أسامة دياب
قال سفير جمهورية الصين الشعبية لدى البلاد لي مينغ قانغ ان عام 2020 يعتبر استثنائيا للغاية بالنسبة للصين والكويت والعالم بأسره، حيث نجحت الصين بتحقيق النتائج المرجوة في السيطرة على وباء «كورونا» والوقاية منه، وكذلك تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية، إضافة إلى أنها أنجزت مهمتها التاريخية في التخلص من الفقر المدقع وفق المخطط الزمني المحدد لذلك، وشهدت تجاوز إجمالي الناتج المحلي (GDP) عتبة الـ 100 تريليونات يوان (قرابة 4.6 تريليونات دينار)، بزيادة قدرها 2.3% على أساس سنوي، بفضل التضامن بين الحكومة والشعب الصيني والكفاح الشاق على قلب رجل واحد تحت قيادة الرئيس شي جينبينغ في ظل التداعيات الخطيرة التي فرضتها جائحة «كوفيد ـ 19» والتغيرات الكبيرة التي مرت بها الأوضاع الدولية المعقدة.
وتابع قانغ، في خلال المؤتمر الصحافي الافتراضي الذي عقده بمناسبة حلول العام الجديد: أن الصين واصلت تطبيق مفهوم مجتمع المستقبل المشترك للبشرية في هذا العام الاستثنائي من خلال تعزيز التعاون الدولي لمكافحة الجائحة، والتمسك بالتعددية وتوسيع الانفتاح على الخارج والتعاون المتبادل للمنفعة، لافتا إلى أن الصين أكبر شريك تجاري لأكثر من 120 دولة في العالم، ويعتبر انتعاش اقتصاد الصين مركز الثقل للاستقرار الاقتصادي العالمي.
وكشف أن الصين والكويت تعاونتا بروح الفريق الواحد العام الماضي، حيث تبادل الرئيس شي جينبينغ العديد من الرسائل والبرقيات مع صاحب السمو الأمير الراحل الشيخ صباح الأحمد، رحمه الله، وصاحب السمو الأمير الشيخ نواف الأحمد، حفظه الله، للإعراب عن الدعم المتبادل.
كما اجتمع مستشار الدولة ووزير الخارجية وانغ يي مع وزير الخارجية الشيخ د.أحمد ناصر المحمد مرتين افتراضيا لتبادل الآراء حول تعميق التعاون الصيني ـ العربي والصيني ـ الخليجي، والصيني ـ الكويتي.
وفي الأوقات الحاسمة لمكافحة الجائحة في الصين، تبرع الجانب الكويتي بمستلزمات بـ 3 ملايين دولار للجانب الصيني، بينما قام الجانب الصيني مرات عدة بفتح الممر الخاص لاستيراد الجانب الكويتي المستلزمات من الصين، وتنظيم 5 اجتماعات افتراضية بين الخبراء الطبيين، وإرسال فريق طبي للكويت لدعمها بمكافحة الجائحة.
ولفت إلى أنه على الرغم من تداعيات الجائحة، لا تزال الصين أكبر مصدر للواردات الكويتية وأكبر شريك تجاري للكويت في المجال غير النفطي.
وفي 2020، بلغت قيمة التبادل التجاري بين الصين والكويت 14.29 مليار دولار واستوردت الصين من الكويت أكثر من 25 مليون طن من النفط الخام بزيادة 18%.
وتشارك الشركات الصينية حاليا في بناء 77 مشروعا كويتيا مهما تتعلق باقتصاد الكويت ومعيشة شعبها، الأمر الذي سيعزز انتعاش الاقتصاد الكويتي بقوة، كما فتحت الخطوط الجوية الكويتية خطا مباشرا بين الكويت ومدينة كوانزو، كذلك دفعت الصين سير الأعمال المتعلقة بإنشاء المركز الثقافي الصيني في الكويت وعززت التبادل الثقافي بين البلدين.
ولفت إلى أن العام الحالي يصادف الذكرى المئوية لتأسيس الحزب الشيوعي الصيني الذي حقق الشعب الصيني تحت قيادته التحرير والاستقلال الوطني والمعجزتين الكبيرتين المتمثلتين في التنمية الاقتصاديـــة والاستقـرار الاجتماعي الطويل المدى.
وفي الوقت الراهن، وأمام نقطة انطلاق تاريخية جديدة، ستطلق الصين مسيرة تنفيذ الخطة الخمسية الـ 14 للتنمية الاقتصادية والاجتماعية.
كما يصادف 2021 الذكرى الـ 60 لاستقلال الكويت والذكرى الـ 30 لتحريرها، إذ نتقدم بتهانينا بهذه المناسبة.
وهذا العام سيواصل الشعب الكويتي الصديق تحت قيادة صاحب السمو الأمير الشيخ نواف الأحمد وسمو ولي العهد الشيخ مشعل الأحمد بذل الجهود لتحقيق «رؤية الكويت 2035»، ويتوافق النهجان التنمويان الصيني والكويتي توافقا عاليا، مما يشكل أساسا متينا للتعاون الثنائي.
ويصادف العام الحالي أيضا الذكرى الـ 50 لتأسيس العلاقات الديبلوماسية بين الصين والكويت.
وأشار قانغ إلى ان اللقاح الصيني لمكافحة كورونا آمن وسعره معقول، موضحا ان هناك 40 دولة طلبت استيراد اللقاح الصيني و20 منها وافقت على استخدامه، لافتا إلى انه تم تطعيم اكثر من 10 ملايين شخص باللقاح الصيني إلى الآن بعد ان تمت التجارب على البشر في 3 مراحل وأظهرت عدم وجود أعراض جانبية، مشددا على تعهد الصين بأن يكون اللقاح منفعة عامة بعد تطويره.