- التواصل المحرم مع الناس إذا كنت تعلم بأنك مصاب بالوباء
- أيها الآباء أنتم مسؤولون عن وقت أبنائكم.. فلا تفرطوا فيه
بعد ان أصبح الجميع يلزم بيته بسبب فيروس كورونا الذي فرض عليهم، يبرز الدور الإيجابي لاستثمار وقت الأسرة في التقارب والتماسك الاسري والاستفادة من الوقت والتواصل مع الارحام عن طريق وسائل الاتصال الحديثة، ويقدم لنا د.خالد المرداس وصايا مهمة لكل اسرة، فلنتعرف عليها:
في البداية، يقول د.المرداس: بين وقت وآخر نحتاج الى وصايا نافعة نستفيد منها في الدين والدنيا وتعود على الفرد والاسرة بالفائدة والنفع، وهذه الوصايا من محب لكم.
التعاون
الوصية الاولى التعاون، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: «المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا، وشبك بين أصابعه».
وأقصد به التعاون مع الجهات الحكومية التي تبذل الوقت والجهد والمال في سبيل حمايتنا من وباء فيروس كورونا، ومن هذه المؤسسات وزارة الداخلية ووزارة الصحة ووزارة التجارة والبلدية وباقي المؤسسات كل بحسبه ومكانه، وهذا التعاون يدل على الحس الديني والثقافي والادبي والسلوكي، فهؤلاء لا يبذلون فقط ما ذكر بل يبذلون اغلى ما يملكون وهي ارواحهم، فلا نكون نحن من يتسبب في الاضرار بهم بعدم التعاون معهم، ومن علامات التعاون الالتزام بالاشتراطات الصحية من لبس الكمامات والقفازات وغسيل اليدين بالماء والصابون والتباعد الاجتماعي وعدم الخروج الا للضرورة، حتى نتمكن جميعا من القضاء على الفيروس الخطير بإذن الله، وللعلم ان لنا في التعاون الأجر والثواب وهو يُعد من الاحسان لنفسك وعلى غيرك من الناس، قال تعالى (وأحسنوا ان الله يحب المحسنين)، اما التساهل او عدم التعاون فقد يقود النفس الى الهلاك وهذا من القاء النفس في التهلكة، قال تعالى (ولا تلقوا بأيديكم الى التهلكة)، لذا فإن يد الله عز وجل مع الجماعة.
وانتقل د.المرداس الى تقديم نصيحة مهمة أوصى بها الله تعالى وهي صلة الرحم، فقال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الرحم معلقة بالعرش تقول من وصلني وصله الله، ومن قطعني قطعه الله»، وعن كيفية صلة الارحام في ظل جائحة كورونا، فهناك اولويات من التواصل بين الواجب المباح والمكروه والمحرم، فليحافظ كل منا على والديه وأسرته وأولاده، فيلتزم بالقوانين والانظمة لسلامة الاسرة من الوباء، فالتواصل الواجب يكون مع الوالدين وعبر الهواتف الذكية من خلال الصوت والصورة، وهذا الفعل يعود عليهما بالنفع والسلامة، خاصة انهما من كبار السن وقد يودي بحياتهما لا قدر الله، فالجهاز يؤدي الغرض ويقوم بالواجب المطلوب من التواصل المستمر، عن ابي هريرة رضي الله عنه قالك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من سره ان يُبسط له في رزقه وان ينسأ له في اثره فليصل رحمه، اما التواصل المباح فهو ما كان مع بقية الاقارب، فإن تم مراسلتهم او الاتصال بهم فقد حصل المطلوب، واما المكروه فهو ان تتواصل مع من لا تربطك به علاقة رحم ولكن مجرد قضاء وقت ولهو وغيرهما، اما التواصل المحرم فهو ان تتواصل مع الناس وانت تعلم انك مصاب بالوباء ولكنك لا تعلن ذلك بل اخفيته، وعلى العموم فالناس اليوم لا ترغب في تبادل الزيارات خوفا على أنفسهم وأسرهم وأولادهم، فلا تحرج نفسك وتحرج الآخرين بزيارتك غير المرغوب فيها في هذا الوقت، فإذا انقضى هذا الوباء فحيا وهلا.
استغلال الوقت
وبين د.المرداس ان الوقت من اثمن ما خلقه الله تعالى وطلب من المسلمين المحافظة عليه، لذا فإدارة الوقت لاسيما في اثناء الازمات من الامور المهمة، وقال: انطلاقا من قول ابن القيم ـ رحمه الله ـ في قوله عن الوقت: وقت الانسان هو عمره الحقيقي ومادة حياته.
واعني بالوقت الفراغ الذي بإمكاننا ان نستثمره فيما يعود علينا وعلى اسرنا وأولادنا بالنفع وذلك من خلال اكتشاف القدرات والمواهب وتنمية أساليب وطرق الحوار من خلال حوارات هادئة وهادفة مع تنمية وغرس المفاهيم والقيم والاخلاق والمبادئ، وهي فرصة قد نكون فرطنا فيها في سابق الوقت، عن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما انه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته، فالامام راع وهو مسؤول عن رعيته، والرجل في اهله راع وهو مسؤول عن رعيته».
ونادى د.المرداس الآباء فقال: أيها الآباء، انتم مسؤولون عن هذا الوقت وعن استغلاله واغتنامه في التعليم والغرس والمناقشة في امور الدين والدنيا وفي امور الابناء من الدراسة وطلب العلم، وكذلك قراءة بعض القصص عن حياة ودعوة الانبياء، وكذلك عن حياة الصحابة الكرام رضي الله عنهم.
واضاف: من المحزن ان نكون قد فرطنا في اوقات كثيرة من نتائجها اننا لن نستمتع بالابناء والجلسة والحوار معهم بل كنا في انشغالات دائمة وقد لا تعود بمزيد من علم او نفع، قال تعالى (والعصر ان الانسان لفي خسر الا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر).
ولا نستطيع تحقيق هذه الآية الكريمة حتى نحقق استغلال الوقت بنجاح.