- الأزمة المصرية - الخليجية في الصحافة فقط
- التسليح الكويتي لم يتوقف منذ التحرير والاحتياج للأسلحة طبيعي وتفرضه تطورات المنطقة
- الكويت على أتمّ الاستعداد والجاهزية لمواجهة أي تطورات سلبية قد تحصل في المنطقة
- استمرار الاحتقان الأميركي - الروسي سيدفع ثمنه الشعب السوري الشقيق
- نقف على مسافة متساوية من جميع الأطراف في لبنان ولا صحة لوجود حملة كويتية ضد ترشح عون للرئاسة
- تشرّبنا من نهج صاحب السمو الديبلوماسي بعدم التدخل في الشؤون الداخلية لأي دولة والحرص على كسب الأصدقاء
- ندعم أشقاءنا في العراق لتحرير الموصل ونهنئهم على ما تم تحقيقه من انتصارات
- الحوار الإستراتيجي مع أميركا متواصل ومتشعب لخدمة مستقبل الأمن والاستقرار في المنطقة
هالة عمران
أكد نائب وزير الخارجية خالد الجارالله استعداد الكويت التام لمواجهة أي تطورات سلبية قد تحدث في المنطقة، إثر معركة تحرير الموصل العراقية مما يسمى تنظيم «داعش».
وأضاف الجارالله في تصريح صحافي على هامش الاجتماع السادس للمجموعة المعنية لمكافحة تنظيم «داعش»، صباح أمس بفندق الشيراتون، أن الكويت وضعت أسسا وقواعد لتجفيف مصادر تمويل الإرهاب، من خلال سنّ التشريعات والقوانين اللازمة لضبط وإحكام منع تمويل الإرهاب، كي لا تُسرب تلك الأموال إلى التنظيمات الإرهابية التي تعصف بأمن واستقرار المنطقة والعالم ككل، لافتا إلى أن الكويت قطعت شوطا كبيرا جدا في وضع التشريعات التي تحكم عملية جمع التبرعات وتوفير الأموال لمثل هذه التبرعات والأعمال الخيرية، مبينا أن هناك تنسيقا وتعاونا على مستوى أجهزة الدولة جميعها لضبط هذه العملية، إضافة إلى وجود تنسيق على مستوى دول المنطقة والعالم.
وفيما أعرب الجارالله عن ارتياحه لما تم من إجراءات، أكد في الوقت ذاته أن هذا لا يعني أن نتوقف، فلايزال أمامنا الكثير لنقدم عليه في إطار هذا الجهد والإحكام على عملية عدم وصول الأموال إلى التنظيمات الإرهابية، لافتا إلى أن هذا الاجتماع يأتي من ضمن سلسلة اجتماعات استضافتها الكويت في الآونة الأخيرة، وستواصل استضافة غيرها في إطار جهود دولية لمواجهة تنظيم داعش.
وحول دعوة أحد المسؤولين الأميركيين الكويت وقطر إلى بذل جهود أكثر في مسألة التبرعات، قال الجارالله «لايزال أمامنا الكثير ولكن ما حققناه يشعرنا بارتياح ونحن على استعداد للتعاون مع أشقائنا، وما هذا المؤتمر إلا في إطار هذه الجهود والمساعي لإحكام السيطرة على هذه الأموال».
وعن رصد حالات تمويل للإرهاب، قال الجارالله: «هناك تنسيق مع جهات على مستوى المنطقة والعالم، وقد تكون هناك تسريبات بين فترة وأخرى، لكن لابد من مواصلة الإحكام والضبط لهذه الأموال وعدم إتاحة الفرصة لأي تسريبات»، مبينا أن «الكويت لديها تشريعات متقدمة في هذا الإطار، ونحن على استعداد لتطويرها والنقاش مع الأصدقاء والأشقاء بما يعزز هذه التشريعات بأن تحكم السيطرة على تلك الأموال ومنع وصولها إلى التنظيمات».
وحول التخوف من توجه داعش نحو البصرة والحدود الكويتية نتيجة معركة الموصل، قال الجارالله: «نحن ندعم أشقاءنا في العراق لتحرير الموصل ونهنئهم على ما تم تحقيقه بهذا الانتصار ونتطلع إلى مزيد من الانتصارات، ولكن في نفس الوقت علينا أن نكون حذرين ويقظين من أي تطورات سلبية قد تحصل، ويجب أن نتوقع كل شيء من هذا التنظيم الإرهابي، ومن هذا المنطلق نحن على أتم الاستعداد ونسعى الى أن نكون على جاهزية كاملة لمواجهة أي تطورات سلبية قد تحصل في المنطقة كتداعيات ما يحصل في الموصل، التي نتمنى أن نراها محررة».
حوار مستمر
وحول ما ذكرته وكالات عن تخفيض الكويت استثماراتها في السندات الأميركية بعد السعودية والإمارات، وعما إذا كان هذا تحركا خليجيا ضد قانون «جاستا»، أجاب قائلا: «لا أستطيع أن أحدد شيئا في هذا الموضوع، ولكن أعتقد أن عملية الاستثمار ليست ثابتة بل متحركة، ونحن نبحث دائما عن الفرص وقد يكون ذلك في إطار هذا التحرك».
