- محور «إيران وحزب الله وسورية النظام» نعتز به ولا بد أن تقوى شوكته
- الأمير غمرني بلطفه ووعدني باهتمام الكويت بي شخصياً وفتح جميع الأبواب على مصراعيها
- يوجد وفد كويتي في طهران لمناقشة اتفاقيات تتعلق بالنقل الجوي والسياحة وأخرى رياضية واتفاقيتين في مجال توسعة العلاقات الثنائية
- زيارة سمو الأمير تعطي دفعة تلاحمية في الإقليم وتقوي شوكة العلاقات الإقليمية
- قضايا الحدود والجرف القاري تحتاج إلى وقت لحلها وهذا الموضوع دائماً مطروح في نقاشات اللجنة العليا المشتركة
- عدد السياح الكويتيين إلى إيران يصل لـ 200 ألف زائر سنوياً ونصدر يومياً بين الـ 500 و700 تأشيرة
- ما يجمع ويربط إيران ودول المنطقة أكبر من الجغرافيا
- الانتخابات ستحدد من سيحكم سورية وستكون بمنزلة نقطة انطلاق لصفحة جديدة في الملف السوري
بيان عاكوم
تفاؤل وأمل كبير حملهما السفير الإيراني الجديد علي رضا عنايتي معه الى البلاد بأن تشهد العلاقات الإيرانية ـ الكويتية نموا مطردا في مختلف المجالات خلال الفترة المقبلة خصوصا ان توليه لمهامه بدأ مع الزيارة المرتقبة لصاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد الى طهران بداية الاسبوع المقبل، فعلى حد قوله «فهذا أول الغيث وسينهمر وستشكل الزيارة فاتحة خير بالنسبة لنا لنكمل المشوار في هذا المجال».
السفير عنايتي الذي يتحدث العربية بطلاقة أبدى خلال المؤتمر الصحافي الأول له مع الصحف المحلية بعد تقديمه اوراق اعتماده مدى أهمية زيارة صاحب السمو الأمير بالنسبة لبلاده والتي تتم في ظروف اقليمية ودولية وظروف تحظى باهتمام الجانبين.
موضحا انه تمت التهيئة للزيارة من «خلال اجتماعات سابقة عدة للجان مختلفة»، كاشفا عن وجود وفد كويتي في طهران لمناقشة اتفاقيات تتعلق بالنقل الجوي واتفاقية سياحية وأخرى رياضية واتفاقيتين في مجال توسعة العلاقات الثنائية من المنتظر ان يتم التوقيع عليها خلال زيارة صاحب السمو الأمير.
وبالحديث عن علاقة بلاده مع المملكة العربية السعودية ومدى مساهمة زيارة صاحب السمو في توطيدها لفت عنايتي الى انها «قائمة وموجوده وإنما الحديث الآن عن تطويرها» مستدركا بالقول «ولكن لو قلنا ان زيارة سموه تعطي دفعة تلاحمية في الاقليم وتقوي شوكة العلاقات الاقليمية في التعاون والتعاضد والتكاتف مع ابنائها فهذا امر صحيح ونحن نراهن على هذه الفكرة ونرى ان هذا ما يحتاج اليه الاقليم». وهذه تفاصيل ما دار بين السفير الإيراني علي رضا عنايتي وممثلي الصحف المحلية:
كيف تنظرون الى الزيارة المرتقبة لصاحب السمو الأمير الى طهران؟
٭ بداية انه لشرف لي أن أمثل الجمهورية الاسلامية الإيرانية في الكويت، وشرف للشعبين في البلدين، والحكومتين، ان نعيش على مقربة حدث كبير، وزيارة مباركة، حيث ستكون الاسبوع المقبل زيارة مباركة لصاحب السمو الأمير الى إيران، وستتم بناء على دعوة من رئيس الجمهورية الإيرانية محمد روحاني، ولا شك انها تتم في ظروف اقليمية ودولية، وظروف تحظى باهتمام الجانبين.
وبالرغم من هذه الظروف لا شك انه ستكون هناك مواضيع ومجالات مدار البحث والمناقشة والمحادثة بين المسؤولين في البلدين.
وفي الواقع تأتي هذه الزيارة بعد المسيرة التي بدأت في الشهور الأخيرة، والمتمثلة بعقد اجتماع اللجنة العليا المشتركة بين البلدين، واجتماعات اللجنة الاقتصادية والتجارية، ولجنة الشؤون القنصلية بالإضافة الى اجتماع قوات خفر السواحل، فهذه المسيرة التي بدأت تتوج بهذه الزيارة المباركة تعتبر منعطفا واضحا وشفافا وكبيرا لتطوير العلاقات الثنائية بين البلدين في المستقبل.
