- لاحظنا وجود جذب رياضي من الكويت للحضور إلى لندن ومشاهدة مباريات كرة القدم
- التطرف الديني يُعد المصدر الأساسي لتفكك المجتمعات وتكريس آليات التخلف
- منحي جائزة Policy Driver لا أعتبره تكريماً شخصياً بقدر ما هو تكريم للكويت وسمعتها في بريطانيا
- «جاستا» يمثّل خرقاً للقوانين الدولية وعرقلة لجهود مكافحة الإرهاب
- تعزيز ثقافة التسامح والتعايش السلمي هو السبيل للتصدي للتطرف والإرهاب
- اعتماد التأشيرة الإلكترونية للمواطنين الكويتيين من قبل الجهات البريطانية سهّل زيارة لندن
- أكثر من 4000 طالب وطالبة من أبناء الكويت يدرسون في مختلف الجامعات البريطانية
- نحترم قرار البريطانيين بالانفصال وهناك رغبة سياسية بالشراكة الإستراتيجية بين الجانبين الخليجي والبريطاني
- نتواصل مع المعنيين في إدارة الهجرة البريطانية ونسعى لمساعدة جميع الطلبة
بريطانيا ـ دعاء خطاب
أكد سفيرنا لدى لندن خالد الدويسان أهمية دفع مسيرة التعاون بين البلدين الصديقين في جميع المجالات، لافتا إلى دور السفارة في خدمة مصالح الرعايا الكويتيين المتواجدين في المملكة المتحدة.
جاء ذلك في حوار خاص مع «الأنباء» على هامش المؤتمر السنوي للاتحاد الطلابي لطلبة الكويت- فرع لندن وأيرلندا، مشددا على تعزيز الجهود لمكافحة التطرف وأن تعزيز ثقافة التسامح والتعايش السلمي هو السبيل للتصدي للتطرف والإرهاب.
وتحدث الدويسان عن الانعكاسات السلبية لقانون «العدالة في مواجهة الإرهاب» الذي يسمى بـ «جاستا»، مبينا أنه سيؤثر سلبا بشكل مباشر في جميع دول العالم بما فيها الولايات المتحدة، وسيؤثر أيضا على الجهود الدولية في مكافحة الإرهاب، لأنه يمثل خرقا للقوانين الدولية.
وتطرق اللقاء إلى انفصال بريطانيا عن الاتحاد الأوروبي، حيث أكد السفير الدويسان أننا ندرك أهمية وثقل بريطانيا في البيت الأوروبي ونحن نحترم قرار الشعب البريطاني الصديق بتقرير مصيره كما يشاء، مضيفا أنه على الرغم مما آلت إليه نتيجة الاستفتاء إلا أننا في الكويت ودول الخليج سنواصل عملنا وتعاوننا مع بريطانيا باعتبارها حليفا إستراتيجيا وشريكا تجاريا مهما، وهناك رغبة سياسة جادة من جميع الأطراف نحو ضرورة الانطلاق بالشراكة الاستراتيجية بين الجانبين إلى آفاق أرحب ومجالات أوسع.
وبينما أشار السفير الدويسان إلى أن الكويتيين الذين زاروا بريطانيا العام الماضي بلغ 300 ألف مواطن سواء للسياحة بمختلف أنواعها أو للدراسة، ناشدهم جميعا ضرورة مراعاة الأنظمة البريطانية وخاصة بعد اعتماد طلب الفيزا عبر النظام الإلكترونيالذي سهل زيارة المملكة المتحدة في أي وقت..
فإلى تفاصيل اللقاء:
ما الدور الذي تقوم به سفارة الكويت في لندن؟
٭ تقوم سفارة الكويت في لندن بالعديد من الأدوار الأساسية ويأتي على رأسها العمل نحو تعزيز الروابط الثنائية بين الكويت والمملكة المتحدة، حيث تولي السفارة أهمية كبيرة لدفع مسيرة التعاون بين البلدين الصديقين في جميع المجالات ذات الاهتمام المشترك، إلى جانب دورها الأساسي في خدمة مصالح الرعايا الكويتيين المتواجدين في المملكة المتحدة من المقيمين والطلبة والمرضى ومرافقيهم، بالإضافة إلى الأعداد الكبيرة من السياح الذين يرتادون لندن على مدار العام.
قانون «جاستا»:
ما رأيك في مشروع «جاستا» الذي أقره الكونغرس الأميركي؟ وهل ستؤثر تداعيات ذلك القانون في المصالح بين الكويت وبريطانيا؟
٭ لا شك في أن قانون «جاستا» أو ما يعرف بـ «العدالة في مواجهة الإرهاب» يمثل خرقا واضحا للقوانين الدولية ومواثيقها وثمة حاجة لاحترام تلك القوانين القائمة أساسا على حل الخلافات بالطرق السلمية والدفاع عنها، ولا يخفى على الجميع الانعكاسات السلبية لهذا القانون الذي أصبح يشكل مصدر قلق كبيرا للمجتمع الدولي، كونه ينتهك قواعد العلاقات الدولية المبنية على مبادئ المساواة والحصانة السيادية للدول، وبالتالي فإن هذا القانون سيؤثر بشكل مباشر في جميع دول العالم بما فيها الولايات المتحدة، فضلا عن تأثيره في عرقلة الجهود الدولية في مكافحة الإرهاب.
