- الحوار الأسترالي - الكويتي يوفر فرصة مواتية لمراجعة العلاقات الثنائية وتعميق التعاون المشترك
- الكويت لديها سجل حافل في الاستجابة للأزمات الإنسانية وتخفيف آلام ضحايا الكوارث الطبيعية والبشرية
- كليتا «الأسترالية» و«بوكسهل» مؤسستان رائدتان تبرزان التعاون الوثيق بين الكويت وأستراليا في مجال التعليم
- أستراليا ملتزمة بحلّ الدولتين الذي تتعايش فيه إسرائيل والدولة الفلسطينية المستقبلية بأمن وسلام
- مباحثات مشتركة بين البلدين لتسهيل إجراءات وصول الصادرات الغذائية الأسترالية إلى الكويت سريعاً
- 16 مليار دولار إجمالي حجم الاستثمارات الكويتية في أستراليا ويسعدنا استمرار تدفقها ونموها
- تعليق تصدير الأغنام إلى الشرق الأوسط خلال أشهر الصيف الحارة لضمان رعاية الحيوانات واستدامة التجارة
- أستراليا الشريك المفضل للكويت في مجال الغذاء لاسيما في توريد القمح ولحم الضأن واللحم البقري
أجرى اللقاء: أسامة دياب
وصف السفير الأسترالي لدى البلاد جونثان غيلبرت العلاقات الأسترالية - الكويتية بالممتازة والمتطورة، والتي تتسم بالعمق والقوة والمتانة، حيث بنيت على أسس صلبة من الصداقة والثقة والاحترام المتبادل، لافتا إلى أن البلدين الصديقين تجمعهما شراكة مميزة، وهناك تعاون وثيق في مختلف المجالات.
ولفت غيلبرت - في لقاء خاص مع «الأنباء» - إلى أن أستراليا والكويت شريكتان في المساهمة في دعم وتعزيز الأمن والاستقرار الدوليين، موضحا أن جهود الكويت الأخيرة في حل الأزمة الخليجية خير مثال على عملها الدؤوب لرأب الصدع وإعادة اللحمة في المنطقة، مشددا على أن الكويت لديها سجل حافل في الاستجابة للأزمات الإنسانية وتخفيف آلام ضحايا الكوارث الطبيعية والبشرية.
وأشار إلى أن الحوار الأسترالي - الكويتي، والذي يعقد مرة كل عامين، يوفر فرصة مواتية لمراجعة العلاقات الثنائية وتعميق التعاون المشترك، مبينا أن إجمالي حجم التبادل التجاري بين البلدين يبلغ أكثر من 600 مليون دولار أسترالي، في حين يبلغ إجمالي حجم الاستثمارات الكويتية في أستراليا 16 مليار دولار، لافتا إلى سعادته لاستمرار تدفقها ونموها بما يعود بالنفع على الشعبين الصديقين، فإلى التفاصيل:
كيف تصف العلاقات الكويتية- الأسترالية ماضيها وحاضرها وآفاقها المستقبلية؟
٭ العلاقات الأسترالية- الكويتية ممتازة وتتسم بالعمق والقوة والمتانة، حيث بنيت على أسس صلبة من الصداقة والثقة والاحترام المتبادل، وهي علاقات في مجملها تاريخية ومتطورة بشكل لافت على كل الأصعدة ومختلف مجالات التعاون.
البلدان الصديقان يجمعهما شراكة مميزة وتعاون وثيق في شتى المجالات، وتشاور مستمر وتوافق في الرؤى حيال العديد من القضايا والملفات على الساحتين الإقليمية والدولية، وخلال السنوات الثلاث الماضية التي قضيتها في الكويت كنت شاهدا على الفوائد التي يجنيها كلا الشعبين الصديقين كثمرة لتعاونهما المشترك.
لقد كانت مشاركة أستراليا في التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأميركية لتحرير الكويت من براثن الغزو الغاشم على أراضيها (1990-1991) نقطة فارقة في تاريخ العلاقات الثنائية حيث ساهمت أستراليا في نصرة الحق الكويتي، ومنذ ذلك الحين استمرت علاقاتنا الثنائية في النمو والتطور.
