- 49 مليار دولار إجمالي قيمة المناقصات التي تمت ترسيتها في الكويت على شركات كورية حتى الآن
- شركاتنا مستعدة للعمل مع الشركاء في الكويت في بناء المدينة الذكية المبتكرة في «جنوب سعد العبدالله»
أسامة دياب
رفع سفير جمهورية كوريا لدى الكويت السفير تشونغ، بيونغ-ها أسمى آيات التهاني والتبريكات إلى صاحب السمو الأمير الشيخ نواف الأحمد بمناسبة الذكرى الأولى لتولي سموه مقاليد الحكم، وإلى سمو ولي العهد الشيخ مشعل الأحمد، بمناسبة الذكرى الأولى لتولي سموه ولاية العهد، راجيا لهما موفور الصحة والعافية ودوام التوفيق السداد، كما تمنى موفور الصحة والعافية والتوفيق لسمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ صباح الخالد، متمنيا السلام الدائم والتوفيق والازدهار للكويت.
وفي كلمة ألقاها خلال حفل افتراضي أقامته السفارة بمناسبة عيد التأسيس الوطني وعيد القوات المسلحة لبلاده، أعرب السفير بيونغ - ها عن تقديره لجهود حكومة الكويت وما قامت به من إجراءات فاعلة وسياسة تطعيم موسعة ساهمت في تراجع عدد الإصابات اليومية بفيروس كورونا بشكل كبير في البلاد، حتى أصبحنا نقترب من مرحلة نهاية الجائحة، موضحا أن البلدين الصديقين تمكنا من المحافظة على التعاون الوثيق فيما بينهما خلال هذه الجائحة.
وأضاف: هناك الكثير من الأسباب جعلت ذلك ممكنا، منها:
أولا: استمرار البلدين في بناء شراكة متكاملة، وتعزيز وتطوير العلاقات المشتركة على أساس الصداقة الوطيدة والثقة المتبادلة الراسخة في مختلف المجالات بعدة أساليب منذ إقامة العلاقات الديبلوماسية بين البلدين قبل أكثر من 4 عقود، وهذه الشراكة لا تقتصر فقط على الجانب الاقتصادي، وإنما تطورت في الجوانب السياسية والثقافية وحتى في الجانب العلمي.
ثانيا: حرصنا على الاستمرار في العمل معا في كل ما يمكن أن نفيد به بعضنا بعضا وبقينا نموذجا لروح المنفعة المتبادلة، فكوريا تعتبر ثاني أكبر مستورد للنفط من الكويت، بينما تعد الكويت ثاني أكبر مورد للنفط الخام لكوريا.
وقد بلغت القيمة الإجمالية للمناقصات التي تمت ترسيتها على الشركات الكورية حتى هذا الوقت نحو 49 مليار دولار، وتحتل كوريا حاليا المرتبة العاشرة ضمن قائمة أكبر المستثمرين في الكويت، وقد قدمت كوريا إلى الآن أكثر من 1.4 مليون جهاز تشخيص فيروس كورونا لمساعدة الكويت في التصدي لهذا الوباء، لكن علاقات البلدين لا تقتصر فقط على عدد وقيمة وحجم المشاريع، بل هناك جوانب أكثر ديمومة ومميزة وحميمة بينهما.
وتابع السفير الكوري: نستطيع أن نستشعر خصوصية هذه العلاقة عندما نفتن بجمال منظر الأفق ليلا من جسر الشيخ جابر الأحمد، وعندما نستمتع بالقيادة على طريق الدائري الأول، وحين نستحضر صور المياه النقية التي تضخ من محطة الدوحة لتقطير المياه، كل ما سبق لا يمثل سوى جزء بسيط من الجهود الجبارة التي بذلها المهندسون والعمال الكوريون في الكويت.