كيف وجدت خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي؟ وما انعكاس ذلك على الكويتيين في المملكة المتحدة؟
٭ من المؤكد أن ما حدث في المملكة المتحدة خلال الصيف الماضي بتصويت الشعب البريطاني لصالح الانفصال عن الاتحاد الأوروبي قد أحدث نقلة تاريخية في العلاقات الأوروبية، حيث ان خروج بريطانيا كونها ثاني أكبر اقتصاد في أوروبا من الاتحاد الأوروبي من شأنه التأثير في وحدة الاتحاد الأوروبي، ومما لا شك فيه أننا في الكويت ودول مجلس التعاون ندرك تماما أهمية الدور البريطاني داخل البيت الأوروبي لما لها من ثقل سياسي واقتصادي كبير في أوروبا، إلا أنه في المقابل فإننا نتفهم ونحترم قرار الشعب البريطاني بالانفصال فهو حق خالص لهم في تقرير مصيرهم.
ومن هذا المنطلق أود أن أؤكد أنه وعلى الرغم مما آلت إليه نتيجة الاستفتاء إلا أننا في الكويت ودول الخليج سنواصل عملنا وتعاوننا مع بريطانيا باعتبارها حليفا استراتيجيا وشريكا تجاريا مهما، وهناك رغبة سياسة جادة من جميع الأطراف نحو ضرورة الانطلاق بالشراكة الاستراتيجية بين الجانبين الخليجي والبريطاني إلى آفاق أرحب ومجالات أوسع.
تكريم الكويت:
منحت جائزة التميز في العمل الديبلوماسي عن دورك في مكافحة التطرف الديني وتعزيز الحوار بين الأديان في 2015 من بريطانيا.. حدثنا عن ذلك؟
٭ في الحقيقة أنا فخور بتكريم المؤسسة ومنحي جائزة Policy Driver للمجتمع الديبلوماسي في العام الماضي 2015.. وهو بلا شك لا يعتبر إنجازا شخصيا بقدر ما هو تكريم للكويت وسمعتها في بريطانيا، وعلى المستوى الشخصي فإن هذا التكريم يمثل لي دافعا وحافزا مهما لمواصلة العمل نحو خدمة المجتمع في مجالات مكافحة التطرف وتعزيز التقارب بين الأديان وذلك في إطار المسؤولية المجتمعية بالتعاون والتنسيق مع المنظمات غير الحكومية ومؤسسات المجتمع المدني العاملة في لندن.
ما الدور الذي تقوم به السفارة لمواجهة التطرف والإرهاب وتداعيات الصراعات الإقليمية والعالمية؟
٭ تمارس السفارة دورها في الحد من التطرف من خلال المساهمة في تعزيز الجهود الحكومية وغير الحكومية لمكافحة التطرف الديني وهو من أهم القضايا الملحة في الوقت الراهن، نظرا لما يمثله هذا التطرف من تهديد للأمن الداخلي والخارجي لجميع الدول.. خاصة أن التطرف الديني يعد المصدر الأساسي لتفكك المجتمعات وتمزيق النسيج الاجتماعي وتكريس آليات التخلف عبر التاريخ.
ولذلك فإنه من المهم أن تكون هناك دراسة واضحة لسلوكيات الأفراد المتطرفين ومعتقداتهم وبيئاتهم لما لذلك تأثير في منع التطرف والإرهاب في المستقبل.
دعم وتعاون
ماذا عن العلاقة بين السفارة واتحاد الطلاب؟
٭ نحن في السفارة نحرص دائما على التنسيق والتواصل مع الاتحاد الوطني لطلبة الكويت ـ فرع المملكة المتحدة بشكل مباشر عن طريق دور المكتب الثقافي في لندن، كما أنه انطلاقا من عملي كسفير للكويت لدى المملكة المتحدة فإنني أحرص دائما على تلبية جميع الدعوات الطلابية المتعلقة بفعاليات وأنشطة الاتحاد الوطني للطلبة، وذلك في إطار سعينا الدائم لدعم الأنشطة الطلابية المختلفة للخروج بجرعة أكبر من الأمل والثقة بقدرات وإمكانيات أجيالنا القادمة لمواصلة مسيرة البناء والتنمية.
كيف يتم التعامل مع المخالفات البسيطة التي يقوم بها الطلاب الجدد ويجهلون عقوبتها؟
٭ لدينا في السفارة قسم للشؤون القنصلية وهو مسؤول عن معالجة أي مشاكل أو مخالفات وحماية مصالح الطلبة الكويتيين في المملكة المتحدة.
