الأعراف
السائلة ت.ع تقول في رسالتها: ما معنى الأعراف؟ وهل صحيح ان الذي يعمل كمية من الخير ومن الشر يذهب إلى الأعراف؟
٭ أختي الفاضلة، يقول الله تعالى في سورة الأعراف: (وعلى الأعراف رجال يعرفون كلا بسيماهم).
الأعراف موضع عال مشرف في السور بين الجنة والنار، وقيل على الصراط الممدود إلى الجنة مرورا بالنار.
وقد قال القرطبي في تفسيره لقوله تعالى: (وعلى الأعراف رجال) إن العلماء تكلموا في أصحاب الاعراف على عشرة أقوال، ومن هذه الأقوال العشرة انهم قوم استوت حسناتهم وسيئاتهم وساق في هذا حديثا عن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: «توضع الموازين يوم القيامة فتوزن الحسنات والسيئات فمن رجحت حسناته على سيئاته مثقال صؤابة دخل الجنة، ومن رجحت سيئاته على حسناته مثقال صؤابة دخل النار، قيل يا رسول الله فمن استوت حسناته وسيئاته؟ قال: أولئك أصحاب الأعراف لم يدخلوها وهم يطمعون».
ومن ضمن هذه الأقوال كذلك أنهم ملائكة موكلون بهذا السور، يميزون الكافرين من المؤمنين قبل إدخالهم الجنة أو النار وهؤلاء الملائكة يعرفون المؤمنين بعلاماتهم والكفار بعلاماتهم فيبشرون المؤمنين قبل دخولهم الجنة وهم لم يدخلوها بعد فيطمعون فيها، وإذا رأوا أهل النار دعوا لأنفسهم بالسلامة من العذاب، والله اعلم.
أصدقاء الخير
الأخ جاسم.ع.ع ـ الكويت ـ يقول في سؤاله: أنا شاب مراهق أدخن وحينما أدخن اختفي عن أعين الوالدين، حيث لا يرضيان عما أفعل، ولكني حاولت أن أترك التدخين فلم استطع فبماذا تنصحونني؟
٭ أنت في مقتبل عمرك، ونريدك شابا قويا في نفسيته، قويا في بدنه، قويا في تصميمه على فعل الخير، قويا في إرادته على مواجهة الشر، والإنسان يا بني قليل بنفسه كثير بإخوانه فإذا تركت نفسك على سجيتها جمحت وأخذتك إلى كل مأخذ دون أن تشعر أو دون أن تقف في وجهها.
فعليك أولا بأصدقاء الخير المتدينين الذين يذكرونك إذا نسيت، ويفهمونك بأمور دينك وواجبك تجاه ربك، فتشعر بعد ذلك بأن هناك أمورا تستحق منك هذه الطاقة وتستحق منك هذه القوة، فتقلع عن التدخين عن طيب نفس لا عن إكراه، وأظنك يا بني تدرك ما للتدخين من مضار خطيرة في مستقبل أيامك.. عافاك الله منها.