فالعلاقات بين إيران ودول المنطقة لاسيما مع الكويت لا تقتصر على علاقة الجيرة فقط، لأنه اذا قدمنا هذا التعريف الذي يعتبر بدائيا فهو يعتبر الحد الأدنى الذي يمكن الاتفاق عليه بين البلدين، ولكن ما يجمع ويربط إيران ودول المنطقة هو أكبر من جغرافيا هي علاقات تاريخية ودين مشترك وعلاقات اجتماعية بين شعوب المنطقة، ونحن نفتخر بهذه العلاقات بكل جوانبها، ونتمنى أن تتطور بشكل أكبر ولا تقتصر على علاقة الجيرة، وكما كان لدينا ثقافة وتاريخ مشترك فنحن نتطلع الى مستقبل مشترك، ولابد من النظر للماضي لإدراك وضعنا الحالي من أجل أن تنعم دول المنطقة بالأمن والاستقرار والسلام في اطار تحقيق الجهود والعمل الجماعي المشترك.
كيف ترون تأثير زيارة صاحب السمو الأمير الى طهران والانفراج في العلاقات السعودية ـ الإيرانية على مجمل الاحداث في المنطقة بما فيها الأزمة السورية ولبنان؟
٭ خلال الأيام الأولى لوصولي الى الكويت التقيت بالنائب الاول لرئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الشيخ صباح الخالد وقدمت نسخة من اوراق اعتمادي، وأبديت شكري واهتمامي بهذه المناسبة، وبعد ثلاثة أيام التقيت بصاحب السمو الأمير الذي غمرني باللطف ووعدني باهتمام الكويت بي شخصيا، وفتح جميع الأبواب على مصاريعها، فالعلاقة بين إيران والكويت تحتاج لمثل هذا الاهتمام والتوجه البناء.
ومكانة إيران معروفة لدى المسؤولين الكويتيين وعلى رأسهم صاحب السمو الأمير الذي زار إيران بعد الثورة مباشرة عندما كان وزيرا للخارجية، واليوم يزورها بصفته أميرا، فأهلا وسهلا بسموه في إيران، يجد قوما أهلا وأرضا سهلا لمناقشة ما يهم البلدين، وهذا من حسن حظي كسفير ان أحصد ما زرعه من سبقني على السفارة من سفراء ومسؤولين، فسعدت ان احصد ثمار جهودهم.
وزيارة سمو الأمير ستشمل جميع القضايا التي تهم البلدين من أمور ثنائية وعلاقات إقليمية ودولية، وهذا اول الغيث وسينهمر وستشكل الزيارة فاتحة خير بالنسبة لنا لنكمل المشوار في هذا المجال.
ما اهم المواضيع التي ستتطرق لها المباحثات بين قيادتي البلدين؟
٭ نخمن ونتوقع ان يتطرق الرئيسان الى العلاقات الثنائية بين البلدين وخصوصا بعد تفعيل اجتماع اللجنة العليا المشتركة التي شهدت فتورا في السنوات الماضية وعقدت قبل خمسة اشهر في الكويت والتي تلتها اجتماعات اللجنة الاقتصادية قبل شهر في طهران واللجنة القنصلية في أصفهان، كما توجه وفد كبير يضم خمسة عشر شخصا في زيارة عمل، وتم عقد اجتماعات خفر السواحل الأسبوع الماضي في الكويت.
فالعلاقات الثنائية تشهد نموا، ولكن هل هذه العلاقة مرضية؟ بالطبع لا وتحتاج للكثير لنقوم به. ويجري حاليا في طهران الاستعدادات في تقديم ومناقشة اعتماد محاضر وصور الاتفاقيات ومذكرات التعاون والآن هناك وفد كويتي في طهران لمناقشة نظرائهم الإيرانيين في اتفاقيات تتعلق بالنقل الجوي لزيادة عدد الرحلات وأيضا اتفاقية سياحية وأخرى رياضية واتفاقيتين في مجال العمل في توسعة العلاقات الثنائية بين البلدين.
هل قامت الكويت سابقا بوساطة بين طهران ودول الخليج عموما والرياض خصوصا وهل ستسهم زيارة صاحب السمو الأمير في انفراج علاقتكم مع المملكة السعودية؟
٭ بالنسبة للعلاقات الإقليمية فلا يمكن للرئيسين ان يجلسا دون التطرق والحديث عن الأمور التي تهم الإقليم سواء السعودية او سورية او الأمور الأخرى التي يشهدها الإقليم.
