بشرى الزين
في حديث لم يغفل أيا من القضايا التي تشغل السياسة الدولية والدول المحورية في المنطقة وما يرتبط سياسيا واقتصاديا وثقافيا بالدور الفرنسي فيها، تطرق رئيس اللجنة المالية البرلمانية في مجلس الشيوخ الفرنسي ورئيس لجنة الصداقة البرلمانية الفرنسية ودول الخليج السيناتور فيليب ماريني الى اهتمام فرنسا الكبير بما يحدث في المنطقة حيث تراقب عن كثب السياسة الخارجية والداخلية للكويت.
وأضاف ماريني، في مؤتمر صحافي اقامه مساء اول من امس في مقر السفير الفرنسي المغادر جان رنيه جيان، ان بلاده على دراية بما يعيه قادة دول المنطقة من الاخطار المحدقة، مؤكدا التزام بلاده وعدد من الدول الاخرى بأمن واستقرار الكويت الذي اعتبره عاملا مهما في هذا الاطار، مشيرا الى ان المشاورات الديبلوماسية دائمة بين البلدين، مذكرا بالزيارة الخاطفة التي قام بها الرئيس نيكولا ساركوزي الى الكويت والتي انعكست نتائجها على العلاقات الفرنسية ـ الكويتية حيث حددت اهدافا طموحة.
ولفت ماريني في حديثه الى انه من اجل فهم العراق يجب الاستماع الى الاصدقاء الكويتيين، مضيفا ان العلاقات الفرنسية ـ السعودية الودية تمتد طبيعيا من خلال الكويت ايضا وان المشكلة التي يشكلها الحلف النووي الايراني يمكن الاستفادة بشأنها من المعلومات التي لدى الاصدقاء في الكويت، مؤكدا تقاسم فرنسا والكويت الرؤى في عدة امور وقضايا.
وحدد ماريني مواقف فرنسا تجاه قضايا العراق في قدرة شعبها على تحقيق وحدة وطنية حقيقية، مجددا دعوة بلاده ايران للالتزام وتنفيذ القرارات الدولية.
وفيما ثمن جهود الادارة الاميركية في حلحلة عدد من القضايا في الشرق الاوسط، اوضح موقف بلاده قائلا: نطلب من اصدقائنا الاميركيين الاستماع الينا وسنساعدهم في هذه الامور فهم لا يستطيعون حلها بمفردهم ولدينا شعور بأنهم لا يستفيدون من كم المعلومات والتحاليل لدى الحلفاء لإنهاء الصراع الاسرائيلي ـ الفلسطيني، مذكرا بقول الرئيس نيكولا ساركوزي ان اوروبا وفرنسا يجب ان تشاركا في مسار السلام وحل الصراع العربي ـ الاسرائيلي.
وفيما يتصل بارتياح فرنسا للدور السوري في المرحلة الحالية، قال ان الصحف اللبنانية تقوم يوميا بنشر الاسباب المحتملة للخروج من الازمة، وفرنسا تعمل وتساهم الى جانب سورية والمملكة العربية السعودية في حلحلة الاوضاع وتهدئتها، خاصة بعد تشكيل الحكومة، نافيا ان تكون بلاده متحيزة لطرف على حساب آخر. وحول التحرك الملموس لفرنسا في قضايا الشرق الاوسط، اوضح ان بلاده هي التي دفعت بتحريك ملف الجولان بين الاسرائيليين والسوريين وليس المبعوث الاميركي جورج ميتشل، مشيرا الى ان الرئيس باراك اوباما في وضع لا يحسد عليه وضغوطه ضعيفة حيال الاسرائيليين لحل القضية الفلسطينية حلا نهائيا، لافتا الى ان للأميركيين مصالحهم ورؤاهم وللفرنسيين كذلك، مؤكدا ان بلاده معنية بكل قضايا المنطقة ومواقفها تتغير حسب الظروف والقادة والقضايا.
كما تحدث المسؤول الفرنسي عن السياسة الداخلية الكويتية، مؤكدا ان بلاده تراقب باهتمام وبشكل متميز المشهد الديموقراطي الكويتي فيما يتصل بالتعددية والنشاط البرلماني اللذين وصفهما بالنادرين في العالم العربي، مشيرا الى ان النموذج الكويتي يستحق الاهتمام، لافتا الى ان العلاقات البرلمانية في تطور مستمر وتوجته عدة زيارات متبادلة بين برلمانيي البلدين، مبديا اعجابه بالدور البرلماني الذي يضطلع به الاعضاء والنساء في مجلس الامة بكل حرية.
وعلى صعيد العلاقات الاقتصادية، اوضح انها متبادلة وفقا لشراكة على المدى الطويل، خاصة في المجال الصناعي وكل ما يتعلق بالتطوير المستدام.
وكان ماريني تحدث في البداية عن الزيارة التي قام بها الى الكويت برفقة عضو مجلس الشيوخ الفرنسي مونيك بابون وجان بيار فوركاد التي تهدف الى المحافظة على علاقات التواصل مع دول المنطقة ونظرائهم من البرلمانيين فيها.
جيان: تجربتي الديبلوماسية في الكويت جيدة
بشرى الزين
يغادر الكويت 15 الجاري السفير الفرنسي جان رنيه جيان اثر انتهاء مهامه الديبلوماسية. وبهذه المناسبة أقام حفل وداع في مقر اقامته أعرب خلاله عن شكره للكويت أميرا وحكومة وشعبا للحفاوة التي لقيها فيها على مدى ثلاث سنوات. وأشار جيان الى ان تجربته الديبلوماسية في الكويت ـ البلد الجميل ـ كانت جيدة وساهم بجهوده في تطوير العلاقات بين البلدين الصديقين على المستويين الرسمي والشعبي، آملا ان تواصل السفيرة الفرنسية الجديدة التي تخلفه هذا المسار خاصة ان لديها معرفة جيدة بالمنطقة، مشيدا بالتعاون الذي لقيه من عدد من المسؤولين والأصدقاء في الكويت. حضر الحفل عدد من السفراء وأعضاء السلك الديبلوماسي وأفراد من الجالية الفرنسية المقيمة في الكويت.