- د.نصار العبدالجليل: ضرورة تنمية مهارات وقدرات شرائح المجتمع
- د.أنور السليم: استفيدوا من النظام الوظيفي في الشركات والبنوك
- مشعل العميري: على ديوان الخدمة المدنية تطبيق المواثيق ومجازاة المسيء
- د.عماد العون: يجب التشخيص النفسي لكل مسؤول وموظف لضمان السلامة
ليلى الشافعي
نظمت الجمعية الكويتية للوقف الإنساني والتنمية - إدارة التنمية الإنسانية ملتقى «مدونة السلوك الوظيفي» بمشاركة رئيس مجلس إدارة الجمعية د.نصار العبدالجليل، وعضو مجلس الإدارة مشعل العميري، والاستشاري النفسي والتربوي د.عماد العون، والمحكم في محكمة الأسرة د.أنور السليم، وسكرتير التنمية الإنسانية أحمد البرجس، وذلك عن طريق أونلاين برنامج zoom.
وشملت محاور الملتقى: قلة الإنتاجية - الترهل والتسيب هي مظاهر لاتتناسب مع المرحلة الدقيقة التي تمر بها البلاد - قطاعات تحتاج الى تطوير - آليات الحوكمة الرشيدة - مبدأ الثواب والعقاب وضبط السلوك الوظيفي.
في البداية، تحدث رئيس مجلس الادارة د.نصار العبدالجليل عن محورين تنطلق منهما الجمعية، الأول: الوقف الانساني الذي يتركز على الاهتمام بالأوقاف التي تشغل وتنمي نفسها، والاهتمام بالمشاريع الاغاثية ومساعدة الآخرين.
والثاني عن التنمية الإنسانية والتي هي إدارة خاصة يديرها د.عبدالرحمن الجيران مع ثلة من الاساتذة والمتخصصين، وتهتم بتنمية مهارات وقدرات شرائح المجتمع الكويتي، مؤكدا أن هذه الادارة ستنطلق الى مناطق كثيرة وملتقيات داخل الكويت وخارجها، لافتا الى أن اللقاءات مستمرة في جائحة كورونا، حيث حولنا هذه المحنة الى منحة لتحقيق الهدف المنشود.
أداء الأمانات
من جهته، قال د.أنور السليم: بعد الاطلاع على ميثاق ديوان الخدمة المدنية لابد من التطبيق والاستفادة من وظائف الشركات والبنوك بحيث يقوم الموظف في هذه الهيئات بكتابة التقرير اليومي لأعماله وتسليمها لمسؤوله، ولو طبقنا هذا في القطاع الحكومي فسيتم التحرر من الموظفين غير الكويتيين، مشيرا الى أن الجنسيات الاخرى تعطي الكويتي فرصة للإهمال.
كما أن الله عز وجل أمر أن نأخذ الأمور بأحسنها (يا يحيى خذ الكتاب بقوة) وأكد أن من الاعتقاد أن الله قدر المقادير وحفظها للعباد فلا تخش من مسؤول يهددك وسل الله البركة، وراقبه وحقك لا يضيع، وابتعد عن الرشوة.
وطالب د.السليم ديوان الخدمة بوضع هذا البند (كتابة الموظف تقريرا يوميا بأعماله في الوظيفة) أسوة بالبنوك ليأخذ الجميع حقوقهم.
تجربة سنغافورة
بدوره، قال مشعل العميري: في لقاء جمعنا سابقا في المملكة العربية السعودية مع مؤسس سنغافورة الحديثة (لي كوان يو) تحدث عن تأسيس سنغافورة التي كانت جزيرة في وسط البحر، لا يجمع شعبها لا دين ولا لغة ولا موارد، وتركها المستعمر في أربعينيات القرن الماضي، وهي بلا موارد وبها عرقيات مختلفة، حاولوا الانضمام الى ماليزيا ورفضت، وأضاف: قمنا بوضع استراتيجية من خلالها قررنا أن نكون دولة من العالم الأول وسط العالم الثالث، فقمنا بتوحيد اللغة (انجليزية) والاهتمام بالتعليم، ثم ضبطنا السلوك وعملنا بشعار «اعمل شيئا يجعلك ذا قيمة بين العالم» فالموارد المالية ليست ذات قيمة بقدر ما تقدم شيئا يحتاجه العالم، فمن لا شيء أصبحنا المركز التجاري الأول في آسيا.
