لا شك ان تناول الغذاء السليم خلال فترة الحمل وحتى قبل حدوث الحمل بأشهر قلائل أمر حيوي لضمان الصحة الجيدة لكل من الأم والجنين، «فعندما يتعلق الأمر بالغذاء الصحي خلال فترة الحمل، تصبح نوعية الطعام الذي تتناوله المرأة أهم من كميته»، لأن ما تحتاج لتناوله أو ما ترغب في تناوله عادة ما يتغير كل ثلاثة أشهر من الحمل، «السن والظروف البدنية والحالة النفسية والطبية التي تتطلب اتباع نظام غذائي معين كلها أمور تؤثر على ضمان الصحة الجيدة للمرأة والجنين خلال فترة الحمل». تلك كانت بعضا من الملاحظات التي قدمتها خبيرة التغذية واخصائية نظام الغذاء في فترة الحمل ليلى حسين آغا، في حديث لها قبل عقد ندوة نسائية كبيرة تحت عنوان «أهمية التغذية المناسبة خلال فترة الحمل» التي نظمها مستشفى الأمومة الرائد في مجال التوليد والعناية بالطفل في الكويت.
استهلت آغا ندوتها بشرح مدى أهمية استشارة السيدات الحوامل لاخصائي تغذيتهن وأن ذلك يوازي في الأهمية استشارتهن لطبيبهن أو ممرضتهن. في الواقع، إنه لأمر مهم للطبيب والممرضة واخصائي التغذية أن يعملوا معا كفريق متكامل من أجل ضمان نجاح فترة الحمل وأن يستمر كل من الطفل والأم في التمتع بصحة جيدة، مطالبة الحامل بأن تتذكر أنه أثناء فترة حملها، تتناول الطعام لشخصين، فطفلها يعتمد على الطعام الذي تتناوله من أجل نموه وتطوره، كما أنها ستشعر بحال أفضل إذا انتبهت إلى نظامها الغذائي واتبعت توصيات الطبيب واخصائي التغذية.
نوعية الغذاء المطلوبة
وأضافت آغا مخاطبة المرأة الحامل: «ما أن تبدئي التفكير في الإنجاب، فعليك أن تبدئي في التفكير فيما ستأكلين. أنت بحاجة إلى البدء بتناول الأطعمة الغنية بالفيتامينات والمعادن أي تناول الطعام من المجموعات الخمس الأساسية وأن توازني وجباتك. ما أن يحدث الحمل، فلابد للتغذية الجيدة أن تكون أولوية من أجل تأمين العناصر الغذائية السليمة والمهمة لنمو طفلك ولصحتك أنت». في الوقت الذي ستتغير فيه الاحتياجات الغذائية خلال مختلف فترات الحمل مع تغير حالات الجسم، ستحدد الأمراض والقدرة على تناول الطعام نوعية النظام الغذائي الذي ستتبعينه إذ ان هناك عددا من الإرشادات العامة التي ستكون مهمة لاتباعها خلال فترة التسعة أشهر. وتشمل تلك الإرشادات على سبيل المثال تناول وجبة متوازنة والتأكد من عدم تمرير وحذف الوجبات مع ضرورة التخلي تماما عن الكافيين وتناول كميات كبيرة من المياه.
وتابعت آغا حديثها عن ضرورة أن تتناول الحامل المتطلبات الغذائية المختلفة خلال فترات الحمل، كما تناولت بالتفصيل أهمية ممارسة الرياضة المناسبة خلال فترة الحمل وأكدت على أنه في فترة الأشهر الثلاثة الأولى لابد للحوامل ألا ينخرطن في أي نشاط مرهق فيما عدا المشي، كما تحدثت عن أهمية دعم الأسرة للحامل خاصة في فترات التغير المزاجي الذي يمكن أن يصاحب فترة الحمل.
مراحل التغذية خلال فترة الحمل
وعن العناصر الحيوية للنظام الغذائي الصحي خلال أشهر الحمل، قالت آغا: «الكالسيوم واحد من أهم المعادن التي لابد من زيادة تناولها وتواجدها خلال فترة الحمل. أيضا، حمض الفوليك الذي يساعد في تطور ونمو مخ الجنين وعموده الفقري وهذا بالنسبة إلى صحة الطفل، كما أنه مهم خلال المرحلة الأولى من الحمل عندما لا تكون السيدة على علم حتى بحملها. البروتين من العناصر المهمة التي لابد من تزايد تناولها خلال فترة الحمل».
وخلال الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل، قد تكون واحدة من المخاوف الغذائية الأساسية هي محاربة دوار الصباح الذي يمكن التخفيف منه إلى حد ما من خلال تناول وجبات صغيرة بانتظام مع استهلاك الموالح «المقرمشات المالحة الخفيفة». أما خلال فترة الثلاثة أشهر الثانية، فلابد للأمهات أن يستمررن في اتباع نظام غذائي متوازن مع زيادة نسب السعرات الحرارية التي يتناولنها يوميا التي تأتي من تناول البروتينات التي يمكن أن تضاف إلى نظامهن الغذائي من خلال تناول الوجبات الخفيفة الصحية على مدار اليوم. وفي الأشهر الثلاثة الأخيرة من الحمل وقبل الولادة، يصبح وزن الطفل 3 أضعاف ما كان عليه، الأمر الذي يعني أن الأمهات سيشعرن بالشبع أسرع، لكن لايزال من الضروري تناول الغذاء المتوازن مع نسب كافية من السعرات الحرارية، لافتة إلى أن أفضل السبل لفعل هذا تناول كميات صغيرة من الطعام بشكل متكرر من خلال انتقاء الوجبات الخفيفة الصحية التي من شأنها أن تمد الجسم بالعناصر الغذائية اللازمة.