ليلى الشافعي
أكد رئيس مركز الصباحية الشمالي الصحي ومدير مستوصف الفحيحيل الأهلي ومستوصف الصباح الأهلي وأحد مؤسسي مبرة العوازم الخيرية د.حمود العازمي ان مجموعته الطبية تحت تصرف الحكومة ممثلة بوزارة الصحة والجهات المختصة في إدارة الأزمة المتعلقة بفيروس كورونا، وذلك تلبية لنداء الواجب.
وقال ان جميع طواقم وتجهيزات المجموعة على جهوزية تامة للعمل حتى تصل الكويت الى بر الأمان، لافتا الى ان اهل الكويت في الشدائد على عهدهم دائما في الوقوف خلف قيادتهم ومع وطنهم في الأوقات الصعبة.
وتطرق الى وسائل الوقاية من الفيروس، مشيدا بالدور الذي تقوم به وزارة الصحة وتعاون المواطنين واستجابتهم لأوامر الحكومة.
فإلى التفاصيل:
إلى أي مدى ترى أن جهود العاملين في الحقل الطبي مؤخرا اصبحت محور اهتمام وتركيز الجميع نظرا لتداعيات ازمة فيروس كورونا المستجد؟
٭ العمل في مجال الرعاية الطبية بشكل عام هو دوما محل اهتمام لأنه يرتبط بأرواح الناس وسلامة اجسامهم وتحكمه قواعد المسؤولية الادبية والأخلاقية النابعة من الضمير والوازع الديني، وهي مسؤولية اعم وأشمل لأنها نابعة من قيم مجتمعنا المتوارثة وديننا الحنيف، غير ان الظروف الحالية ووصول تفشي فيروس كورونا الى درجة الوباء العالمي، جعلت العاملين في القطاع الطبي في وضع استثنائي، فهم اشبه بالجنود البواسل في ميدان معركة كبرى، يتعاملون مع الاوضاع بمنتهى المسؤولية وإنكار الذات، ولا يدخرون اي جهد في تلبية نداء الوطن والانسانية دون النظر لأي اعتبارات غير اداء واجباتهم المهنية، فالزملاء في وزارة الصحة يقفون الآن على ثغر عظيم فهم خط الدفاع الأول لحماية الكويت من وباء يجتاح العالم.
على المستوى الشخصي ما هو دور د.حمود العازمي خلال الأزمة الحالية؟
٭ لا شك أن انتشار فيروس كورونا في الفترة الاخيرة القى بظلاله على الجميع افراد ومؤسسات، وأصبح لازما على كل فرد في المجتمع ان يقدم ما يستطيع كل بما تيسر له، وأن نقف جمعا صفا واحدا مع وطننا الغالي ونقدم ما نستطيع لدعم الجهود المخلصة التي تبذل من كل المسؤولين في الدولة الذين لا يألون جهدا في العمل على محاصرة هذا الفيروس والقضاء عليه، فعلى المستوى الشخصي بادرت بتقديم التوعية والنصح للوقاية من الفيروس والحد من انتشاره، ثم سارعت بالتسجيل مع جموع المتطوعين من الأطقم الطبية والفنية والتمريضية عندما اعلنت الجمعية الطبية الكويتية عن فتح باب التسجيل للتطوع عند الحاجة للفرق الطبية والفنية والتمريضية في ظل ظروف الوضع الصحي الذي تمر به البلاد والمنطقة العالمية والاقليمية من انتشار لفيروس كورونا المستجد، وعلى المستوى المؤسسي وضعت كافة الامكانيات الطبية والتمريضية والتقنية والإدارية الخاصة بمجموعة د.حمود العازمي الطبية تحت تصرف الحكومة ممثلة في وزارة الصحة والجهات المختصة في إدارة الأزمة المتعلقة بفيروس كورونا وذلك تلبية لنداء الواجب في هذه المرحلة، فجميع طواقم وتجهيزات المجموعة على جهوزية تامة للعمل حتى تصل الكويت الى بر الأمان في القريب العاجل ان شاء الله.
