- الشطي: من أفضل الصدقات إنقاذ المرضى بأي وسيلة ومن التكافل الاختياري
- الكوس: إذا كانت عيادة المريض من سنن الإسلام فمن الأولى أن نعمل على إنقاذ حياته
- السويلم: الذي يمتنع عن التبرع بدمه وهو قادر عليه فهو آثم لتفويته الأجر العظيم لهذا التبرع
قطرات من الدم قد تكون سببا لإنقاذ حياة إنسان، فهو سائل الحياة وواحد من نعم الله على خلقه التي لا تعد ولا تحصى، بين الفينة والأخرى نسمع دعوات ونداءات للتبرع بالدم، فما حكم الشرع في التبرع بالدم؟ وهل المتبرع له بذلك اجر؟ وهل حقا هو جزء من الصدقات التي يمكن للإنسان أن يتصدق بها؟ وماذا يقول أهل العلم والأبحاث العلمية الحديثة حول هذه القضية المهمة نتعرف على الإجابة عن هذه التساؤلات في الأسطر التالية:
إحياء للنفس
يقول الأستاذ بكلية الشريعة والدراسات الإسلامية د.بسام الشطي إن الدعوة إلى التبرع بالدم دعوة شرعية وانسانية ووطنية يجب على كل فرد في المجتمع ألا يتأخر مادام قادرا صحيا، فهذا التبرع النبيل لإنقاذ حياة مريض أو مصاب يصدق عليه قول الله تعالى (ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا)، كما أن إحياء النفس بمعنى التسبب في حياتها وانقاذها من التهلكة كالغرق أو الحريق كذلك التبرع بالدم يدخل في مضمون قوله تعالى (وتعاونوا على البر والتقوى)، وقوله تعالى (وما تقدموا لأنفسكم من خير تجدوه عند الله)، وقول الرسول صلى الله عليه وسلم «من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته»، وقوله صلى الله عليه وسلم «من فرج عن مسلم كربة من كرب الدنيا فرج الله عنه بها كربة من كرب يوم القيامة، ومن ستر مسلما ستره الله يوم القيامة».
وأكد د.الشطي أن إسعاف المريض وإنقاذ المحتاج نوع من الصدقة ومن التأمين الاختياري والتكافل الاجتماعي وهو من سمات المجتمع الإسلامي المتعاون المتراحم.
أفضل الصدقات
وأضاف: ومن سماحة الإسلام انه أباح هذا التبرع لغير المسلمين إذا نزلت بهم ضائقة، مستشهدا بقول الله تعالى (لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا اليهم إن الله يحب المقسطين)، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم «إن أهل الكتاب لهم ما لنا وعليهم ما علينا».
وقال: ومن افضل الصدقات إنقاذ المرضى بأي وسيلة كانت، ومن أهمها التبرع لهم بجزء من دمائنا إذا احتاجوا إليه، وديننا يأمرنا أن نتعاون على دفع المضار وأن نحقق المصلحة للأمة خصوصا وللبشرية جميعا.
من سنن الإسلام
ويضيف الداعية د.أحمد الكوس إذا كانت عيادة المريض والسؤال عنه من سنن الإسلام فمن باب أولى أن نعمل على إنقاذ حياته وإسعافه والتعجيل في ذلك، ولا شيء يعادل حاجة المريض إلى الدواء سوى حاجته إلى الدم، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما من رجل يعود مريضا إلا خرج معه سبعون ألف ملك يستغفرون له»، وقوله: «والذي نفسي بيده لأن أمشي في حاجة أخ لي حتى تقضى أحب إلي من أن أعتكف في مسجدي هذا شهرا» واستطرد قائلا: وحين نبذل لغيرنا من ذوات أنفسنا مودة وتعاونوا على البر فإن حياتنا جميعا تتحول إلى سعادة وليس ثمة واجب أهم من واجبنا نحو التبرع بالدم لأخواننا المحتاجين إليه لإنقاذ حياتهم، واستشهد بأن الأطباء في كل أنحاء العالم قد أثبتوا أن التبرع بالدم إلى جانب إنقاذه للمحتاج فهو في الوقت نفسه شفاء للمتبرع وتجديد لدمائه وتنشيط لأعضاء جسمه فلا خوف من التبرع خاصة أن المتبرع يتم فحصه أولا لمنع أي ضرر، والله في عون العبد ما دام العبد في عون أخيه، وقال: فلنكن إخوة بحق استجابة لقول الله تعالى: (إنما المؤمنون إخوة).
زكاة البدن
أما عن حكم من يمتنع عن التبرع بالدم وهو قادر على ذلك فيؤكد الداعية يوسف السويلم أنه آثم لتفويته الأجر العظيم المترتب على هذا التبرع.
وأشار الى أن هذا التبرع زكاة للبدن فإن الله يعوضه خيرا في ذلك وأضاف، أن رسالة بنك الدم مستمرة في توفير إعطاء الدم للمحتاج وفي تشجيع الشباب للتبرع وذلك عن طريق وسائل الإعلام المختلفة وطالب السويلم بتوفير كتيبات لبنك الدم ووزارة الأوقاف للبحث على التبرع بالدم لأنه نوع من الصدقات العظيمة.
المتبرعون الأقل عرضة لأمراض القلب
أثبتت الدراسات أهمية التبرع بالدم، حيث انها تساعد على تنشيط الدورة الدموية في جسم المتبرع ويستفاد منها لمدة 121 يوما وبعدها تتبدل بخلايا أخرى جديدة لتعويض الخلايا المفقودة بصفة منتظمة، حيث ان أخذ نصف ليتر دم من المتبرع ينبه مصنع الدم لتعويض الكمية المفقودة، وهذا يساعد على تنشيط الدورة الدموية لإنتاج خلايا جديدة نشطة بجانب الخلايا التي فقدت، كما يستهلك في هذه العملية كمية من مخزون الحديد في الجسم وهذا ما أثبتته الأبحاث من ان نسبة الإصابة بأمراض القلب تنخفض عند الأفراد الذين يتبرعون بالدم.
كما أسفرت الأبحاث التي أجريت على مجموعة من النساء عن ان المرأة اذا وصلت الى سن اليأس تصبح أكثر عرضة للإصابة بأمراض القلب لزيادة مخزون الحديد في الجسم لأن الدورة الشهرية عند النساء تساعد على انخفاض نسبة مخزون الحديد في الجسم، لذا فإن التبرع بالدم ينشط جسم المتبرع.