- البراك : أي نائب لا ينتصر لإهدار الكرامات شريك في الجريمة
- المسلم : يوم الاستجواب تاريخي للمجلس فالأمة ستحاسب الحكومة
اعرب رئيس مجلس الأمة جاسم الخرافي عن امله في التزام الاعضاء بنصوص الدستور واللائحة الداخلية، والحفاظ على أدب الحوار وعدم التعرض للكرامات، وذلك خلال جلسة مناقشة استجواب سمو رئيس الوزراء الشيخ ناصر المحمد غدا الثلاثاء.
واضاف في تصريح الى الصحافيين انه سيطلب في الجلسة من سمو الرئيس اعتلاء منصة الاستجواب، فاذا طلب التمديد فسأعرض الطلب على المجلس للتصويت عليه، اما اذا رغب في المناقشة فسأطلب منه اعتلاء المنصة ومن النواب المستجوبين كذلك اعتلاء المنصة لبدء اجراءات مناقشة الاستجواب.
وقال اذا طلبت الحكومة مناقشة سرية، فساطلب اخلاء القاعة، حتى يتسنى للمجلس مناقشة هذا الطلب في جلسة سرية، فاذا حصل على الاغلبية استمرت الجلسة سرية، والا فانها ستعود علنية، مجددا دعوته الى الاعضاء بالتزام نصوص الدستور واللائحة، قائلا: قد نختلف في وجهات النظر لكن يجب الا نختلف على اهمية المحافظة على الدستور واللائحة، وتسود بيننا روح الاخوة والزمالة.
وسئل الخرافي ان كان من حق سمو رئيس الحكومة إنابة احد الوزراء للرد عنه في جلسة الاستجواب فأجاب بان هذا الوضع كان مسموحا به قبل تعديل اللائحة الداخلية والذي يحظر على الوزير المستجوب إنابة احد في الرد عنه.
استجواب استثنائي
اوضح النائب مسلم البراك ان هناك مجموعة من النواب يتراوح عددهم ما بين اربعة وخمسة نواب «لازلنا نعتقد بأنهم سيتخذون قرارات تتفق مع الكرامة ومع المبادئ ومع احترام الدستور وآدمية الانسان التي اهدرتها حكومة ناصر المحمد».
واضاف البراك مخاطبا هؤلاء النواب وبينهم النائب حسين مزيد ان امامهم فرصة كاملة ليراجعوا انفسهم وينتصروا للكرامة التي اهدرت.
وقال البراك في تصريح صحافي انه يفصلنا عن استجواب الارادة والكرامة التي اهدرت في الصليبخات في ندوة النائب د.جمعات الحربش 48 ساعة، لافتا الى ان الحكومة لم تراع الله ولم تراع الشعب ولم تراع الأمة.
وزاد: «كنا في السابق وخصوصا ما قبل مرحلة سقوط النظام العراقي وعندما انطلقت قوات التحالف من الكويت المحررة لتسقط نظام البغي والظلم وكان التلفزيون الرسمي الكويتي ولأول مرة يحاول استخلاص بعض المناظر السيئة غير الانسانية ويبثها للعالم لكي يقول انه عندما تقوم الكويت باستخدام اراضيها فهي محاولة لانقاذ هذا الشعب، لم يراعوا عندما كرروا نفس المشهد الذي فعله علي الكيماوي هذا المنظر البشع من ضرب وسحل، وضربوا نواب الامة واساتذة الجامعة والمواطنين واحد الصحافيين من جريدة السياسة الصحافي محمد سندان.
واضاف البراك ان وزارة الداخلية لم تعترف في مؤتمرها الصحافي بأن هناك شخصا اسمه محمد سندان موجودا في المستشفى، مبينا «وصلنا الى مرحلة ان الحكومة لا تراعي شيئا».
وقال ان يوم غد الثلاثاء هو يوم المحاسبة لهذه الحكومة ولرئيس الوزراء على تلك الفعلة الشنعاء التي ارتكبوها عندما فرغوا الدستور واهدروا الكرامة وضربوا الناس بالعصي والهراوات مضيفا ان اي نائب لا ينتصر لهذا الامر فهو شريك مع الحكومة في هذه الجريمة التي ارتكبتها.
واوضح البراك ان امام النواب الفرصة الكاملة ليراجعوا انفسهم وليراجعوا مواقفهم ولينتصروا للكرامة التي اهدرت، مضيفا انه اذا اليوم تم ضرب د.وليد الطبطبائي وعبدالرحمن العنجري فغدا سيضرب الآخرون ومن الممكن ان يكونوا من الاشخاص الذين يؤيدون اجراءات الحكومة.
