- أمراض الصدر متنوعة.. حسب المسببات والمكان وأكثرها شيوعاً مرض الربو وحساسية الجيوب الأنفية
- الأنف هو خط الدفاع الأول للرئة.. فالشعيرات الهوائية به تطرد الشوائب والجراثيم
- زراعة الرئتين أقل نجاحاً من زراعة الأعضاء الأخرى لأنها معرضة للمؤثرات الخارجية.. بما تحمله من بكتيريا وفيروسات
- المصابون بمرض السدة الشديد يحتاجون إلى الأكسجين طوال العمر كعلاج
كتبت: زينب أبو سيدو
تكثر أمراض الصدر والجهاز التنفسي في الكويت بسبب خصوصية المناخ وما تشهده البلاد من غبار ومسببات الحساسية، إضافة الى طول فترة الصيف وشدة الحرارة.
وخلال لقائنا مع استشاري الأمراض الصدرية في مستشفى دار الشفاء د.عبدالله المطيري، اكد ان أمراض الصدر تختلف باختلاف المسببات وباختلاف الأمكنة والمناخات الخاصة بهما، مشيرا الى ان الانف هو خط الدفاع الاول عن الرئتين لذلك كثيرا ما تسبب العوالق الموجودة في الهواء حساسية الجيوب الأنفية، وقد تسبب ايضا مرض الربو، موضحا ان مرض الربو ينقسم الى ربو داخلي، وخارجي وهو مرض تحسسي ناتج عن البكتيريا والفيروسات والعوالق والملوثات المحمولة في الهواء.
وحول التقدم الطبي في مجال زراعة الرئتين، أوضح ان نسبة النجاح في زراعة الرئتين مازالت اقل من زراعة الأعضاء الأخرى، بسبب تعرضها المستمر للمؤثرات الخارجية والبكتيريا والفيروسات، ونصح الذين يعانون من أمراض مزمنة في الرئتين بالخضوع للتطعيم السنوي ضد الإنفلونزا للوقاية منها، وإلى التفاصيل:
كيف يتم تقييم وظائف الرئة عن طريق التنفس؟
٭ هناك عدة فحوصات لتقييم وظائف الرئة ابتداء من التاريخ المرضي للمريض ونوعية الأعراض التي يشكو منها ثم الأشعة العادية للصدر فهي تعطينا تقييما مبدئيا لما هو حادث بالرئة سواء كانت التهابات أو أوراما أو أوراما مناعية موجودة بالرئة.
هناك فحوصات أخرى لوظائف الرئة منها فحص التنفس وهو خاص بتنظيم كفاءة الرئة ومعرفة وجود وانسداد مجرى التنفس من عدمه كما يحدث مع مرضى الربو أو مرضى السدة التنفسية المزمنة وهي تكون نتيجة التدخين.
فالمدخنون المزمنون يحدث معهم نفس اعراض مرض الربو تماما، لدرجة حدوث خلط أحيانا بين المرضين لأن الأعراض متشابهة.
وهناك فحوصات ثانية بعد الأشعة المقطعية للرئة إذا احتاج الأمر وهناك فحوصات لنسبة الغازات في الدم فهذه بشكل عام الفحوصات التقييمية.
ما أمراض الصدر بشكل عام؟
٭ أمراض الصدر تختلف باختلاف المسببات وباختلاف المكان وأكثر الأمراض شهرة فبالنسبة للكويت تعتبر أمراض حساسية الصدر هي الأكثر شهرة وخصوصا مرض الربو ومرض حساسية الجيوب الأنفية وتأتي بعدها الأمراض الناتجة عن التدخين مثل السدة الرئوية وتأتي بعدها الالتهابات الرئوية خصوصا الدرن وتأتي بعدها تليفات الرئة، والأمراض المزمنة للرئة، وامراض مناعة الجسم التي تؤثر على الصدر وتسبب امراضا له وأيضا مرض النوم ويعني الاختناق أثناء النوم وهو من الأمراض المنتشرة بسبب السمنة والمصاحبة لها وتأتي شكوى المريض بأنه ينام طوال النهار فيختنق أثناء نومه ويشخر.
وهذه الأمراض يتم تشخيصها وعلاجها في عيادة أمراض الجهاز التنفسي.
التهاب الرئة
ما مرض ذات الرئة؟
٭ ذات الرئة هو التهاب الرئة وهذا ينقسم إلى نوعين: النوع الفيروسي والنوع الذي يسبب البكتيريا، والأشهر البكتيريا فهي التي تسبب أمراض ذات الرئة وتختلف باختلاف نوع البكتيريا، ونوع الفيروس الموجود.
وهناك فيروسات تأخذ شهرة معينة تسبب ذات الرئة كانفلونزا الخنازير وانفلونزا متلازمة الشرق الأوسط وهي الكورونا.
هل هناك آليات دفاعية لحماية الرئتين من العدوى؟
٭ خط الدفاع الأول للرئة يبدأ من الانف ففيه الشعيرات الهوائية الصغيرة التي تحاول دائما أن تطرد أي شوائب، أو جراثيم أو أي مسببات للمرضى بحركته المستمرة، عن طريق المخاط الذي يحاول أن يتخلص من الشوائب، والبكتيريا لأن إفرازه يكون بشكل مستمر.
لكن الرئة معرضة دائما للالتهابات وللعدوى أسرع من أي جهاز آخر بسبب أنها مكشوفة للجهاز الخارجي.
الحماية من ذات الرئة
هل يمكن حماية أجسامنا من الإصابة بذات الرئة؟
٭ الوقاية من الإصابة بذات الرئة يتم عن طريق الوقاية بالنسبة للشخص المصاحب للمريض أو بالنسبة للشخص إذا كان حوله أناس مرضى.