وأيد العميري كلام د.السليم في ضرورة التطبيق العملي لكل القواعد، مشيرا الى أن الخطاب موجه للانسان لما له من أدوار في حياته أحدها من أجل الرزق حتى يكون حلالا، وإنجاز المهام المطلوبة مهما كانت، وذلك عن طريق مراعاة أمور ثلاثة: «الوقت - الجودة - التكلفة» وهذا في مفهوم ادارة المشاريع كي يكون الانجاز جيدا وبجودة وتكلفة مناسبتين بحيث يكون مثلثا متساوي الأضلاع اذا اختل أحدها تعرقل الانجاز.
وتحدث عن الرسالة الثانية الموجهة للمسؤول. وقال العميري: إن قيمة الانسان في كيفية استثمار وقته، وهدر وقت الموظف هو هدر لعمر الانسان، والهدر له ضريبتان هما: هدر موارد الدولة التي أنت مؤتمن عليها، وهدر وقت الموظف، فلابد من شغل وقته بما فيه خير البلاد والعباد.
والرسالة الثالثة موجهة لديوان الخدمة والهيئات الرقابية الاخرى، فلابد لديوان الخدمة المدنية أن يبدأ بتطبيق المواثيق عمليا، ولابد من مكافأة الجيد ومعاقبة المسيء.
معايير عشرة
بدوره، تحدث د.عماد العون عن مدونة السلوك الوظيفي، وقال: لابد أولا من معالجة الافكار بشكل صحيح ليستطيع الانسان التحكم بسلوكه.
وتناول الصحة النفسية وعلاقة الانسان مع ربه ومع نفسه ومع الآخرين. وأكد أهمية مراعاة الجانب النفسي للموظف ومعالجة الافكار السلبية.
وأشار د.العون الى أنه من خلال احصائية للمراجعين في المركز وجد أن أغلب الذين يطلبون المساعدة النفسية بسبب الضغط الوظيفي، وهذا يؤدي الى ضعف الانتاج.
واقترح أن يتم التشخيص النفسي لكل مسؤول أو موظف، موضحا أن هناك بعض المسؤولين عنده الشخصية النرجسية، وهذا النوع أعان الله الموظف عليه، وهذا يسبب اضطرابا.
وشدد د.العون على التفكير الايجابي من خلال معايير عشرة وهي: التوقعات الإيجابية، فكان صلى الله عليه وسلم يعجبه الفأل، وثانيا: الضبط الانفعالي والمشاعر، وهذا يؤدي الى الانضباط السلوكي، ثالثا: حب التعلم، رابعا: اختلف مع الآخر، لكن التزم بالعمل المشترك معه، خامسا: السماحة والأريحية في التعامل مع الآخر «المرونة النفسية»، للموظف والمسؤول، سادسا: الذكاء الاجتماعي، متى أتكلم في حدود الملاءمة.
سابعا: تقبل غير المشروط للذات أيا كانت ذاتي وإن كان هناك قصور في بعض الجوانب تتم المعالجة.
ثامنا: تقبل المسؤولية (مسؤول أو موظف) أيا كانت المسؤولية وفق القواعد (وهي شرعية بالأساس قبل أن تكون وظيفية)، تاسعا: المجازفة للتغير والإبداع والخروج من الروتين لأثري مكاني، عاشرا: الشعور العام بالرضا.
وأشار الى أنه للأسف الناس تتكلم بسلبية غالبا في وسائل التواصل.
توصيات
أوصى الملتقى بتوصيات أهمها: مراقبة الله تعالى في أداء العمل مع كتابة تقرير يومي لما قدمه الموظف، كما أوصى بتشديد الرقابة من قبل ديوان الخدمة على أداء الموظف، كما على الموظف أن يجعل عمله ذا قيمة، وضرورة ضبط الصحة النفسية لكل موظف ومسؤول.