا يعتمدون على الترحال والتنقل والسفر وصيد اللؤلؤ في أعالي البحار، وهو ما اعطى موضوع الرحلة قيمة خاصة واثمر عددا من الاعمال القيمة في هذا السياق.
واشار في السياق نفسه الى عدد من المذكرات التي كتبها رحالة عرب ومســــتشرقون عن الكويت، حيث سجلوا انطــــباعاتهم عن الكويت القديمة وعن كـــــويت السفن البحرية الشراعية القديمة وكويت اللؤلؤ والدانات والحياة البسيطة.
وذكر بالمناسبة برحلتي الحاج عبدالله ويليامسون والرحالة الأميركي الوش عام 1868 الى الكويت وغيرها من الرحلات الاستكشافية التي شكلت قيمة تاريخية للكويت وفتحت آفاقا واسعة في المنطقة.
واكد ان الكويت اعطت للرحلة العربية والاسلامية مكانة خاصة في بحوثها ودراساتها الاكاديمية، موضحا انها تشكل جزءا لا يتجزأ من الثقافة والحضارة العربيتين والاسلاميتين.
وكشف عن نيله جائزة «ابن بطوطة الدولية» للادب الجغرافي عام 2006 بالجزائر عن مؤلفه «صورة المشرق العربي في كتابات رحالات الغرب الاسلامي من القرن السادس الى القرن الثامن الهجري الثاني عشر الى الرابع عشر الميلادي».
واكد انه تناول في بحثه المتوج تجربة عدد من الرحالة المغاربة والأندلسيين، كما وصف هذا البحث بالقيم والمتميز كونه كان اهم ما قدم بمنطقة الشرق الأوسط وعالج موضوعا مهما يتعلق بصورة هؤلاء الرحالة لدى المشارقة.
واشار الى ان بحثه الاكاديمي تركز كذلك حول البحث عن الدور الكبير الذي لعبه الرحالة في بلاد المغرب والأندلس خلال العصر الوسيط من اجل استكشاف عدد من البلدان والثقافات والحضارات.
واضاف د.الحجمة ان هذه الندوة الدولية تشكل مسارا جديدا للبحث الادبي والجغرافي وابراز القيمة التاريخية والعلمية للرحالة العرب، خصوصا الرحالة المغربي والعربي المسلم ابن بطوطة.
واعتبر اللقاء محطة مناسبة لتكريم مختلف الفائزين بجوائز «ابن بطوطة» والاحتفاء بالدور الذي يلعبه الباحثون العرب والمسلمون في ابراز جوانب متعددة من التاريخ العربي الاسلامي الذي شكل محورا أساسيا للبحث العلمي الانساني والكوني.
ولفت الى ان مشاركة العديد من الاكاديميين والباحثين في ادب الرحلة العرب بهذا اللقاء يشكل مناسبة لتبادل التجارب والخبرات، فضلا عن التداول في امور هذا اللون الادبي والفني الذي يكشف جانبا مهما عن التاريخ القديم لعدد من دول العالم.
واعتبر هذه الندوة فرصة مهمة لتعزيز قيم الحوار الثقافي والحضاري والتفاهم مع الآخر وابراز الدور الريادي الذي لعبه الرحالة العرب والمسلمون في انارة الفكر واشاعة قيم التسامح والتعايش ونشر العلم والمحبة الانسانية في العالم.
وقدم د.الجحمة في هذه الندوة الدولية التي عقدتها وزارة الثقافة المغربية بالتعاون مع المركز العربي للادب الجغرافي (ارتياد الآفاق) أمس محاضرة قيمة ضمن محور «من الاندلس والمغرب الى اسطنبول» بعنوان «قراءة في رحلة المدجن الحاج عبدالله الصباح.. انساب الاخبار وتذكرة الاخيار» خلال النصف الثاني من القرن الثامن الهجري.
وكانت هذه الندوة قد شهدت في مستهلها امس منح جائزة 2007 (ابن بطوطة للادب الجغرافي) وتكريم الباحثين العربيين المغربي د.عبد الهادي التازي والشاعر السوري علي كنعان فضلا عن افتتاح المعرض العربي لكتب ادب الرحلة والادب الجغرافي.