الأخ نصر المحادين يقول في سؤاله: ما الحكمة من تحريم دخول غير المسلمين الى مكة المكرمة والمدينة المنورة، ومن الذين يشملهم هذا التحريم؟ ومتى تم ذلك التحريم وما الدليل عليه؟ وما حكم من رأى شخصا غير مسلم في المسجد الحرام أو في الحرم النبوي، وما الذي يجب عليه ان يعمله؟
٭ اتفق الفقهاء على انه لا يجوز لغير المسلم السكن او الاقامة في الحرم ودليل ذلك قوله تعالى: (يأيها الذين آمنوا انما المشركون نجس فلا يقربوا المسجد الحرام بعد عامهم هذا وان خفتم عيلة فسوف يغنيكم الله من فضله ان شاء ان الله عليم حكيم) وقد تم هذا التحريم في السنة التاسعة من الهجرة على اصح الاقوال، وهي السنة التي حصل فيها النداء بالبراءة من المشركين.
والذين يشملهم التحريم على اصح الأقوال جميع الكفار سواء أكانوا عباد أوثان أم أهل كتاب لقوله تعالى (ان الله لا يغفر ان يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء) فأطلق لفظ الاشراك على الكفر.
والحكمة من تحريم دخول غير المسلمين الحرم هي النجاسة المعنوية بكفرهم وعقيدتهم الباطلة والنجاسة المادية لانهم لا يتطهرون ولا يتوقون النجاسات ودفعا لأذاهم ومكرهم وخداعهم وعبثهم بالحرم.
والمراد بالحرم مكة على اصح الاقوال، وكذلك يمنعون من الاقامة في المدينة المنورة على الراجح من اقوال الفقهاء.
ومن رأى شخصا غير مسلم في الحرم المكي او النبوي وتأكد من عدم اسلامه فعليه تبليغ المسؤولين فقط ولا يؤذيه بقول او فعل ويترك الأمر للمسؤولين.
معاملات البعض
الاخت أم هيثم من الكويت تقول في سؤالها: ان بعض الناس يثقون بأناس آخرين دون تبين لأخلاقهم ومعاملاتهم فيقعون في فخهم وقد تسرق أموالهم بحيلة أو بأخرى.
ان المسلم كما يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم «كَيِّسٌ فَطِنٌ» يأمره ربه بالتريث والتفكير والتدبر في معاملات، وزيادة في الاطمئنان خاصة في النواحي المالية التي تقع بسببها اشكالات كثيرة أمر الله سبحانه بكتابة الدين في وثيقة والاشهاد عليه يقول تعالى: (يا أيها الذين آمنوا إذا تداينتم بدين إلى أجل مسمى فاكتبوه وليكتب بينكم كاتب بالعدل، ولا يأب كاتب أن يكتب كما علمه الله فليكتب وليملل الذي عليه الحق وليتق الله ربه، ولا يبخس منه شيئا فإن كان الذي عليه الحق سفيها أو ضعيفا او لا يستطيع أن يمل هو فليملل وليه بالعدل، واستشهدوا شهيدين من رجالكم فإن لم يكونا رجلين فرجل وامرأتان ممن ترضون من الشهداء أن تضل احداهما فتذكر احداهما الأخرى ولا يأب الشهداء إذا ما دعوا، ولا تسأموا ان تكتبوه صغيرا او كبيرا إلى أجله، ذلكم اقسط عند الله وأقوم للشادة وأدنى ألا ترتابوا..) الى آخر الاية 282 من سورة البقرة.
فهذا التفصيل في التحقق من الأمور المالية بتوثيقها والاشهاد عليها دليل على حرص الاسلام على هذه الأمور المالية، خاصة أن الذمم قد خربت والابتعاد عن منهج الله وشهادة الزور والحلف بالله كذبا قد استشرى، كل ذلك يستدعي من المسلم أن يكون مثلما وصفه رسول الله صلى الله عليه وسلم «كَيِّساً فَطِناً».
العورات أمام المحارم
الأخت فتحية ض.أ من البحرين تقول في سؤالها هل يجوز لامرأة متزوجة أو غير متزوجة ان تلبس فستانا فضفاضا ولكنه قصير قليلا في منزل والدها؟ وهل في ذلك حرج من اخوانها الكبار مع العلم انه لا يوجد قريب في المنزل غير ابيها واخوانها؟
٭ ان عورة المرأة امام محارمها كابيها واخوانها اخف بالطبع من عورتها امام الرجال الاجانب، فلا بأس باظهار شعرها ورقبتها وذراعها ورجلها الى الركبة امام محارمها.
والاخت فتحية ارفقت في سؤالها نصائح اسلامية ونقول لها جزاك الله خيرا لانتفاع القراء بها، وهي كما دونتها الاخت فتحية كما يلي: أخلص النية لله تعالى واحذر الرياء في القول والعمل واتق الله واعزم على فعل جميع الاوامر وترك جميع النواهي، تب الى الله تعالى توبة نصوحا واكثر من الاستغفار راقب الله في جميع حركاتك وسكناتك عليك بالاصلاح بين الناس، اذا اعتذر اليك احد فاقبل عذره بل والتمس له العذر قبل ان يعتذر، وإياك والنميمة وهي نقل الكلام بين الناس على وجه الافساد، اياك والغيبة وهي ذكرك اخاك بما يكره، لا تستمع الى ما لا يجوز التكلم به، كن حسن الظن بالناس قل خيرا والا فاسكت.