اما بخصوص الوساطة فلست مع هذه المفردة لأن العلاقات بيننا والسعودية قائمة، نجلس معا، ونلتقي في الاجتماعات الدولية، وتوجد اتصالات، ولكن لو قلنا ان زيارة سموه تعطي دفعة تلاحمية في الاقليم وتقوي شوكة العلاقات الاقليمية في التعاون والتعاضد والتكاتف مع أبنائها فهذا امر صحيح ونحن نراهن على هذه الفكرة ونرى ان هذا ما يحتاج اليه الاقليم.
هناك هاجس كويتي من مفاعل بوشهر نظرا لقربه من الكويت ووقوعه على خط الزلازل، هل من تطمينات؟
٭ المنطقة التي يقع فيها بوشهر اختيرت قبل الثورة الاسلامية واختير بشكل دقيق ولذلك لا غبار عليها من هذه الناحية، اما من ناحية التكنولوجيا، فأنا لست خبيرا نوويا ولا مهندسا، لكن عندما وجه هذا السؤال سابقا للمسؤولين في الوكالة الإيرانية للطاقة الذرية طمأنوا الجميع وخصوصا الكويتيين بالنسبة لمستوى المعايير والجودة المتبعة، كما ان الوكالة الدولية للطاقة الذرية مشرفة على مقاييس ومعايير الجودة المتبعة فيها وسمعت بأن المعايير عالية الجودة.
ومن ناحية أخرى فإن القلق الكويتي او غيره ربما يكون واردا لكنه وارد ايضا في الطرف الايراني، ولو لدينا بعض النقص، لا سمح الله، فنحن اول من سيصاب، وما يهم الطرف الكويتي يهمنا بالدرجة الاولى.
دائما ما كان يصرح المسؤولون الكويتيون بأن قضية الجرف القاري شوكة في خاصرة العلاقات الكويتية ـ الإيرانية فهل من تطور جديد في هذا الملف؟وهل من الممكن ان تكون هناك اجتماعات ثلاثية بين ايران والكويت والمملكة العربية السعودية بشأن هذا الموضوع؟
٭ هذا الملف موجود منذ زمن ونحن نعمل على هذا الأمر وهناك مناقشات سابقة وفي الواقع اللجنة العليا المشتركة كفيلة بهذه المناقشات وبالطبع قضايا مثل الحدود والجرف القاري بين الدول تحتاج الى وقت ولكن هذا الموضوع دائما مطروح في اللجنة العليا المشتركة.
اما بخصوص ما اذا كانت هناك اجتماعات ثلاثية ففي واقع الأمر الجهة المعنية اي الطرفان يجلسان ويتحدثان ولو استدعى الأمر لاجتماع ثلاثي او رباعي او خماسي فهذا يوكل لوقته وليس في الحقيقة امرا جديدا علينا في هذا المجال.
من الملاحظ تطور العلاقات الثقافية بين الكويت وطهران، هل الدفع بهذه العلاقات على حساب الجانب السياسي؟ ام هناك تكامل فيما بينها؟
٭ العلاقات الايرانية ـ الكويتية لا تقتصر على بعض المساحات السياسية او الاقتصادية، بل تشمل جميع المجالات، والصعيد الثقافي مهم ونراهن عليه.
وقبل أقل من أسبوعين توجه وفد أكاديمي رفيع المستوى من جامعة الكويت ضم رئيس الجامعة وكبار المسؤولين الى الجمهورية الاسلامية الإيرانية والتقوا برؤساء ومسؤولي ست جامعات من مشهد وطهران وشيراز وأصفهان، وتم التوقيع خلال الزيارة على ست محاضر تعاون، كما التقوا بمسؤولي بعض المؤسسات التي تعنى بالبحوث، وهنا لابد من الإشادة بالجهد الذي تقوم به المستشارية الثقافية الإيرانية في هذا المجال.
ومن ضمن الفعاليات هناك لجنة الصداقة الإيرانية ـ الكويتية على المستوى الشعبي وليس الحكومي، وهي لجنة مباركة وأعضاء من مختلف شرائح المجتمع الكويتي من أساتذة جامعيين وأكاديميين وسبق ان التقوا مع النائب الأول لرئيس الوزراء وزير الخارجية الشيخ صباح الخالد، وهو امر نحتاج اليه والآن الاستعدادات جارية في ايران وتم اختيار اسماء بعناية لتكون ضمن لجنة الصداقة بين البلدين ونأمل ان يلتقي الجانبان معا.
