أسامة أبوالسعود
أكد وزير الخارجية المصري سامح شكري أن رسالة الرئيس عبدالفتاح السيسي الى أخيه صاحب السمو الأمير الشيخ نواف الأحمد تضمنت دعوة سموه الى زيارة بلده الثاني مصر، خاصة أن الظروف الاستثنائية التي مرت بها الكويت مؤخرا بسبب الحالة الصحية للمغفور له بإذن الله سمو الأمير الراحل الشيخ صباح الأحمد، رحمه الله، حالت دون أى زيارات للقيادة السياسية الكويتية إلى مصر خلال الفترة الماضية. وأضاف شكري، خلال مؤتمر صحافي عقده امس بمقر اقامته بفندق شيراتون الكويت، أن الرئيس السيسي كان حريصا على تقديم التهنئة لصاحب السمو الأمير الشيخ نواف الأحمد فور توليه مقاليد الحكم، متمنيا له التوفيق والسداد، وأن يكون عهده مليئا بالانجازات، وكذلك العمل المشترك والتنسيق الوثيق تجاه مختلف القضايا والموضوعات ذات الاهتمام المشترك، لمواصلة الزخم والدفعة الايجابية للعلاقات المصرية ـ الكويتية.
وشدد على استمرار التواصل والتشاور والتنسيق بين قيادتي البلدين الشقيقين لوضع رؤية مشتركة لمواجهة التحديات المختلفة التي تحدق بالمنطقة، وترسيخ القواعد والأسس التي تقوم عليها العلاقات بين البلدين، سواء على المستوى الشعبي أو الحكومي، مؤكدا في الوقت نفسه وجود رباط تاريخي يربط بين الشعبين، فضلا عن التأييد والتضامن المتبادل بين الحكومتين.
علاقات قوية
وتابع شكري «تلقيت من سمو الأمير وجود ارادة سياسية قوية لدى الكويت في استمرار علاقتها القوية مع مصر، واستمرار أطر التعاون والتضامن والعمل المشترك في الإطار العربي، وفي الاطار الدولي، وأن يظل التوافق في الرؤى فيما بيننا، هو السمة السائدة، والعمل على ايجاد وتفعيل مجالات تعاون جديدة تصب في مصلحة الشعبين». وفيما يتردد عن وجود ما وصف بـ «شوائب» ظهرت مؤخرا في العلاقات بين البلدين، قال وزير الخارجية «لا أصفها بأنها شوائب، فالعلاقات المشتركة قوية ومتميزة، وتتسم بالقوة والمتانة، وليست بها شوائب، فما حدث من تجاوزات ما هي إلا تجاوزات فردية، وهي طبيعة العالم الذي نعيش فيه الآن.. ففي ظل وسائل التواصل الاجتماعي وقدرة الأفراد على اشاعة أجواء لا تعبر عن حقيقة متانة العلاقات وقوتها، فهناك عمل من قبل الحكومتين على تصويب تلك التجاوزات، والتعامل معها بكل فاعلية وجدية». وأضاف شكري: ان هذه التجاوزات غير الملائمة، دائما ما كانت تزول، ولم يكن لها أي تأثير على متانة العلاقات بين البلدين الشقيقين، لافتا في الوقت نفسه إلى ضرورة رصدها نظرا لأنها أحيانا توظف من قبل جهات أو أطراف تحاول بث الفرقة بين البلدين، أو تجعل هذه التجاوزات عبئا على العلاقة بينهما بشكل مفتعل، مؤكدا في الوقت نفسه وعي الحكومتين لتلك المحاولات، والتواصل المستمر بين مسؤولي البلدين وسفارتيهما، لمواجهة أي محاولة للتأثر على العلاقات التاريخية بين البلدين، والعمل في الوقت نفسه على دعمها واستمرارها في آفاق أرحب وأوسع.