وتتم الوقاية عن طريق النظافة الجسدية وعن طريق غسل اليدين وإذا كان لدى الشخص سعال، أو عطاس يحاول أن يغطي فمه بمحارم ورقية ويغسل يديه بحيث لا ينقل العدوى إلى المريض الآخر، خاصة إذا كان لديه التهاب معد.
ما مدى نجاح زراعة الرئتين مقارنة بزراعة الأعضاء الأخرى؟
٭ النجاح الذي تلاقيه زراعة الرئتين أقل من زراعة الكلى، أو النخاع مثلا لأن الرئتين كما ذكرت، معرضة دائما للمؤثرات الخارجية فلا يوجد عامل يفصلها عن العامل الخارجي، فالبكتيريا والفيروسات الموجودة بالجو تنتقل بسهولة للرئتين وحاليا مع التقدم العلمي، هناك توقعات لزراعة الرئتين يمكن أن تعيش من 5 إلى 10 سنوات، ولكن مقارنة بالأعضاء الأخرى يكون النجاح أقل.
العلاج بالأكسجين
ما العلاج طويل الأمد بالأكسجين؟
٭ هناك مرضى يحتاجون إلى الأكسجين كعلاج، كالمدخنين الذين يصابون بمرض السدة الرئوية الشديد الذي يصل بهم إلى مرحلة نقص الأكسجين لديهم في الحالات العادية فيحتاجون إلى استخدام الأكسجين طوال العمر وهذا في حالة السدة الرئوية المزمنة عندما تكون في حالة متقدمة فيحتاجون إلى الأكسجين على الأقل 18 ساعة في الـ 24 ساعة.
ما أنواع الربو بشكل عام؟ وهل هناك ربو تحسسي أي ربو مرتبط بمواسم الحساسية؟
٭ ينقسم الربو إلى نوعين: ربو خارجي، وربو داخلي أو قسم تحسسي وقسم غير تحسسي ونصف حالات الربو تنتج عادة عن حساسية وفي هذه الحالة يكون لدى المريض حساسية في أماكن أخرى، كالجيوب الأنفية وغيره، أي يكون لديه تاريخ عائلي في أمراض الحساسية وهذا المريض يسوء عنده الربو إذا تعرض إلى مثيرات في محيطه الخارجي مثلا حبوب اللقاح، ففي مواسم الحساسية تزيد لديه نوبات الربو.
وهناك مرضى تكون لديهم حساسية من بروتينات معينة موجودة في البيت كغرف النوم والأثاث المنزلي.
هؤلاء يصبح لديهم حساسية مفرطة كردة فعل من المثيرات الخارجية اما النوع الثاني فيكون الربو غير مرتبط بالحساسية، ولا يكون ناتجا عن الحساسية الخارجية وهنا يصاب المريض بنوبات الربو نتيجة الالتهابات، خاصة الالتهابات الفيروسية.
فكما يصاب بفيروس الانفلونزا يصاب بالربو، وهذه ردة فعل للالتهابات الخارجية.
بكتيريا الدرن
ما أسباب الدرن وهل هناك بكتيريا تسبب الدرن مقاومة للمضادات الحيوية؟
٭ الدرن هو مرض بكتيري وهو نفس ذات الرئة ناتج عن بكتيريا معينة، هي بكتيريا الدرن، وهذه البكتيريا قديمة من قدم الإنسان، ومن أيام الفراعنة، اكتشفت في المومياءات.
ينتشر الدرن بسهولة، عن طريق التعرض للمصاب الذي يصاحبه فقدان وزن وأرق بالليل وكحة مزمنة، يصاحبها بصاق ملوث بالدم وينتشر بالأماكن المزدحمة كثيرا والخالية من التهوية المناسبة.
لذلك نجد اكثر الأماكن انتشارا على مستوى العالم في أمراض الدرن هي الهند والصين وبنغلاديش، دول جنوب شرق آسيا، فلدينا بكتيريا فعلا مقاومة للمضادات الحيوية.
هل الأشخاص الذين لديهم حساسية أو اعتلال في الجهاز عرضة للإصابة بكورونا؟
٭ ليسوا أكثر عرضة للاصابة بالكورونا ولكن اصابتهم بها ستكون شديدة.
وبشكل عام، أي أمراض فيروسية، كالانفلونزا وغيرها تكون ردات الفعل دائما للناس المصابين بأمراض الرئة أشد لأن هذه الفيروسات والبكتيريا تصيب الرئة أكثر من غيرها فما بال المرضى الذين يعانون أساسا من مشاكل الرئة.
وتنصح منظمة الصحة العالمية دائما المرضى المصابين بأمراض مزمنة بالرئة بأن يخضعوا للتطعيم السنوي من الانفلونزا لأن اصابتهم بالانفلونزا ليست كإصابة الناس الآخرين الذين لا يعانون من أمراض صدرية.
ضيفنا في سطور
د.عبدالله دغيمان المطيري، استشاري الامراض الصدرية في مستشفى دار الشفاء، حاصل على البورد والزمالة الكندية في الأمراض الباطنية والصدرية وكذلك العناية المركزة.
وحاصل أيضا على البورد الأميركي في الأمراض الباطنية والصدرية، يعالج د.المطيري الربو والالتهابات الصدرية المختلفة وحساسية الأنف والجيوب الأنفية والصدر، كما يعالج الاختناق أثناء النوم وأمراض الغشاء البلوري للرئة وأورام الرئة وحالات الدرن، ويعمل على تقييم وظائف الرئة عن طريق فحص التنفس وتقييم الصدر ما قبل العمليات الجراحية.