قال الله تعالى في كتابه العزيز (وفي أنفسكم أفلا تبصرون) التأمل في خلق الله من عبادات الأنبياء والتي أدت بهم الى معرفة وجود الله من تأمل وتفكر خلق الله سبحانه وتعالى وتأمل الكون والمخلوقات والسماء والأرض، فقد توصل نبي الله ابراهيم لوجود الله عن طريق التأمل في الشمس والقمر ووجد انهما يختفيان ومن ذلك توصل لوجود العلي الكبير الذي لا يغفل ولا ينام، وكذلك كان سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم يتأمل في خلق الله كثيرا ويشعر بوجود إله عظيم ولعل هذا ما جعله يبتعد عن اللهو الذي كان يتهافت عليه شباب قريش ويبتعد عن عبادة الأصنام.
وكذلك التأمل في كتاب الله فهو من أحب الأعمال إلى الله فليس من المطلوب قراءة القرآن وحفظه دون تأمل وتدبر في معانيه فقد كان ابن القيم رحمه الله يقول «قراءة آية بتدبر خير من ختمة كاملة بدون تدبر» وكان الصحابة رضوان الله عليهم يأخذون عشر آيات يحفظونها ويتدبرون معانيها ويعملون بها، ولهذا أحببنا أن نحيي عبادة تكاد تكون مهجورة، وفقنا الله وإياكم إلى صالح الأعمال بإذن الله.
ألقيت المحاضرة في مسجد فاطمة الجسار بمنطقة الشهداء