كما ان هناك أسابيع ثقافية تعقد في كل من ايران والكويت وفرقا ثقافية وفنية موجودة وتتردد على الكويت بشكل واسع. كما سيمنح سعود البابطين دكتوراه فخرية من جامعة طهران ضمن هذا المجال.
فعلاقاتنا الثنائية تشمل الجهة الثقافية، ومذكرة التفاهم في المجال السياحي سيوقع عليها خلال زيارة سمو الأمير وستساهم في تنشيط العملية السياحية بين البلدين، فالآن عدد السياح الكويتيين الذين يزورون ايران سنويا يبلغ 200 ألف زائر، والقنصلية الإيرانية تسعى جاهدة لتلبية هذه الطلبيات من خلال إصدار بين 500 و700 تأشيرة يوميا والأمر ليس بالعملية السهلة، لكننا نبذل جهدا في هذا المجال، وبالمقابل هناك جالية إيرانية عددها يقارب الـ 50 ألفا.
فالمجال الثقافي والشعبي لابد ان نعتني به، وان شاء الله تتطور العلاقات بين البلدين في مختلف الأصعدة ونحن لا نحبذ ان تتطور العلاقة في مجال ما وتتخلف في مجال اخر، فلا بد ان يكون الأمر متزنا في مختلف الأصعدة.
ما رؤية ايران اليوم لحل الأزمة السورية؟ وهل برأيكم أي تقارب سعودي ـ إيراني من شأنه ان يساهم بحل الازمة؟ وماذا بخصوص الانتخابات الرئاسية السورية هل ايضا ستساهم في حلحلة الامور؟
٭ منذ بداية الأزمة ونحن في الجمهورية الاسلامية الإيرانية ننادي بنبذ العنف والتطرف والتوجه نحو الرؤية السلمية والآن بعد سنوات نرى أن الجميع ينادون بنفس الرؤية ويطالبون بالحل السلمي ونبذ التطرف والارهاب ويا ليت هذا الكلام قد تم الاهتمام به في السابق حيث اننا عندما ننظر الى الوراء نجد من الويلات والدمار التي المت بالشعب السوري. ومن هنا نقول ان الجهود الايرانية قد أثمرت والآن الجميع يتحدث عن الحل السلمي ونبذ التطرف.
وفي الواقع الانتخابات الرئاسية التي ستجرى بعد ايام قليلة تعطي فكرة من سيحكم سورية وتحدد مستقبل سورية فالانتخابات هي حق يحترم والكلمة الفصل هي لصناديق الاقتراع فآمل ان تؤدي هذه الانتخابات لحل سلمي لأنها ستكون بمنزلة نقطة انطلاق لصفحة جديدة في الملف السوري ونهاية مرحلة هي مرحلة العنف والارهاب والتطرف وبداية انطلاق صفحة جديده في سورية.
اما بخصوص ما اذا كان التقارب السعودي ـ الإيراني سيؤدي لانفراج الأزمة السورية فأشير الى انه كلما كانت العلاقات قائمة بين دول المنطقة تؤدي بالطبع الى المشورة والتباحث ومناقشة الأمور فلا يغيرنا ان نتحدث والآخرين في هذا المجال لحلحة الأمور ومنها القضية السورية، فالجلوس معا ومناقشة الامور المهمة تساعد في هذا المجال.
ذكر الأمين العام لحزب الله اللبناني السيد حسن نصرالله ان محور إيران حزب الله وسورية النظام انتصروا كيف ترون الأمر؟
٭ هذا المحور نحن نعتز به في الاقليم لابد وان تقوى شوكة هذا المحور لأنه ضد الاحتلال الصهيوني وبالتالي التعاون البناء والمثمر لمن هو موجود ضمن هذا المحور يزيد من قوته.
ما جديد تطورات المفاوضات النووية في جنيف بين إيران والدول الكبرى، وهل سنشهد قريبا انتهاء مشكلة النووي الإيراني؟
٭ استطيع ان انقل ما يتوقعه المعنيون بالملف النووي وهم رغم صعوبات المفاوضات متفائلون لما سينتهي اليه الأمر.
كيف ترى طهران الأوضاع على الساحة المصرية الحالية، وهل من علاقة بين إيران وجماعة الاخوان المسلمين؟
٭ لدى إيران علاقات مع جميع الإخوة على المستوى الحكومي والشعبي وسواء في مصر او غيرها، علاقتنا مع الجميع.
اما ما يجري في الساحة المصرية، فنحن نتمنى لمصر وشعبها كل الرقي والتقدم ومراعاة مصلحة جميع الأطياف الموجودة ومصالح الشعب المصري فيما يجري.