في اطار ردود الفعل العربية والاسلامية والانسانية حول العالم التي تستنكر محاولة حرق المصحف الشريف المقرر غدا بذكرى احداث 11 سبتمبر في كنيسة بولاية فلوريدا الاميركية، طالبت صحف سعودية واشنطن بأن تعمل وبشكل حقيقي على منع القس الأميركي تيري جونز من السير قدما في تهديده والإقدام على إحراق نسخ من القرآن الكريم لما له من خطورة في تغذية التطرف وتقوية الإرهاب. وحذرت صحف «الوطن» و«المدينة» و«الجزيرة» و«الرياض» و«اليوم» - في افتتاحياتها امس من أن مثل هذه التصرفات ستغذي التطرف بشكل قد يتعذر إصلاحه بعد ذلك، لافتة إلى أن القرآن الكريم أكثر من مجرد كتاب مقدس للمسلمين وأنه كلام الله ومنهاج للحياة ويحتل في قلوبهم قداسة لا يضاهيها أي كتاب آخر.
فمن جانبها، طالبت صحيفة «الوطن» الإدارة الأميركية بأن تسعى سعيا يتجاوز الرفض اللفظي إلى وقف هذا العمل المخالف لكل قيم الحرية الأميركية ليس لأنه كذلك وحسب وإنما لأنه يعرض حياة مئات الآلاف من الأميركيين خارج أميركا للخطر وهم الجنود الأميركيون في غير مكان من العالم الإسلامي، كما أنه قد يؤدي إلى خلل أمني كبير داخل الولايات المتحدة نفسها وأنه ليس من الممكن تصور ردود الفعل وما يمكن أن يؤدي إليه عمل متهور كهذا، مؤكدة أن إيقاف تنفيذه مهمة أمنية أميركية خالصة.
بدورها، نبهت صحيفة «المدينة» السعودية إلى أن الإساءة للقرآن الكريم بهذا الشكل قد تدفع كثيرا من الشباب المتحمس للسقوط في أحابيل الإرهاب سواء عن ضعف أو جهل، كما أنها ستؤدي إلى تباعد ورفض متبادل بين المسلمين والغرب بدلا من بناء جسور التواصل التي عمد العقلاء للحرص على مدها وتقويتها.
وأشارت «المدينة» إلى ان هذا القس المسيحي الذي تطرف في موقفه حتى قرر حرق المصحف لا يختلف عن شيخ تطرف في تفسيره للدين حتى قرر تكفير وقتل كل مخالف وأن كليهما منبع للتطرف يجب القضاء عليه ومنعه من الدفع بالمجتمع الإنساني نحو الكراهية التي قد تؤدي في النهاية إلى مواجهة لا فائدة ترتجى منها.
من جانبها، حذرت صحيفة «الجزيرة» من أن مثل هذا العمل غير المتبصر سيشعل مواجهة وفتنة دينية ويهدم كل ما أنجز من توثيق العلاقات ومد جسور الحوار والتسامح بين المسلمين والمسيحيين أتباع الديانتين الأكبر بشريا.
وأوضحت «الجزيرة» أن هذا العمل الشيطاني إن تم فسيجعل منه هدفا للمتطرفين والمتشددين الذين سيجدون فيه تحريضا على مواجهة الفعل الإجرامي بفعل آخر يوازيه في البشاعة إن لم يزد عليه، لافتة إلى أن هذا ما دفع البيت الأبيض وجنرالات أميركا في المناطق الإسلامية وبالذات في أفغانستان والعراق إلى أن يروا في عمل شيطان فلوريدا عملا خطيرا سيعرض القوات والتواجد الأميركي للخطر.