وزاد: اذا كان اليوم تم سحل د.عبيد الوسمي وضربه فغدا سيدخلون على اي استاذ في الجامعة ويضربونه، لم يعتقدوا انه ستكون هناك قضية في موضوع ضرب الوسمي بعد ان ضرب بالمطاعات وعندما رفع د.الوسمي قضية رفعوا هم قضية عليه.
واشار الى انه: يفصلنا عن هذه الجلسة التاريخية 48 ساعة وليتحمل كل طرف مسؤولياته، مبينا ان هناك مجموعة من النواب يتراوح عددهم ما بين اربعة الى خمسة نواب لازلنا نعتقد أنهم سيتخذون قرارات تتفق مع الكرامة ومع الدستور والمبادئ ومع احترام آدمية الانسان التي اهدرتها حكومة ناصر المحمد. وزاد: غدا لن يكون هناك اي حساب في حسابات الربح والخسارة ونحن نقف على منصة العز والكرامة في قاعة عبدالله السالم لنحاسب من اساء للكرامة واهدرها ومن حاولوا ان يقفوا وراء صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد وراحوا يصورون ان سموه من امر بضرب الناس، مستدركا: «سموه لا يمكن ان يأمر بضرب شعبه، فمن ضرب الشعب وهدر الكرامات وقام بالسحل هي حكومة ناصر المحمد وعليها ان تتحمل مسؤولياتها».
وقال البراك: اذا كانت الحكومة تدرك وهي من اصدر البيانات في الساعات الاولى تأييدا لوزير الداخلية وللقوات الخاصة وهي من اصدر البيانات دفاعا عما فعلته الحكومة فعليها ان تقف امام الشعب الكويتي ويقف رئيس الوزراء ويدافع عن قرارات حكومته، مؤكدا ان طلب الجلسة سرية هي محاولة للهروب. وطالب البراك رئيس الوزراء بالوقوف امام الشعب وليقل لماذا اتخذت هذه القرارات وليقل لماذا ضربوا الناس مستدركا بقوله: «خل رئيس الوزراء يقول ان الناس اعتدوا على القوات الخاصة، خل يقول ان الناس طاحوا نتيجة للتدافع والتزاحم، خل يقول هذا الكلام».
وزاد: انهم لن يقولوا ذلك لانهم يعرفون ان هناك ردودا ستأتيهم اذا قالوا ذلك مخاطبا رئيس الوزراء بقوله: «انهم سيوهقونك توهيقة لا اول لها ولا آخر والفيلم المدبلج في احد الاستوديوهات الخاصة بإحدى القيادات في وزارة الداخلية سيوهقونك به، وسنقول لك اين الخطأ واين الصواب في هذا التسجيل». واكد البراك ان حكومة ناصر المحمد حكومة افلاس وحكومة لا تستطيع ان تدافع عن قراراتها وعليها ان تتحمل مسؤولياتها.
ودعا البراك المواطنين والقوى الطلابية والحركة النقابية الكويتية وجموع أبناء الشعب الكويتي الى ضرورة التواجد بعد غد في مجلس الامة، وإذا كانت الجلسة علنية فعليهم أن يراقبوا ما يدور فيها وإذا كانت سرية عندما يكون هناك اتفاق بين الحكومة وأطراف نيابية، فعليهم ان يتواجدوا في ساحة الارادة لإعلان الموقف ولمعرفة أين وصل، في هذا الزمان تخاذل بعض النواب من خلال اتفاقهم المريب مع الحكومة. وأبدى أسفه من أنه اتفاق لضرب الكرامات وتفريغ الدستور، مضيفا ان المستجوبين جاهزون في يوم 28 ديسمبر مخاطبا بعض النواب ان الجلسة ستكون سرية بأصواتكم «فلماذا تتيحون لها هذه الفرصة، لماذا تجعلون الحكومة تناقش مثل هذه القضية التي تضرر منها الناس في جلسة سرية؟». وقال ان المواطنين يريدون السماع من رئيس الوزراء أسباب هذا القرار الذي أدى الى ضرب الناس فلماذا تكونون شركاء في تحويل الجلسة الى سرية؟
وزاد: لندع الحكومة تقول ما عندها واستمعوا ولنترك الحكم للشعب الكويتي ولا تجعلوا حكمكم من خلال جلسة سرية بعيدا عن رقابة الناس، لافتا الى انه من الممكن ان يخرج أي نائب ويتحسف على انه صوت مع السرية كما حدث في جلسة استجواب النائب المسلم لرئيس الوزراء في مثل هذا الوقت من العام الماضي، فنحن نقول لكم من الآن اجعلوها علنية ولنسمع من الرئيس لعل وعسى أن يقنعنا بأن هناك أسبابا جوهرية جعلته يقوم بهذا الفعل، فلنعطه الفرصة، وليس من المعقول ان تكونوا ملكيين أكثر من الملك، وليس من المعقول ان تطلبوا من الشعب أو البعض ان يعطي ثقته برئيس الوزراء وتمنعوا الشعب من ان يستمع لماذا أمر رئيس الوزراء بضربهم أو بسحلهم أو بإهدار كراماتهم أو بإهانتهم؟ وخاطب المواطنين بأن تواجدهم أمر مهم ومطلوب اذا حولت الجلسة الى سرية لأن السيادة للأمة مصدر السلطات وأنتم الامة وكل السلطات تعود اليكم في نهاية الامر لأنكم الشعب والامة وأنتم الذين أهدرتم كراماتكم. وأكد البراك «لن نكون شهود زور على هذه المرحلة ولا نقبل أن يعود زمن العصي مرة اخرى وضرب الرجال على ظهورهم أو سحلهم، وان قبلناه فثقوا بالله ان هناك أطرافا جاهزة لتعيد التاريخ مرة اخرى احيانا ليس لإحقاق الحق وإنما للتلذذ واعادة الهيبة بضرب ظهور الرجال.
