اشاد الرئيس النمساوي هاينز فيشر بعمق الروابط التي تجمع بين بلاده والكويت منذ عقود من الزمن واصفا في الوقت ذاته العلاقات النمساوية - الكويتية بـ «المتميزة».
واعرب هاينز فيشر في مقابلة «كونا» على هامش حفل الاستقبال الذي اقامه في قصر الهفبورخ التاريخي تكريما لنخبة كبيرة من قادة وممثلي الجالية المسلمة بمناسبة حلول عيد الفطر السعيد، عن سعادته البالغة لما حققته هذه العلاقات من تطور في جميع المجالات مذكرا بزيارته التي قام بها العام الماضي الى الكويت ومحادثاته مع صاحب السمو الامير الشيخ صباح الاحمد وعدد من المسؤولين الكويتين مما اتاح له «التعرف عن قرب على الكويت الجديدة وما حققته من تطور في مختلف المجالات».
وحول دلالات حفل الاستقبال الذي اقامه للعام السابع على التوالي تكريما لممثلي الجاليات العربية والاسلامية في النمسا اكد الرئيس النمساوي ان بلاده تحافظ على التقليد الذي ارسته باعتبارها مركزا للحوار مع الدين الاسلامي معتبرا ان حفل الاستقبال يمثل نموذجا من التعايش الحضاري واندماج المسلمين في المجتمع النمساوي.
واكد فيشر بهذا الصدد حرص بلاده الدائم على توفير الرعاية لاتباع الديانات المختلفة ومن بينهم المسلمون.
وقال انه على الرغم من الاقرار بظهور بعض الشعارات الاستفزازية غير المقبولة ضد الاجانب والمهاجرين لكنها تظل محدودة جدا ولا تعكس طبيعة المجتمع النمساوي التي تتسم بالتسامح ونبذ العنصرية.
وفي معرض رده على سؤال حول ما اذا يخشى من ان تضر بعض الشعارات الاستفزازية وغير المقبولة لحزب الاحرار اليميني المتطرف ضد الاسلام والمسلمين بمكانة النمسا كدولة تستضيف عددا من المنظمات الدولية بينها الوكالة الدولية للطاقة الذرية ومنظمة الدول المصدرة للنفط (أوپيك) التي تحتفل بمرور خمسين عاما على تأسيسها قال الرئيس فيشر ان وضع مقارنة بسيطة بين النمسا وباقي الدول التي تقع في محيطها الاوروبي يلمس وبوضوح ان الناس وبمختلف انتماءاتهم الدينية والعرقية سواء كانوا من المسلمين او المسيحيين الارثوذكس اوالاقلية اليهودية يعيشون في سلام ووئام في ظل دستور ديموقراطي يحفظ للجميع حقوقهم.
واوضح ان ما ورد على لسان رئيس الهيئة الاسلامية في النمسا انس الشقفة يؤكد هذه الحقيقة حيث ان المسلمين ينعمون اسوة ببقية اتباع الديانات الاخرى بهذه الحقوق على الرغم من بعض الحملات الانتخابية التي تساهم احيانا في تأجيج الكراهية ضد بعض الاقليات.
وشدد الرئيس النمساوي على القول ان «التاريخ علمنا ان بث المشاعر العنصرية له نتائج مقيتة على المجتمع ولذا فاننا متمسكون بمبادئ الاعلان العالمي لحقوق الانسان الذي يؤكد ان الناس جميعا سواسية امام القانون وهذا ما تكفله المادة السابعة من الدستور النمساوي».