عبدالكريم العبدالله
علمت «الأنباء» من مصادر صحية مطلعة أن وزارة المالية اعتمدت ميزانية وزارة الصحة للسنة المالية الجديدة 2016 - 2017، والتي تبلغ ما يقارب مليارين و800 مليون دينار، مبينة أن منها 9 ملايين دينار مخصصة لمكافآت الأعمال الممتازة، وستقوم بإرسالها إلى مجلس الأمة لإقرارها ضمن ميزانية الدولة الجديدة.
من جهة اخرى ،دق فيروس «زيكا» ناقوس الخطر عالميا، بعد ان تصدر قائمة «الأمراض المعدية» للعام 2016، واكتسح فيروسات «الكورونا» و«الايبولا» وانفلونزا «الخنازير والطيور» بجدارة، والتي كانت تسبب رعبا خلال الفترة الماضية، وعلى الرغم من ظهور «زيكا» في «الأميركتين وحصره هناك، إلا ان «التخوف» من انتشاره على نطاق واسع «أقلق» منظمة الصحة العالمية التي أعلنت حالة الطوارئ تجاهه.
وينتقل «زيكا» حسب تقارير منظمة الصحة العالمية عن طريق «البعوض الزاعج»، ويشكو الأشخاص المصابون بفيروس زيكا من الحمى الخفيفة والطفح الجلدي (الطفحية) والتهاب الملتحمة، وعادة ما تستمر هذه الأعراض لمدة تتراوح بين يومين و7 أيام، ولا يوجد له اي لقاح أو مضاد له في الوقت الحالي، وأفضل طريقة للحماية منه هو تجنب لسع تلك البعوضة، كما انه ولأول مرة، وبالتزامن مع اندلاع آخر فاشية، حدثت زيادة حادة غير طبيعية في ولادة لأطفال ذوي رؤوس صغيرة الحجم ومتلازمات عصبية، ولم يثبت حتى الآن على وجه اليقين أن الفيروس يسبب تشوهات خلقية، ولكن الأدلة تشير بقوة الى أن هناك صلة والتقصيات لاتزال جارية.
لا قيود
منظمة الصحة العالمية بدورها، لا توصي حاليا، بفرض أي قيود على السفر أو التجارة ولكن سينظر في هذا القرار دوريا.
لأن الوضع يختلف بين بلد وآخر، وتوصي منظمة الصحة العالمية المسافرين أيضا بالاطلاع على النصائح الصحية الوطنية ذات الصلة قبل السفر إلى أي بلد ظهر به الفيروس.
شرق المتوسط
أما مكتب إقليم شرق المتوسط لمنظمة الصحة العالمية، فقد أكد مديره د.علاء علوان انه لم يبلغ عن حالات إصابة بالفيروس حتى الآن في الإقليم، منبها بأن هذا النوع من البعوض موجود في العديد من البلدان هنا، لذلك ينبغي على قادة الحكومات اتخاذ خطوات لمنع الفيروس من الانتشار إذا كان المسافرون العائدون من البلدان المتضررة مصابين بالفيروس.
التدابير
ووجه المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية د.علاء علوان خطابا للدول الأعضاء ومن بينها الكويت يدعو فيه إلى اتخاذ التدابير اللازمة لمواجهة «زيكا».
وحث من خلال تلك التدابير تعزيز المراقبة للكشف المبكر عن الإصابة بفيروس زيكا، وخاصة بين المسافرين العائدين من الدول التي ينتشر فيها الفيروس حاليا، وتوخي الحذر لمواجهة أي زيادة في عدد الأطفال الذين يولدون في الآونة الأخيرة مع تشوهات خلقية أو متلازمات عصبية، بدون سبب طبي واضح لها، فضلا عن تعزيز المراقبة في البلدان التي يوجد فيها بعوض الزاعجة المصرية، لاكتشاف تجمعات البعوض عالية الكثافة، وتوسيع نطاق أنشطة الحد من تجمعات البعوض، خاصة مواقع تكاثرها مثل المياه الراكدة، وذلك من خلال الرش في الأماكن المغلقة وإشراك المجتمعات المحلية، ورفع مستوى الوعي لدى الناس الذين يعيشون في البلدان عالية المخاطر، حيث تقع حالات حمى الضنك والشيكونغونيا والحمى الصفراء، والتأكيد على تدابير الحماية الشخصية لمنع لدغات البعوض، وخصوصا خلال النهار وهو الوقت الذي تميل فيه هذه الأنواع من البعوض للدغ.
الصعيد الخليجي
وعلى صعيد دول مجلس التعاون الخليجي، فقد أدرجت اللجنة الخليجية لمكافحة الأمراض المعدية فيروس زيكا للمناقشة في اجتماع سيعقد في الكويت بتاريخ 17 - 18 الجاري.
وقال المدير العام للمكتب التنفيذي لمجلس وزراء الصحة لدول مجلس التعاون، د.توفيق خوجة، إن «المكتب دعا لهــذا الاجتماع نتيجة هذا الحدث غير الاعتيـــادي الذي يتطلـــب رفــــع الاستعــداد والطوارئ في جميع أنحاء العالم».
وعلمت «الأنباء» من مصادر في المكتب التنفيذي لوزراء صحة دول الخليج ان اجتماع اللجنة الخليجية لمكافحة الأمراض المعدية سيناقش وضع خطة خليجية موحدة لمواجهة «زيكا».
الكويت خالية
وبالنسبة للوضع المحلي، فقد أعلنت وزارة الصحة خلو الكويت من الإصابة بفيروس «زيكا»، وأصدرت تعميما لجميع المستشفيات والمراكز الصحية للتواصل مع أقسام الصحة الوقائية ومختبرات الصحة العامة في حال رصد اي حالة من المسافرين الى الدول المصابة، وتطمئن وزارة الصحة بعدم وجود بعوض «ايداس» الناقل لفيروس «زيكا» في البلاد، وذلك نتيجة المسح المستمر للحشرات الذي تقوم به وحدة القوارض والحشرات التابعة لقطاع الصحة العامة في الوزارة.
لجان وطنية
مصادر صحية في وزارة الصحة، كشفت لـ «الأنباء» عن خطة لتشكيل لجان وطنية وفنية وتوعوية مستقبلا لمواجهة فيروس «زيكا» في حال حدثت تطورات في انتشار الفيروس على مستوى الخليج والدول العربية لا قدر الله.
وأكدت المصادر ان وزارة الصحة على أهبة الاستعداد لمواجهته، ولديها تنسيق مسبق وتواصل مع منظمة الصحة العالمية والمكتب التنفيذي لمجلس وزراء صحة دول الخليج حول جميع الأمراض المعدية.