علاقات متشعبة
وفيما يتعلق بالجهود الكويتية في تسليم مطلوبين الى مصر، أكد أن علاقات التعاون بين البلدين متشعبة على جميع الأصعدة، سواء كانت عسكريا أو اقتصاديا أو أمنيا أو تجاريا، مشيرا إلى أن ذلك التعاون وفقا للاتفاقيات الموقعة بين البلدين.
فتح أجواء الطيران
وحول ما ذا كان موضوع فتح المجال الجوي بين القاهرة والكويت قد طرح خلال زيارته للكويت، أكد شكري وجود اهتمام لدى الدولتين بموضوع فتح المجال الجوي بينهما، نظرا لوجود حركة جوية كثيفة، سواء من الكويت الى مصر أو العكس، بالإضافة الى قطاع الأعمال، ووجود جالية كبيرة في الكويت تعمل في اطار جهود الكويت التنموية.
وشدد وزير الخارجية على احترام القاهرة لقرارات الحكومة الكويتية الخاصة بموضوع الطيران، خاصة أن اغلاق الطيران المباشر، لا يقتصر على مصر فقط، وإنما على عدد كبير من الدول المتنوعة، مؤكدا في الوقت نفسه أن البلدين سيعملان على استئناف الطيران المباشر بينهما وفقا لرؤيتهما المتبادلة، ووفقا لاجراءاتهما الاحترازية الخاصة بمواجهة فيروس كورونا المستجد.
وحول رؤية مصر لتطورات الانتخابات الأميركية، أكد وزير الخارجية أن العالم كله تابع الانتخابات الأميركية باعتبار الولايات المتحدة دولة عظمى لها تأثيرها وعلاقاتها المتشعبة مع كل دول العالم، ومنها الدول العربية التي تربطها علاقات خاصة معها، مشددا على أن مصر والكويت لديهما علاقات استراتيجية مع الولايات المتحدة، لكن الانتخابات الأميركية شأن داخلي يخص المواطن الأميركي.
وأضاف: نحن نتابع هذه الانتخابات من منطلق علاقتنا القائمة مع الولايات المتحدة، وتعاملنا فيما سبق مع ادارات جمهورية وديموقراطية، والقاعدة دائما لهذه العلاقات هي المصالح المشتركة والاحترام المتبادل والعمل على تعزيز الاستقرار في المنطقة، وأتصور أن الادارة الأميركية الجديدة أيضا تسير وفقا لمحددات السياسة الخارجية الأميركية، وأطر علاقاتها الوثيقة مع العديد من دول المنطقة العربية، وسنوفر كل الدعم لاستمرار نمو هذه العلاقات والاستفادة منها على كل الأصعدة.
وحول زيارة الرئيس السيسي الأخيرة الى اليونان وما أسفرت عنه من اتفاقيات تعاون، أكد وزير الخارجية أن مصر تطور علاقاتها مع اليونان وبقية شركائها، سواء في منطقة شرق المتوسط أو بصفة عامة، حيث ان علاقات مصر الدولية متشعبة، وهناك أهمية لتدعيمها واستخلاص المصالح المشتركة من خلالها، مشددا في الوقت نفسه على أن مصر لا تتبع سياسة موجهة تجاه طرف ثالث، ولكنها تعمل على تحقيق سياسة تحارب الارهاب، وتدفع العمل نحو التنمية والاستقرار، ومواجهة مختلف التحديات التي تواجه المنطقة، بما يصب في مصلحة استقرار المنطقة.
وفيما يتعلق بدور مصر في مواجهة التدخلات غير العربية في المنطقة، أكد وزير الخارجية أنه ليس هناك طرف خارج الحيز العربي، له حق التدخل في شؤون الوطن العربي، ولا مبرر لتواجد قوات أجنبية على أراض عربية، أو دعم تنظيمات ارهابية أو ميليشيات مسلحة، مؤكدا أن القاهرة تعمل على تحقيق الاستقرار، وإقامة علاقات متوازنة وعلى أسس الاحترام المتبادل.