- العوضي: العلاج الجديد للنقرس الجديد يتلافى الكثير من المضاعفات
- السهو: مريض النقرس قد يصاب بقصور كلوي والعكس والدواء يخفض ترسب الحمض بنسبة 96%
حنان عبدالمعبود
أكد استشاري الأمراض الباطنية والروماتيزم، رئيس وحدة أمراض الروماتيزم بالمستشفى الأميري ورئيس رابطة أمراض الروماتيزم في الكويت د.عادل العوضي أن العلاج الجديد لعلاج داء النقرس يعد قفزة علمية تخفف من حمض اليوريك أسيد بالدم بنسبة 96%، حيث له استخدامه حبة واحدة باليوم من 80 إلى 120 ملغم، حيث نهدف من خلاله إلى الهبوط باليوريك أسيد بالدم أقل من 6 ملغم، مشيرا إلى أن هذا العلاج يحمي المعرضين للإصابة بالنقرس من الإصابة به، مؤكدا فاعلية الدواء حتى على مرضى الفشل الكلوي، وهو ما كان مفقودا في الأدوية المعالجة السابقة.
جاء ذلك خلال مؤتمر علمي نظمته جمعية أطباء الكلى والروماتيزم بالتعاون مع إحدى الشركات، بمناسبة انضمام عقار جديد معالج لمرض النقرس لوزارة الصحة بمشاركة نخبة من أطباء الكلى والروماتيزم في الشرق الأوسط والعالم من بينهم د.عادل العوضي، ورئيس وحدة الكلى في مستشفى الجهراء د.علي السهو.
وقال د.عادل العوضي إن مرض النقرس كان قديما يسمى داء الملوك نظرا لأن اللحوم كانت قاصرة في الطعام اليومي على الملوك، لكن مع وجود الخيرات بشكل واسع وتناول اللحوم المستمر أطلق عليه مرض النقرس والذي يعني زيادة في حمض اليوريك أسيد والذي يزيد عملية البناء وتتحول البروتينات والأحماض الأمينية في النهاية إلى اليوريك أسيد والذي يتخلص منه الجسم عن طريق الكلى، وحين يزداد في الدم ويصل إلى حد التشبع يترسب في المفاصل وأي مكان بالجسم فيصيب بالتهابات المفاصل وأي مكان يترسب فيه الحمض ويصيب بتكلسات بالمفاصل والتهابات حادة في المفاصل وأكثر الأماكن التي يصيبها النقرس هو مفصل إصبع القدم الكبير، حيث يشكو المريض بعد ساعات من تناول لحوم أو بقوليات، من ألم شديد بمفصل الأصبع، وينتفخ المفصل شيئا فشيئا ويتورم مع احمرار شديد وحرارة مرتفعة، ولا يستطيع المشي، وبعد الفحص يتبين أنه النقرس والذي يحتاج إلى أدوية معينة للتخفيف من التهابات المرض.
وأشار إلى أن نسبة الإصابة بهذا المرض ثلاثة من ألف شخص مصابين بمرض النقرس، لافتا إلى أن هناك آخرين لديهم ارتفاع في حمض اليوريك أسيد بالدم وغير مصابين بالنقرس حوالي من 10 إلى 20% وهم معرضون للإصابة بنسبة 5% ممن لديهم الارتفاع في نسبة ترسيب الحمض.وقال إن هذا نتائج دراسة أجريت على الكويتيين من سن 15 فأكثر، مشيرا إلى أن في أميركا يصاب 5 بين كل ألف شخص بينما أكثر دول العالم إصابة بالنقرس هي تايوان بنسبة 13% من السكان، مبينا أن هذا قد يعود لأمور وراثية نظرا لأن الوراثة تلعب دورا أيضا في الوراثة.
ولفت إلى أن المرض منتشر في الكويت حيث النسبة غير قليلة خاصة بين الرجال من كبار السنة بينما يصيب النساء بعد توقف الطمث، لأن النساء لديهن هرمون الأستروجين الذي يرفع افراز اليوريك أسيد بالدم أقل من الرجال.
بدوره قال د.علي السهو إن ارتفاع حمض البوليك أو اليوريك بالدم والذي يتسبب في الإصابة بالنقرس له عدة أسباب منها عدم قدرة الجسم على التخلص منه مثلما هو الحال في المريض المصاب بقصور كلوي مزمن، والمريض الذي يتناول كميات كبيرة من اللحوم مما ينتج نسبة كبيرة من الحمض يصعب على الجسم التخلص منها، كما أن هناك بعض الامراض الوراثية، وكذلك السمنة التي تؤدي لارتفاع الحمض إضافة إلى الإصابة ببعض الأمراض.
وأشار إلى أن ارتفاع نسبة حمض البوليك في الدم لا تصيب بداء النقرس فقط، والذي لا يستهان به نظرا للآلام التي يسببها، وحاجة المريض إلى الأدوية، ولكن الدراسات والبحوث أثبتت أن ارتفاع الحمض يؤدي إلى مشاكل منها سرعة تدهور وظائف الكلى للمصابين بقصور كلوي مزمن، وعرضة للإصابة بداء السكري، عدم القدرة على السيطرة على معدل ضغط الدم المرتفع، وقلة الاستجابة للأدوية المثبطة لضغط الدم، وكذلك يكون عرضة للإصابة بأمراض القلب والشرايين التاجية، كما أثبتت الدراسات أن تخفيض حمض البوليك حتى للمرضى غير المصابين بالنقرس تساهم في تخفيض سرعة تدهور وظائف الكلى للمصابين بقصور كلوي مزمن وتخفيض حجم عضلة القلب للمصابين بتضخم القلب وتخفيض نسبة الإصابة بمرض السكري، ولذلك نشجع على علاج المرضى المصابين بارتفاع نسبة حمض البوليك حتى وان لم يكن مصابا بالنقرس.
وأوضح أن الأدوية الجديدة أقل تسببا في الحساسية عن الأدوية السابقة، كما أن الجرعة التي يحتاج إليها الطبيب للحصول على نفس النتيجة أقل من السابق، مثمنا دور وزارة الصحة في الحرص على جلب كل عقار جديد، حيث استقطبت هذا العقار الجديد ووفرته للمرضى.
وعما إذا كان مريض النقرس معرضا للفشل الكلوي أو العكس قال «إن الحالتين من الممكن حدوثهما، مبينا أن المريض المصاب بالنقرس يترسب حمض اليوريك بالمفاصل وكذلك قد يترسب بالكلى، مما يتسبب في انسداد حصوات أو تليفات، ولهذا قد يصاب بقصور كلوي مزمن، كما أن المصاب بقصور كلوي مزمن لا يستطيع التخلص من حمض البوليك بالكفاءة التي يتخلص منها الشخص الطبيعي ولذلك فإنه معرض لارتفاع نسبة الحمض والإصابة بالنقرس، مشيرا إلى أن التحاليل تثبت الإصابة من عدمها، وكذلك هناك عوامل تشير إلى تعرض الشخص أكثر من غيره للإصابة بالنقرس منها التاريخ العائلي وغيره.