الملل من «كورونا»
هل طول مدة زمن «كورونا» يدعونا الى التشاؤم والملل؟
٭ وجود فيروس كورونا وغيره من الفيروسات التي جاءت وانتهت او حتى الأمراض التي تصيب الإنسان يجب عليه ان يقاومها بالصبر والاحتساب وعدم التشاؤم او اليأس او الملل والسآمة، وكل ذلك ينافي التوكل وينافي التسليم لقضاء الله عز وجل وقدره، ولعلنا نستفيد من هذا الوباء في حفظ الوقت واستغلاله بالنفع في حفظ القرآن وحفظ شيء من السنة ومدارسة الفقه وابوابه والعقيدة وعلومها، هكذا يستفيد العاقل من وقته ان وجد وقت فراغ يقربه من ربه عز وجل، قال النبي صلى الله عليه وسلم «واذا ذُكر القدر فأمسكوا»، رواه الطبراني وصححه الألباني، قال تعالى (وخلق كل شيء فقدره تقديرا)، وقال سبحانه (إنا كل شيء خلقناه بقدر).
حكم رفع أسعار السلع في «كورونا»
ما حكم من يرفع أسعار سلع الخدمات الاستهلاكية وغيرها من السلع خاصة في وقت أزمة فيروس كورونا؟
٭ هذا لا يجوز بأي حال من الاحوال، وهذا من الجشع والطمع ومن الاستغلال الذي يجب على الجهات المختصة ان تتابع وتعاقب من يفعل ذلك ضررا بالناس وبأموالهم، ومن استغلال الازمات وتحيّن الفرص، ولو عوقب واحد من هؤلاء المستغلين لتأدب الآخرون والتزموا القانون وقرارات وزارة التجارة بعدم العبث بأسعار السلع، ولكن لما أمِن هذا الاستغلالي وغيره بعدم مراقبته من قبل الجهة المسؤولة زاد في السعر الأضعاف، وبمشاركة الوافد له بالزيادة دون خوف من عقوبة الغرامة او حتى من السجن او التسفير، فمتابعة التجار أمانة مناطة بعنق كل من ولاه الله عز وجل مسؤولية العباد ومصادر دخلهم وسلع خدماتهم واسعارها.
قال الله تعالى (إنا عرضنا الأمانة على السموات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الإنسان إنه كان ظلوما جهولا)، فمن الظلم الكبير للنفس تضييع الأمانة من قبل المسؤولين بترك المراقبة والمتابعة والمعاقبة لمن تسول له نفسه استنزاف اموال المواطنين بغير وجه حق.
محق الحسنات
ما الذي يمحق الحسنات ويجعل صاحبها من المفلسين؟
٭ ان من الامور التي تذهب بعمل الانسان الى رصيد غيره وتجعله من المفلسين الغيبة والتي هي ذكرك للناس بالسوء وانتقاصهم وتشويه سمعتهم ومكانتهم، والله عز وجل يقول (ولا يغتب بعضكم بعضا)، وعن ابي بكر رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يوم النحر بمنى: «إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم حرام عليكم كحرمة يومكم هذا، في شهركم هذا، في بلدكم هذا، ألا هل بلغت»، فالغيبة طريق سريع لتحويل الحسنات الى رصيد من ظلم بها، كذلك النميمة وهي نقل الكلام على وجه ارادة الإفساد وإشعال نار الخصومة والفرقة والاختلاف، قال الله تعالى واصفا حالهم (ولا تطع كل خلاف مهين هماز مشاء بنميم مناع للخير معتد أثيم عتل بعد ذلك زنيم).
فالنميمة داء ومرض ونقص في النفس يريد صاحبها تعويض ذلك بالتحريض والتحريش بين الناس، فيفرق جمعهم ومحبتهم وتراحمهم الى افتراق وعداوة وقسوة وجفوة. وهناك الوشاية وشهادة الزور والبهتان وكلها من الاخلاق الذميمة والمحرمة في الكتاب والسنة، لذا على المسلم ان يتقي الله عز وجل في نفسه وليحفظ حسناته فإنها مدار السعادة او الشقاء له، والله اعلى واعلم.
قيمة الصدق
ماذا يجني الصادق بصدقه؟
٭ الصدق صفة يحبها الله عز وجل ورسوله صلى الله عليه وسلم ويحبها كذلك المؤمنون.
الصدق يقود الإنسان الى مراقبة الله عز وجل في أقواله وأفعاله، بالصدق يتجرد الإنسان من الكذب والرياء، ولا ننسى أن الله عز وجل دعانا لأن نكون مع الصادقين، قال جل وعلا: (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين)، وكذلك أمر النبي صلى الله عليه وسلم بالصدق وتحريه والعمل به، لأنه سبب في دخول الجنة والنجاة من النار، عن ابن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «عليكم بالصدق، فإن الصدق يهدي إلى البر، وإن البر يهدي إلى الجنة، ومايزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق حتى يُكتب عند الله صديقا»، وفق الله الجميع لهذا الخلق النبيل، والله أعلى وأعلم.