تعاون وثيق
ما أبرز مجالات التعاون الثنائي بين البلدين الصديقين؟
٭ لدينا تعاون وثيق في شتى المجالات، وتعتبر أستراليا الشريك المفضل للكويت في مجال الغذاء، ويعد القمح، الشعير، لحم الضأن، اللحم البقري، الفواكه والخضراوات من أبرز صادراتنا إلى الكويت، وجدير بالذكر أن تجارة المواد الغذائية بين البلدين تعود إلى الستينيات من القرن الماضي وهي جانب مهم من جوانب العلاقات الثنائية.
ويعتبر مجال التعليم نموذجا آخر للتعاون الوثيق بين أستراليا والكويت، فلقد درس الآلاف من الطلاب الكويتيين في أستراليا على مدار العشرين عاما الماضية، بالإضافة إلى وجود مؤسستين تعليميتين أستراليتين بارزتين في الكويت، الكلية الأسترالية وكلية بوكسهل.
ويعد التعاون في مجال حماية البيئة وجها آخر من أوجه التعاون المشترك، فمنذ تحرير الكويت في عام 1991، عمل العلماء الأستراليون والكويتيون معا على قضايا بيئية مهمة، بما في ذلك الحفاظ على البحار، وإدارة مصايد الأسماك، والحفاظ على الأراضي.
الاستثمارات الكويتية في أستراليا قصة نجاح، حيث تواصل الشركات الكويتية الاستفادة من الاقتصاد الأسترالي عالي الأداء، والموقع الاستراتيجي الذي تتمتع به أستراليا في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، والبيئة التنظيمية القوية وحزمة المحفزات التي تمنحها الحكومة للاستثمارات الأجنبية المباشرة. أستراليا تتمتع بمناخ آمن وبيئة استثمارية مشجعة، والكويت من أبرز الدول التي تستثمر في بلادنا ويسعدنا استمرار تدفق الاستثمارات الكويتية ونموها بما يعود بالنفع على الشعبين الصديقين.
كم يبلغ عدد الاتفاقيات ومذكرات التفاهم التي تسيّر العلاقة بين البلدين؟ هل هناك أي اتفاقيات أو مذكرات تفاهم سيتم التوقيع عليها في المستقبل القريب وفي أي المجالات؟
٭ العبرة ليست بالكم وعدد الاتفاقيات ومذكرات التفاهم، ولكن بالكيف وسلاسة التعاون، لدينا إطار قانوني يسيّر العلاقات الثنائية بين البلدين، ومؤخرا عقدنا الجولة الأولى من المحادثات الأسترالية- الكويتية على مستوى كبار المسؤولين، وسيعقد هذا الحوار مرة كل عامين ويوفر فرصة مواتية لمراجعة العلاقات الثنائية وتعميق التعاون والمشاركة بين البلدين الصديقين. وخلال المحادثات تمت مناقشة العديد من الاتفاقيات والالتزامات، بما في ذلك ما يتعلق بإيجاد طرق لتسهيل إجراءات وصول الصادرات الغذائية الأسترالية إلى الكويت، ونتطلع إلى العمل مع الحكومة الكويتية بشأن هذه المسألة وتنفيذ عمليات وإجراءات جديدة لضمان وصول الأطعمة الأسترالية الطازجة والعالية الجودة إلى الكويت في أسرع وقت ممكن.
ماذا عن مستوى التنسيق بين الكويت وأستراليا فيما يتعلق بالملفات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك؟
٭ أستراليا والكويت شريكان في المساهمة في الأمن والاستقرار الدوليين، وتعتبر أستراليا من أبرز وأقوى المدافعين عن ضرورة قبول القانون الدولي والتقيد بتطبيقه، كما نؤمن بالمعايير والنماذج العالمية، وكذلك الأسواق الحرة والمفتوحة. ونحن ملتزمون التزاما راسخا بالتعاون العالمي الفعال تحت مظلة الأمم المتحدة.