وبإمكاننا الحصول على لمحة من ذلك عندما نرى كيف تم استكمال بناء المرحلة الأولى من مشروع مرافق الغاز الطبيعي المسال بواسطة الشركات الكورية في شهر يوليو الماضي في خضم التحديات الصعبة التي فرضتها الجائحة وذلك لرفع القدرة الإنتاجية من الطاقة الكهربائية للكويت.
ثالثا: حرصنا على التركيز على المستقبل، إذ تسعى كوريا لتوسيع آفاق التعاون مع الكويت لتشمل مجالات جديدة كالرعاية الصحية والطاقة المتجددة وتكنولوجيا المعلومات والمدن الذكية والمزارع الذكية والطيران والتعليم وغيرها، فعلى سبيل المثال، تم استخدام تقنية جديدة استحدثتها إحدى الشركات الكورية في تنفيذ مشروع مدينة المطلاع الجديدة لرفع كفاءة تجميع الطاقة الشمسية، كما أن كوريا مستعدة الآن للعمل مع الشركاء في الكويت في بناء المدينة الذكية المبتكرة بمنطقة جنوب سعد العبدالله.
وعلاوة على ذلك، تجري حاليا مباحثات حول سبل توفير أعلى مستويات خدمات الرعاية الصحية في مستشفى الجهراء الجديد.
وأضاف السفير تشونغ، بيونغ-ها: أن الكويت أطلقت رؤيتها التي تحمل عنوان «رؤية 2035» وترتكز على الاقتصاد المتنوع المستدام والبيئة المعيشية المستدامة ورأس المال المبدع.
وقد أعلنت جمهورية كوريا عن «الصفقة الكورية الجديدة 2.0» وهي عبارة عن استراتيجية تنمية وطنية للتغلب على الجائحة والتغير المناخي.
وتسعى الرؤيتان نحو تحقيق أهداف متشابهة وسيكون بالإمكان الحصول على نتائج متضافرة إذا ما تبادلنا الخبرات والاستراتيجيات، مؤكدا أن كوريا ستستمر في كونها شريكا موثوقا ومخلصا للكويت في رحلتها نحو تحقيق أهداف «رؤية الكويت 2035».
رابعا: عززنا بشكل كبير التبادلات الثقافية والتفاهم المشترك بين شعبي الدولتين من أجل مستقبل مشترك، وهنا أتقدم بجزيل الشكر والتقدير لكل أعضاء الديوانية «الكورية-الكويتية» على دورهم الفعال في بناء جسر ثقافي لنا منذ عام 2012.
وكشف عن تنظيم السفارة حاليا لفعاليات ثقافية مختلفة بمشاركة عدد محدود من المشاركين منها مهرجان المأكولات الكورية في شهر نوفمبر، كما تنظم اختبار الكفاءة في اللغة الكورية في 16 أكتوبر الذي يعقد لأول مرة في الكويت.
والأهم من ذلك، تجرى السفارة حاليا مباحثات مع الجامعات في الكويت حول فتح فصول لتعليم اللغة الكورية.
وأضاف: مازال أفراد الجالية الكورية يعملون جنبا إلى جنب مع أصدقائهم الكويتيين ويشاركونهم في السراء والضراء، وأنا على يقين تام بأنهم سيستمرون في تقديم مساهمات مهمة لتقدم وازدهار كلا البلدين.
واختتم السفير تشونغ، بيونغ-ها حديثه قائلا إن الكويت بصفتها مركزا عالميا للعمل الإنساني بذلت مساعي حميدة للتوسط والوصول إلى حلول سلمية للمنازعات الإقليمية والدولية وأصبحت مصدر إلهام في سعيها المستمر لتعزيز العمل الإنساني والسلام.
وإن تشاركنا لهذه القيم يعد مبررا مقنعا لأهمية المضي قدما في تعاوننا. وبالطبع، أتمنى عودة الحياة الطبيعية قريبا لأتمكن من الالتقاء مع أفراد المجتمع الكويتي في الديوانيات.