وفي هذه المناسبة لا يسعني إلا أن أشيد بمستوى وعي وأخلاقيات الطلبة الكويتيين وتحملهم المسؤولية في تمثيل بلدهم أفضل تمثيل، ومما يؤكد ذلك أن القضايا التي وردت إلينا في السفارة خلال العام الحالي تكاد تكون معدومة، وهذا إن دل فإنما يدل على إدراك الطلبة لأهمية وضرورة الحفاظ على سمعة بلدهم فهم خير سفراء للكويت في الخارج.
الوجهة السياحية الأولى:
ينتقد البعض رهن مستقبل الطلاب الدارسين بمزاجية بعض الموظفين الجمركيين (بعد اكتشاف محتويات غير قانونية في أجهزتهم الشخصية - على سبيل المثال) كيف تتدخل السفارة في ذلك؟
٭ السفارة لديها تواصل مباشر مع المعنيين في إدارة الهجرة البريطانية كما أنها تسعى دائما لمساعدة جميع الطلبة في حال تعرضوا لأي مضايقات من مسؤولي الأجهزة البريطانية المختلفة.
وفي المقابل، نحن نناشد الطلبة والسياح الكويتيين أيضا بضرورة تفهم ومراعاة الأنظمة البريطانية، ولاسيما أنه في ظل الظروف والاحترازات الأمنية المشددة في الآونة الأخيرة فإن السلطات البريطانية قد ضاعفت عمليات التفتيش والتدقيق الأمني، حرصا منها على سلامة الجميع.
هل أثرت الإجراءات الأمنية المشددة والعمليات الإرهابية على كثافة الكويتيين القادمين إلى بريطانيا؟
٭ في الحقيقة أنه وعلى الرغم من الإجراءات الأمنية المكثفة في الفترة الأخيرة نتيجة الأحداث العالمية والتهديدات المحتملة، إلا أن بريطانيا كانت ولاتزال الوجهة السياحية الأولى للكويتيين، الذين اعتادوا زيارة العاصمة لندن، لما تتمتع به من أماكن سياحية مختلفة وأسواق تجارية كبرى ومتاحف ومبان تاريخية عريقة إلى جانب الموقع الجغرافي المتميز لبريطانيا، على اعتبار أنها نقطة انطلاقة بين الولايات المتحدة وبقية الدول الأوروبية، فضلا عن كونها أحد أبرز المراكز المالية العالمية فهي جاذبة للاستثمارات الحكومية والخاصة من جميع أنحاء العالم.
كم عدد الجالية الكويتية في المملكة المتحدة، وما أكثر المناطق التي يقطنون بها؟
٭ بصراحة شديدة وبعيدا عن القيود الديبلوماسية، أود أن أشيد بمستوى أخلاق ووعي الكويتيين الذين يرتادون لندن بشكل مستمر، خاصة على صعيد المشاكل التي تضاءلت بشكل لافت في الآونة الأخيرة، وحول أعداد الجالية الكويتية في لندن فهم ينقسمون إلى عدة شرائح، منهم المقيمون ممن لهم ممتلكات في لندن، ومنهم من يأتي بقصد العلاج، ومنهم الطلبة، وهناك شريحة من رجال الأعمال والمستثمرين، والشريحة الأكثر تأتي بغرض السياحة وقضاء الإجازة، ولدينا أكثر من 4000 طالب وطالبة موزعين على مختلف الجامعات البريطانية، إلى جانب أعداد متفاوتة من المرضى ومرافقيهم، بالإضافة إلى شريحة السياح التي تعتبر الأكبر من حيث العدد، حيث إنه فقط في موسم الصيف ارتاد لندن ما يقارب 300 ألف مواطني كويتي بغرض السياحة، بالإضافة إلى ما يقارب 160 ألف تأشيرة تمنح للكويتيين لزيارة لندن فقط في موسم الأعياد والعطلات الرسمية.
التأشيرة الإلكترونية:
لندن هي قبلة الكويتيين الأولى في السياحة والعلاج والسفر، برأيك ما السبب؟
٭ كما ذكرت آنفا، لندن هي مقصد الكويتيين منذ القدم، وتحتل المركز الأول من ناحية الجذب العالمي للسياحة، فهي تقدم تسهيلات كبيرة للسياح من ناحية اللغة والتعامل، إلى جانب كونها مركزا عالميا للتسوق، وأخيرا لاحظنا وجود جذب رياضي من دول الخليج وتحديدا من الكويت للحضور إلى لندن للاستمتاع بمشاهدة مباريات كرم القدم وغيرها من الرياضات والبطولات العالمية، كما أن وجود العديد من المراكز الصحية والمستشفيات المتقدمة في مجال الطب وتميز الأطباء الإنجليز باختراعات علمية متتالية، ما جعل لندن أحد أبرز مراكز الجذب للعلاج الطبي.
وباعتقادي، أن التأشيرة الإلكترونية التي تم اعتمادها مؤخرا للمواطنين الكويتيين من قبل الجهات البريطانية المختصة قد ساهمت في تسهيل زيارة لندن في كل وقت، خصوصا من سرعة تلبية طلب الفيزا عبر النظام الإلكتروني إلى جانب سهولة التعامل وتميز النظام العام في لندن جميعها أسباب تميز لندن عن غيرها من العواصم العالمية.