دور رائد إقليمياً ودولياً
كيف تقيم الحكومة الأسترالية الدور الذي تلعبه الكويت في حفظ السلام وحل النزاعات إقليميا ودوليا، فضلا عن دورها الإنساني البارز؟
٭ الكويت بمبادراتها ووساطاتها الناجعة تعد أحد أبرز اللاعبين الرئيسيين في منطقة الشرق الأوسط وتلعب دورا مميزا في دعم الأمن والاستقرار فيه، ولعل جهودها الأخيرة في رأب الصدع وإعادة اللحمة بحل الأزمة الخليجية في قمة «العلا» خير مثال على عملها الدؤوب لتوحيد صف المنطقة والتوسط في حل أزماتها. ولقد أيدت وساندت أستراليا الوساطة الكويتية وأثنت عليها، فلقد كان أمرا رائعا أن يتم جمع كل أطراف الأزمة تحت سقف واحد وإنهاء الخلاف. وما أود أن أؤكد عليه أن تعزيز التعاون الإقليمي والاستقرار هو أمر مهم لكل من أستراليا والكويت.
وعلى الصعيد الإنساني، الكويت لديها تاريخ عريق ومساهماتها السخية محل إشادة المجتمع الدولي، حيث تعد مانحا رئيسيا للمساعدات ولديها سجل حافل في الاستجابة للأزمات الإنسانية وتخفيف آلام المعذبين والمشردين من ضحايا الكوارث الطبيعية والبشرية.
ماذا عن الزيارات المتبادلة رفيعة المستوى بين البلدين؟ وهل تعملون على الإعداد لزيارات مرتقبة من الجانبين؟
٭ مما لا شك فيه أن الزيارات المتبادلة رفيعة المستوى تلعب دورا بارزا في دعم وتعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين، ولكن مع الظرف الاستثنائي الذي يتعرض له العالم بسبب جائحة كورونا والقيود التي فرضتها مختلف دول العالم على السفر والحدود اضطررنا إلى تعليق الزيارات رفيعة المستوى خلال العام الماضي، إلا أن الخبر السار هو أننا استخدمنا وسائل الاتصال الافتراضية مثل تقنية الـ Video Conference لتسهيل المشاركة والتواصل بين أستراليا والكويت وذلك لضمان استمرار نمو العلاقات الثنائية، ولقد نجح هذا الأمر بشكل جيد، ولكننا بالطبع نتطلع إلى استئناف زيارة الوفود رفيعة المستوى لكل من أستراليا والكويت عندما يكون ذلك آمناً وبمجرد زوال هذه الغمة.
علاقات تجارية واستثمارات:
كم يبلغ إجمالي حجم التبادل التجاري بين البلدين؟ وما هي أبرز جهود السفارة لرفع معدلاته؟
٭ العلاقات التجارية مع الكويت قديمة ومتطورة، وتعد الكويت سوقا مهما للصادرات الزراعية الأسترالية مثل القمح والشعير ولحم البقر والضأن والفواكه والخضراوات ويحب الكويتيون طعم وجودة الطعام الأسترالي. ويبلغ إجمالي حجم التبادل التجاري بين البلدين أكثر من 600 مليون دولار أسترالي.
ماذا عن حجم تجارة الحيوانات الحية بين أستراليا والكويت وأبرز مستجداتها؟
٭ تعود تجارة الأغنام الحية بين أستراليا والكويت إلى الستينيات القرن الماضي، وقد بدأها رجل الأعمال الكويتي يعقوب الحميضي، وهي بالفعل سوق رئيسي بين البلدين. في عام 2020، صدرت أستراليا حوالي 850 ألف رأس من الأغنام الحية على مستوى العالم، كان معظمها إلى منطقة الشرق الأوسط. تجارة الأغنام الحية مستمرة والطلب عليها قوي، ومع ذلك، لا يزال هناك تعليق التصدير إلى الشرق الأوسط خلال أشهر الصيف الحارة لضمان رعاية الحيوانات واستدامة التجارة.
كم يبلغ إجمالي حجم الاستثمارات الكويتية في أستراليا وآفاقها المستقبلية؟
٭ أستراليا شريك استثماري قوي ومميز للكويت، ونحن نقدر عاليا علاقتنا الوثيقة مع الهيئة العامة للاستثمار والشركة الكويتية لاستكشاف البترول الأجنبي، وكلاهما لهما استثمارات كبيرة في أستراليا.
