آلاء خليفة
اتفق أستاذا القانون د.محمد الفيلي ود.إبراهيم الحمود على أن سحب جنسية ياسر الحبيب قرار سيادي للحكومة، إلا انهما اختلفا في وجهة نظرهما حول ذلك القرار، فقد رأى د.الفيلي ان سحب جنسية الحبيب يضعنا أمام تساؤل: هل نحن مجتمع يمكن أن يقاد بردود فعل بسهولة؟ لافتا الى أن السياسة غلبت القانون في هذا القرار. أما د.ابراهيم الحمود فأكد ان الأفعال والأقوال التي صدرت عن المدعو الهارب ياسر الحبيب استحقت بالفعل سحب جنسيته لما دعا اليه من مساس بنظام الحكم في الدولة وبديننا الإسلامي، مشيرا الى الاستهجان الذي قوبل به الحبيب سواء من السنّة أو من الشيعة على حد سواء. وفيما يلي نستعرض كل رأي بالتفصيل.
من جهته قال استاذ القانون العام والقانون الدستوري بكلية الحقوق بجامعة الكويت د.محمد الفيلي في تصريح خاص لـ «الأنباء» انه وفقا لظاهر الحال فنحن نتكلم عن متجنس بدليل ان القرار يتكلم عن سحب الجنسية ولو كان كويتيا بصفة اصلية فيفترض ان يكون الحديث عن اسقاط الجنسية وليس سحبها.
وتابع د.الفيلي قائلا: وفي هذه القضية السياسة غلبت القانون وهذا امر سيئ لاننا امام قضية الاثارة هي التي حكمت فيها ونحن امام شخص اقواله وافعاله سيئة ولكن بالتأكيد لهذا الشخص من الاقوال والافعال ما كان يثير القضية منذ اشهر او منذ سنة.
مضيفا: ولكن المهم في هذه المسألة امران، فنحن امام قانون يعطي للادارة فرصة اتخاذ قرارات بعيدا عن الرقابة وهي قرارات تغلب السياسة فيها على القانون وتلك مسألة يجب ان نقف عندها حتى لو ارضى القرار مجموعة كبيرة، ففي الحقيقة نحن امام نصوص قانونية تسمح للسياسة بأن تغلب القانون.
واستطرد د.الفيلي قائلا: وهذه الواقعة تكشف إلى أي حد نحن أمام وسط يمكن أن يقاد بالصراخ لأن الواقعة بالفعل كان من الممكن تجاهلها ولم تكن لتأخذ أي قيمة والصراخ حوّلها لقضية مركزية وإعطى ياسر الحبيب بعدا إعلاميا ما كان ليحلم به.
وأضاف: والسؤال هنا هل نحن مجتمع يمكن ان يقاد بردود فعل بسهولة قد لا يمكن الآن بحث المسألة لكن بحثها على المدى البعيد ضروري، فقد لاحظنا كيف ينقلب البلد بسبب الحديث عن مزدوجي الجنسية، فنحن أمام ظاهرة ردود فعل انفعالية تقودنا في قراراتنا، فالآن نحن أمام قرار يمكنني شخصيا أن أتساءل: هل بالفعل تم سحب جنسية ياسر الحبيب؟ أم تم إسقاطها؟ لأن الجانب الإعلامي شتتنا في تلك المسألة وأخشى ان الإعلام لم يقدم الحقيقة من الناحية القانونية.
ومن ناحيته أكد أستاذ القانون العام بكلية الحقوق بجامعة الكويت د.ابراهيم الحمود ان سحب الجنسية عن ياسر الحبيب يعني انه لم يكن كويتي الجنسية بصفة أصلية وإنما اكتسبها لأنه لو كان كويتيا بصفة أصلية لكن تم إسقاط الجنسية عنه.
وأشار د.الحمود في تصريح خاص لـ «الأنباء» إلى أن سحب أو إسقاط الجنسية من القرارات التي تتخذها الدولة لأسباب مهمة، وبالنسبة لقضية ياسر الحبيب فقد قام بخطوات ضد الكويت وسعى لإنشاء دولة جديدة وأراد تسميتها بدولة «الخطيب» ودعا إلى تقويض نظام الحكم في الكويت، وتابع قائلا: كما أنه سب الشريعة الإسلامية وهذا الفعل مرفوض وينال من مقومات الدولة كما انه نال من شرف وعرض أمهات المؤمنين وهذا الفعل قوبل بالاستهجان سواء من السنة او الشيعة على حد سواء.وأشار د.الحمود إلى أن أحكام قانون الجنسية والدستور الكويتي تؤكد على ان الأفعال التي قام بها ياسر الحبيب استحقت بالفعل سحب جنسيته لما دعا إليه من مساس بنظام الحكم في الدولة وبديننا الإسلامي الحنيف.