دعا الناطق الرسمي باسم كتلة العمل الشعبي النائب مسلم البراك رئيس مجلس الامة جاسم الخرافي الى الاحتكام الى مضبطة الاجتماع التشاوري الذي عقده في مكتبه خلال المجلس السابق لحسم الجدل الدائر بينهما بشأن عدم الدقة في نقل رسائل صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد، مؤكدا ان هذا الاجراء الذي يملك الرئيس اتخاذه سيكون الفيصل بينهما في هذه القضية.
وقال البراك في مؤتمر صحافي عقده في مجلس الامة امس «اود ان ارد على ما صرح به الاخ الفاضل رئيس مجلس الامة جاسم الخرافي، وأقول له انا اعلم تماما عندما طلبت العودة الى وسائل الاعلام بأنك لم تصرح بل بالعكس فأنا ذكرت لك ان العبارات التي ذكرتها قيلت في الاجتماع التشاوري الذي جمع الاخوة النواب وحضرت خلاله كتلة العمل الشعبي للاستماع الى رسالة صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد واذا كنت ناسيا فأذكرك بأنني عندما انهيت كلامك وقبل ان يفتح باب النقاش رفعت يدي وسألتك هل الرسالة انتهت؟ ولما اجبتني بنعم، خرجنا وغادرنا الاجتماع قبل ان يفتح باب النقاش لان هدفنا كان فقط الاستماع الى رسالة صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد.
وأضاف بقوله «حتى نفصل الحق من الباطل وحتى نتلمس حالات الصدق والامانة اقول لك الآن «فرغ» شريط الاجتماع وانت تملك الصلاحية بذلك وانا اؤكد للجميع ان هذا الاجراء اذا تم فسيكون هو الفيصل بيني وبينك»، مؤكدا انه لا يستغرب تباين تصريحات الخرافي بين التأكيد والنفي لوجود شواهد كثيرة على هذا لاامر.
وبين ان الخرافي أمر الموظفين في مكتبه ذات مرة بتفريغ احد اللقاءات التي اجراها مع احدى الصحف وتعميمه على الصحف اليومية وبعد قليل طلب من هذه الصحف ان تسحب جزئية «ان الحل غير الدستوري لا يملكه الا صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد ولكن جريدة «الجريدة» لم تستجب لاوامر «السحب» ونشرت الكتاب الرسمي الذي وردها من مجلس الامة متضمنا تفاصيل اللقاء.
واوضح انه رغم ان معظم الصحف حذفت هذه الجزئية الا ان الخرافي عاد وأكد ما تم نفيه من خلال حديثه في لقاء تلفزيوني ان الحل غير الدستوري لا يملكه سوى صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد «وبالتالي لا استغرب ان تصرح ثم تنفي ثم تعود لتؤكد ما نفيته».
وأشار الى ان تصريحات الخرافي جاءت في الوقت الذي شهدت الساحة السياسية حملة منظمة للحديث عن الحل غير الدستوري، مستعرضا جملة من تصريحات النواب بهذا الشأن وفي مقدمتهم الرئيس الخرافي الذي قال ان هناك قلة فقط تطالب بالحل غير الدستوري.
وذكر ان الخرافي قال في تصريح صحافي له اثناء تلك الفترة «صاحب السمو الأمير قبل استقالة الحكومة والله يستر علينا وديرتنا تمر بليلة ظلماء وبلادنا تغطيها غيمة سوداء نسأل الله ان يكفينا شرها»، متسائلا: «اسألكم بالله هل الحل الدستوري الذي يملكه صاحب السمو الأمير اذا وصلت العلاقة بين السلطتين الى طريق مسدود هو ليلة سوداء؟ وهل هو ليلة مظلمة؟».
معتبرا ان هذه اشارات واضحة لا لبس فيها على أجواء الحل غير الدستوري التي كنا نعيشها في تلك الفترة نتيجة هذه التسريبات التي يعلمها تماما الرئيس الخرافي والتي لم تكن بمحض الصدفة بل جاءت بضغوط وحملة منظمة لمحاولة ترويع وتخويف اعضاء مجلس الأمة.
وتابع البراك قائلا: الصدق والأمانة لاشك انها كلمات بسيطة بحروفها كبيرة بمعناها ومبادئها فالصادق الأمين لا يحنث بقسمه ويقبل ان يشارك في حكومة غير دستورية انقلبت على الدستور، والصادق الأمين لا يحرض السلطة على الشعب والديموقراطية خلال فترة «دواوين الاثنين»، والصادق الأمين لا يساهم بأي حال من الأحوال في صناعة وتطبيق فكرة المجلس الوطني «المقبور» كبديل لمجلس الأمة، والصادق الأمين هو من يدافع وبقوة عن كتاب الرأي والكلمة الحرة بدلا من التحريض ضدهم، والصادق الأمين لا يدافع عمن يسعى لتمزيق الوحدة الوطنية وضربها.
واختتم بالقول: «نتمنى دائما وأبدا ان نعرف قيمة الصدق وقيمة الأمانة».