ولقد انتعش الاقتصاد الأسترالي بقوة من الصدمة المالية التي خلفتها جائحة COVID-19 كما أن الاستثمار الأجنبي في البلاد قوي، بما في ذلك العقارات والبنية التحتية ومشاريع الطاقة المتجددة، والكويت هي واحدة من أكبر المستثمرين في أستراليا من الشرق الأوسط بقيمة إجمالية تبلغ حوالي 16 مليار دولار أميركي.
جسور التواصل:
حدثنا عن أبرز جهود السفارة لدعم وتعزيز التبادل الثقافي بين البلدين، وهل من مبادرات جديدة هذا الصدد؟
٭ نولي أهمية كبرى للتبادل الثقافي الذي يمثل جسرا مهما للتواصل بين الشعبين الصديقين، حيث يوفر أرضية خصبة للتفاهم المشترك. قبل جائحة COVID-19، عقدنا شراكة مع المتحف البحري الوطني الأسترالي، ودار الآثار الإسلامية، والمجلس الوطني للفنون والثقافة والآداب، في معرض كبير يروي قصة المغامر البحري الأسترالي الشهير، الصحفي، الروائي، البحار والمصور، آلان فيليرز، حيث تم عرض 50 صورة في المركز الثقافي الأميركي ومجلس الأمة في الفترة من ديسمبر 2019 إلى مارس 2020، سلطت الصور الضوء على الماضي البحري الفريد للكويت في فترة ما قبل الحداثة والنفط، بعيون أسترالية.
كم يبلغ تعداد الجالية الأسترالية في الكويت، وكيف تصف تجربتهم في الكويت خلال فترة عملك كسفير؟
٭ يبلغ تعداد الجالية الأسترالية في الكويت حوالي 1000 نسمة، يمثلون مجموعة متنوعة من المهن بما في ذلك الأطباء والأكاديميين والمهندسين والاستشاريين الإداريين، العديد منهم في الكويت منذ أوائل التسعينيات وقدموا مساهمات قوية في اقتصاد ومجتمع الكويت.
كان العام الماضي عاما صعبا بالنسبة للمجتمع الأسترالي في الكويت نظرا للقيود والإجراءات التي فرضتها جائحة كوفيد -19 وقرر البعض منهم العودة إلى ديارهم. نأمل أن نرى الوضع يتحسن والمزيد من الأستراليين الذين يعيشون ويعملون في الكويت.
الأزمة في الشرق الأوسط:
كيف ترون جهود التطبيع الأخيرة بين بعض الدول العربية وإسرائيل؟
٭ أستراليا ملتزمة بحل الدولتين الذي تتعايش فيه إسرائيل والدولة الفلسطينية المستقبلية، بأمن وسلام، داخل حدود معترف بها دوليا. أما بالنسبة لجهود التطبيع بين بعض الدول العربية وإسرائيل نعتقد أنها مسألة تنظر فيها الدول وتقررها.
كيف ترى المشهد الصعب والمعقد في منطقة الشرق الأوسط وخاصة في سوريا وليبيا والعراق واليمن؟
٭ المشهد في الشرق الأوسط معقد ودائم التغير. مثل أي مكان آخر في العالم، كان COVID-19 تحديا حقيقيا وأعتقد أن تأثيره لن يختفي فجأة مع تكثيف جهود التطعيم. يستمر الصراع أيضا في أماكن مثل اليمن وليبيا وسورية ومن المهم خلال جائحة COVID-19 ألا يتجاهل المجتمع الدولي ما يحدث ويقف معا لجعل السلام أولوية. وللكويت دور مهم في هذا الصدد، وتدعم أستراليا كافة جهودها ومساعيها.
ما هو الدور الذي تلعبه أستراليا في مكافحة الإرهاب، سواء في الشرق الأوسط أو في مختلف أنحاء العالم؟
٭ قبل أن أتولى مهام عملي في الكويت، تم تكليفي بالسفارة الأسترالية في العراق. خلال ذلك الوقت، ساهمت أستراليا بنحو 600 جندي كجزء من التحالف الدولي لهزيمة داعش، والكويت عضو فيه.
كما كان لدينا وجود مؤكد في أفغانستان، حيث خدم هناك حوالي 30.000 عسكري على مدى السنوات العشرين الماضية. للأسف، توفي 41 أستراليا في الخدمة خلال هذا الوقت.