وعن الحوار الاستراتيجي الكويتي - الأميركي الذي انطلق يوم الجمعة الماضي، قال الجارالله «إن ما تم تدشين للحوار الاستراتيجي، ونحن نعتبر ان الحوار بدأ منذ ذلك التاريخ، وبالتالي هذا الحوار متواصل ومتشعب وشامل ونحن ننظر بتفاؤل لهذا الحوار، ونعتقد أن مواصلتنا لهذا الحوار تخدم في النهاية علاقتنا الاستراتيجية مع الولايات المتحدة وتخدم مستقبل الأمن والاستقرار في المنطقة»، وأضاف الجارالله «انه في مثل هذا الوقت من العام المقبل سيعقد الحوار في الكويت، والى ذلك الوقت ستكون هناك اجتماعات لفرق العمل للدخول في التفاصيل المتعلقة بهذا الحوار».
وردا على سؤال حول ما تحدث عنه النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية عن التسليح الكويتي منذ التحرير وحتى الآن بما فيها الصفقات الأميركية التي تتم مناقشتها حاليا، أجاب قائلا: «التسليح الكويتي لم يتوقف منذ التحرير وحتى الآن ولن يتوقف»، مضيفا أن «الاحتياج للأسلحة احتياج طبيعي والتطورات في المنطقة تفرض هذا الاحتياج، وبالتالي ننظر إلى هذا الموضوع نظرة طبيعة في إطار العلاقات التي تربط الكويت بحلفائها الاستراتيجيين».
وفيما يتعلق بالجهود التي بذلتها الكويت بالنسبة لما يحدث في حلب ودعواتها لمؤتمرين عربي وإسلامي، قال الجارالله: «بكل أسف ما يحدث في حلب مأساة ويندى لها جبين الإنسانية وجبين العالم، ونتمنى أن نصل إلى اليوم الذي نضع فيه حدا لهذه المعاناة»، مشيرا «إلى أن الكويت دعت إلى اجتماع عربي واجتماع ثان، وهناك جهود على المستوى الدولي، حيث كان هناك اجتماع في باريس وستتواصل الجهود العربية والدولية والإسلامية للتخفيف من هذه المعاناة ووضع حد لها والتي يكابدها أبناء الشعب السوري، ونتطلع ونتمنى أن تثمر هذه الجهود نتائج إيجابية قربية»، مشيرا الى أن هناك اتصالات بين الولايات المتحدة وروسيا ومحاولات لإحياء هذه الهدنة مرة أخرى وإحياء تثبيت وقف إطلاق النار ونتطلع أن يتحقق ذلك.
وردا على سؤال حول العلاقات الخليجية ـ المصرية وما قيل عن تغير في السياسات الخارجية تجاه مصر في ظل انخفاض قيمة الجنيه المصري، اجاب الجارالله قائلا: «العلاقات المصرية ـ الخليجية علاقات قوية وراسخة، اما فيما يتعلق بالعملة المصرية فهذا أمر يحكمه السوق المصري وأوضاع مصر الاقتصادية ولكن نتطلع دائما إلى دعم الأشقاء في مصر وتعزيز الاقتصاد المصري وهذا نهج لن تتوقف عنه دول مجلس التعاون الخليجي في دعم مصر وتعزيز اقتصادها للحفاظ على أمنها واستقرارها».
وعما إذا كانت هناك أزمة بين مصر وبعض الدول الخليجية، أجاب قائلا: هذه الأزمة في الصحافة.
نهج ديبلوماسي
وفي معرض إجابته على سؤال حول ما تناقلته بعض المواقع اللبنانية من أن الكويت تقود حملة ضد ترشح الميشال عون لرئاسة لبنان أجاب قائلا: «هذا الكلام عار عن الصحة والكويت تقف على مسافة متساوية من الأطراف اللبنانية في لبنان»، مضيفا «أنه لم يكن في يوم من الأيام النهج الكويتي التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى على الإطلاق، مؤكدا انه ومنذ أن أسس صاحب السمو الامير، هذه القواعد الديبلوماسية الكويتية كنا دائما نتشرب من سموه عدم التدخل في الشؤون الداخلية والحرص على كسب الأصدقاء وهذا نهج لن نتخلى عنه وسنواصل العمل به، وبالتالي ننفى نافيا قاطعا ان تكون الكويت قد تدخلت أو تنوي التدخل في الشؤون الداخلية للأشقاء في لبنان لدعم جهة على حساب جهة أخرى.
وردا على سؤال حول الخلاف الروسي - الأميركي، أجاب الجار الله قائلا: «هناك خلاف في الرؤية الروسية والأمريكية حول معالجة الوضع في حلب ونتمنى ان يزول هذا الاحتقان، واستمرار هذا الاحتقان والاختلاف سيدفع بكل أسف ثمنه الشعب السوري الشقيق».
وعن الأحداث في اليمن، أجاب قائلا: المبعوث يبذل جهودا ولديه تفاؤل بإمكانية الوصول إلى توافق معين وحل معين، وما زالت دول المنطقة تبذل جهودا، ولم نفقد الأمل على الإطلاق في الوصول لحل.