كيف ترون الإجراءات المتخذة حتى الآن في مواجهة الفيروس؟
٭ الكويت تسبق الجميع بخطوات ليس فقط في اجراءات مواجهة وباء كورونا العالمي، ولكن في تقديم الدعم والمساعندة للمواطنين الكويتيين خارج الوطن، وتقديم الرعاية والمتابعة للمقيمين على اراضيها، فالكويت وفي وقت قياسي اتخذت اجراءات وقائية وقرارات حاسمة واستجابة سريعة لعلاج حالات الاصابة ومحاصرة حالات الاشتباه ب صورة ادهشت العالم، ووضعت اسم الكويت في المكانة اللائقة عالميا، والحكومة بمختلف مستوياتها لا تدخر جهدا في مواجهة الفيروس القاتل بتحركاتها وأدائها السريع والمنضبط في مختلف الاتجاهات، وتعول على وعي المواطنين والمقيمين ومسؤوليتهم لإنجاح خططها في تجاوز الازمة.
هل ترى ان مخاوف البعض من ضعف السيطرة على هذا الفيروس مبررة؟
٭ بداية يجب ان نؤكد ما ذكرته منظمة الصحة العالمية في هذا الشأن وهو انه يتعافى معظم الأشخاص نحو 80% من المرض دون الحاجة الى علاج خاص، وتشتد حدة المرض لدى شخص واحد تقريبا من كل 6 اشخاص يصابون بعدوى كوفيد-19 حيث يعانون من صعوبة التنفس، وبالمجمل فإن كبح جماح الفيروس ليس بالأمر المستحيل، وفي ذات الوقت ليس بالأمر السهل، فالأمر متوقف على عاملين اساسيين، اولها جهود حكومية لاحتواء العدوى وتقديم الرعاية الطبية، وهذا ما تقوم به الجهات المختصة وأهمها في هذا الشأن وزارة الصحة، إلى الحد الذي اشادت بها العديد من الجهات الدولية وعلى رأسها منظمة الصحة العالمية، وثانيها هو تعاون المواطنين والمقيمين من حيث الالتزام بالعزل المنزلي، والاستجابة لأوامر الحكومة والالتزام بالإرشادات والتعليمات الصحية، وبهذين العاملين استطاعت الصين السيطرة على انتشار المرض، كما يجب ان نأخذ في الحسبان انه في اوقات الازمات والطوارئ يصبح اهم ما نقدمه لبلادنا هو الوعي وعدم نشر الذعر والتدقيق فيما يصلنا من رسائل والتأكد من ان مصادر المعلومات هي الجهات الرسمية في الدولة.
ما وسائل الوقاية الشخصية من الفيروس في ظل الأوضاع الحالية؟
٭ التركيز على النظافة الشخصية بشكل عام، وأهمها غسيل اليدين بشكل جيد بالماء والصابون او بمطهر كحولي، ومراعاة الاحتياطات الواجبة حال التعامل مع الاشخاص او الخروج من المنزل من الاحتفاظ بمسافة لا تقل عن متر مع اقرب الاشخاص اليه، وتجنب لمس العين او الانف او الفم واتباع الارشادات الصحية، والابتعاد عن التجمعات.
كلمة تود ان تختتم بها هذا اللقاء؟
٭ أود ان اقول ان مجتمعنا الكويتي كما باقي مجتمعات العالم قد تضرر بسبب هذه الأزمة العالمية التي امتحن فيها «كورونا» سائر الدول تقريبا، الا ان خصوصية المجتمع الكويتي جعلت نتائج هذا الامتحان لأهل الكويت جاءت لتؤكد حقيقة ثابتة وهي ان اهل الكويت في الشدائد على عهدهم دائما في الوقوف خلف قيادتهم ومع وطنهم في الأوقات الصعبة، فمن تعاون مع الجهات المسؤولة، الى قوائم من المتطوعين لمساندة الجهات العاملة، ومن تبرع بتجهيزات مقار الحجر الصحي واحتياجات الحالات المحجورة، الى وضع شركات مؤسسات لكامل امكانياتها في داخل وخارج الكويت تحت تصرف الحكومة، هذا هو الشأن في بلد لم يعرف اهله الا العطاء والبذل منذ القدم.. ندعو الله ان يحفظهم جميعا ويحفظ وطننا الغالي من كل مكروه.