- الموقف المبدئي لروسيا من رفض احتلال الكويت كلفنا ثمناً غالياً لأن التعاون مع العراق كان يعود على الدولة بمليار ونصف المليار دولار سنوياً
هنأ وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الكويت قيادة وشعبا بالذكرى الخمسين للاستقلال والعشرين للتحرير والخامسة على تولي صاحب السمو الامير الشيخ صباح الأحمد مقاليد الحكم.
وقال لافروف في حديث ادلى به لـ «كونا» «ان هناك دلالة عميقة في تزامن ذكرى حصول الكويت على استقلالها مع الذكرى العشرين لتحرير البلاد من احتلال النظام الصدامي هذا العام».
واضاف «اننا ننظر الى الازمة التي اندلعت في الكويت في عامي 1990 و1991 على انها نقطة تحول في تاريخ الديبلوماسية العالمية والدور الذي تؤديه منظمة الامم المتحدة».
واعرب لافروف عن قناعته بأن تلك الاحداث التي تزامنت مع انتهاء المجابهة بين الاحلاف العالمية ونهاية الحرب الباردة شكلت نموذجا للجهود السياسية والقانونية والديبلوماسية المشتركة والشاملة للمجتمع الدولي الرامية الى ايجاد حلول لمشكلة معقدة مثل العدوان على الكويت.
وشدد لافروف على ان بلاده اتخذت موقفا مبدئيا حيال القضية الكويتية معيدا الى الاذهان البيان الذي اصدرته الحكومة السوفييتية في الثاني من اغسطس عام 1990 وطالبت فيه بسحب فوري وغير مشروط للقوات العراقية من الاراضي الكويتية كشرط لمعالجة الوضع الخطير الناشئ في منطقة الخليج.
وذكر ان البيان السوفييتي اكد ضرورة استعادة سيادة الكويت واستقلالها وسلامة اراضيها بالكامل والذود عنها قائلا «تمسكنا بهذا الموقف خلال جميع المراحل اللاحقة لتسوية النزاع انطلاقا من قناعتنا بعدم جواز اللجوء للقوة لمعالجة قضايا الخلاف مهما بلغت درجة تعقيدها».
واوضح ان هذا الموقف المبدئي كلف روسيا ثمنا غاليا لأنها تخلت عملا بالقرارات الدولية عن تعاونها مع العراق الذي كان يعود على خزينة الدولية بمليار ونصف المليار دولار سنويا.
وطالب لافروف بإغلاق بقية الملفات التي لاتزال عالقة حتى الآن معربا عن دعم روسيا للجهود الرامية الى تطبيع العلاقات الكويتية ـ العراقية وحل المسائل المتعلقة باستيضاح مصير المواطنين الكويتيين في عداد المفقودين وكذلك الأرشيف الكويتي.
وردا على سؤال طرحته «كونا» حول اقامة منظومة امنية في منطقة الخليج العربي اوضح وزير الخارجية الروسي ان المهمة الاساسية التي برزت امام المجتمع الدولي بعد تحرير الكويت في نهاية فبراير عام 1991 تمثلت في البدء ودون تأخير في بلورة هيكلية اقليمية لمرحلة ما بعد الازمة والاتفاق حولها.
وقال ان العنصر الاهم في هذه الهيكلية تمثل في تشكيل منظومة امنية قادرة ليس فقط على وضع نهاية للاحداث التي شهدتها المنطقة بل وضمان عدم حدوث مجابهات مسلحة في المستقبل.
وشدد لافروف على القول ان المبادرة الروسية لاقامة منظومة امنية في المنطقة كفيلة بمعافاة المناخ الاقليمي مشيرا الى استناد هذه المبادرة الى مبادئ المساواة والشمولية والتأكيد على عدم وجود بديل عن الحلول السياسية والاستناد الى احكام القانون الدولي.
واعرب عن قناعته بأن المبادرة الروسية تنسجم تماما مع مصالح جميع دول المنطقة داعيا القيادة الكويتية الى دعم الافكار الروسية اسوة بعدد من الدول الاعضاء في مجلس التعاون الخليجي.
ودعا لافروف الى مواصلة الحوار مع ايران لايجاد تسوية عاجلة لازمة الملف النووي الايراني واستعدادها لمواصلة المفاوضات.
وفي معرض حديثه لـ «كونا» عن الجهود التي تبذلها روسيا لدفع عملية السلام الدولية.
شدد لافروف على دعم الجهود الرامية الى استئناف العملية التفاوضية بين الفلسطينيين والاسرائيليين حول قضايا الحل النهائي بغرض تحقيق الهدف الاساسي المتمثل في اقامة دولة فلسطينية مستقلة مترابطة في حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية تعيش الى جانب اسرائيل في امن وسلام.