الملف اليمني
وردا على سؤال حول ما تحدث به وزير الخارجية التونسي من أن الكويت على استعداد لمواصلة جهودها للحوار في هذا الملف، أكد الجار الله «ان الكويت على استعداد دائم لمواصلة جهودها وحريصة كل الحرص على أن يتحقق التوافق والحوار بين الأشقاء في اليمن، مشيرا إلى أن دول التعاون لا تزال لديها ثقة وأمل في الوصول إلى حل سياسي في هذا الصراع ينهي معاناة أبناء الشعب اليمني الشقيق ويضع حدا له، ونتمنى أن تتواصل جهود المبعوث الدولي وأن تتواصل الاتصالات على مستوى المنطقة وان نستمر في جهودنا بوقف هذا الصراع الدامي في اليمن الشقيق».
وحول ما إذا كانت هناك وساطة كويتية - عمانية قال: «لا توجد وساطة كويتية في هذا الإطار ولكن يوجد دائما استعداد كويتي لدعم الجهود الهادفة لوضع حد لهذه الحرب في اليمن».
وحول ما يحدث في مضيق باب المندب من تهديدات للملاحة، قال نائب وزير الخارجية: «نشعر بالقلق لأي تهديدات في المنطقة، وهناك مصالح دولية في هذه المنطقة الحيوية من العالم ستكون كفيلة بأن تحقق الاستقرار».
وأضاف الجار الله في كلمته التي ألقاها خلال الاجتماع ان انعقاد هذا الاجتماع يأتي لمراجعة ما تم التوصل اليه في الاجتماعات السابقة من اتفاقيات في اطار التحالف للعمل على تجفيف منابع تمويل الارهاب ومكافحته، مشيدا بالخطوات الملموسة التي تحققت بتكاتفنا ولا يزال امامنا الكثير من العمل لوأد هذه الظاهرة الخطيرة.
ولفت الى ان هذا الاجتماع يأتي تزامنا مع بدء عمليات تحرير الموصل والتي تأتي في اطار مكافحة التنظيم وتحرير الأراضي العراقية ليعود الامن والاستقرار لها.
وأشار الى ان مجلس الامن ومجموعة العمل المالي اصدرا العديد من القرارات التي تؤكد مسؤولية الدول في منع تمويل الإرهاب وحث الدول على تعديل تشريعاتها الوطنية بما يضمن مكافحة ظاهرة الارهاب.
وأكد على التزام الكويت بتوصيات مجموعة العمل المالي المتعلقة بمكافحة تمويل الارهاب والالتزام بتوصياتها، حيث وضعت القوانين والاجراءات التي تكفل شفافية التبرعات الخارجية ونزاهة العمل الخيري في الكويت التي اصبحت تحت اشراف وزارة الخارجية بالتعاون مع كل الجهات الحكومية، بما يؤكد اتجاه التمويل الى الجهة المقصودة، داعيا الى ضرورة العمل معا لمواجهة تلك التنظيمات المارقة لصيانة استقرار كوكبنا وأمن شعوبنا.
لورنس سيلفرمان: لجان عمل لتدعيم التعاون بين الولايات المتحدة والكويت
بين السفير الأميركي لورنس سيلفرمان أنه عائد للتو من الحوار الاستراتيجي الأميركي، معربا عن سعادته لما تضمنه من مجالات عدة من بينها الدفاع والتعاون الامني وملفات اقتصادية، والتعليم والاستثمار، والخدمات الصحية، مبينا أن ثمة مجموعات عمل انبثقت عن هذا الحوار وهي مكلفة من القيادة السياسية ولتدعيم التعاون بين البلدين.
وأشار سيلفر مان إلى التسهيلات التي تقدمها الولايات المتحدة الأميركية للطلبة الكويتيين الدارسين في العاصمة الأميركية، موضحا أن عددهم من 12 الى 15 الف طالب وطالبة، موضحا انه التقى عددا منهم قبل مجيئه للكويت وكانت تجربتهم إيجابية، متوقعا ان يشكل هؤلاء الطلبة إضافة لبلادهم.
وعن التأشيرات، أجاب سيلفر مان «انه لا توجد مشكلة بها وهناك 75 ألف كويتي دخلوا الولايات المتحدة من بداية العام الحالي ومن تم منعه من الدخول أعداد بسيطة لا تتعدى نسبتها 1 من الف».
وعن الانتقادات الاميركية للكويت ودولة خليجية أخرى، قال سيلفر مان «إنه ثمة تعاون وثيق مع الكويت في هذا الصدد، مؤكدا على أن الكويت بذلت مجهودا كبيرا في مكافحة الارهاب ولا يزال هناك الكثير من الذي يمكن عمله، مشيدا بما قامت به الكويت من جهود للتوصل لحل بين الاطراف اليمنية، مشيرا الى أن الحل لا بد ان يأتي من اليمنيين انفسهم، لافتا الى وجود تعاون أميركي - كويتي لإيجاد حل لهذه القضية».