وقال: ان نواب الامة ليسوا «بهائم» فالدكتور الوسمي تم سحله بشكل بشع مخيف أساء للكويت ولحرياتها، وكل ذلك برمته نتيجة ان الحكومة تقاعست عن دورها في عقد الجلسات المتعلقة بالطلب المقدم من قبلها وسعت لإفشال جلسات الحصانة، ونحن اليوم نعيش نتائج محاولة الحكومة لتفريغ الدستور.
وأعلن البراك ان هناك مجموعة من الندوات المنظمة بعد الاستجواب مباشرة، وسيتم الاعلان عنها قبل مرحلة التصويت على طلب عدم التعاون مع رئيس الوزراء، متمنيا ان يراجع البعض قراءاته وحساباته ويعرفوا ان أمامهم في هذا الاستجواب دفاعا عن كرامة شعب وعن كرامة أمة.
وعن الاجتماع الذي سيضم مجموعة من النواب في ديوان النائب ضيف الله أبورمية أمس وبدعوة من النائب أبورمية قال البراك ان الكل لابد ان يتحمل مسؤولياته.
وأضاف: اننا تكلمنا عن النائب حسين مزيد لأنه لم يعلن موقفه، متمنيا منه في هذه الليلة في أن يعلن موقفا في هذا الاستجواب الاستثنائي باعتبار أنه ليس قضية ستطرح خلال الجلسة وانما ملابساتها حدثت قبل الاستجواب الامر الذي جعل 21 نائبا يتخذون اجراء بعدم التعاون مع رئيس الوزراء فما عذر النائب حسين مزيد؟ وقال البراك ان عذر هؤلاء النواب ومنهم النائب حسين مزيد ان ينتصروا للكرامة وللحرية، مؤكدا ان هذه الحكومة على استعداد ان تبيع النائب بأرخص شيء من أجل التمسك بكراسيها حتى لو كان ثمن ذلك ووقوده هم النواب.
وخاطب البراك بعض النواب الذين لم يعلنوا عن موقفهم ومنهم النائب حسين مزيد بأن يسارعوا بإعلان هذا الموقف، مبينا ان عملية الانتظار لما بعد المناقشة ما هي الا عملية ضحك على الذقون هذه قضية تمارسها الحكومة وتحاول ان تسوق لها. وأكد ان الامر الآن يتطلب ان يكون هناك موقف واضح وصريح تجاه ما يجري، مخاطبا اياهم مرة اخرى بقوله «اذا لم يتم الانتصار للكرامة الآن فمتى يتم الانتصار لها؟ وماذا سننتظر أكثر من ذلك؟».
وقال ان المواطن الكويتي كان يقول كل ما لديه في الديوانية ويذهب الى بيته مطمئنا الى ان جاءت حكومة ناصر المحمد وأوجدت لنا السحل وهدر الكرامات وضرب الهراوات والمطاعات وكل ذلك لم نكن نعرفه، وعندما حدثت ثورة «البنغال»، في جليب الشيوخ لم تتجرأ القوات الخاصة على أن تمد يدها على أي أحد، وفي خيطان أيضا لم تتجرأ على فعل شيء لأن حكومة ناصر المحمد خافت من حكوماتهم. واستطرد: أما الذين تم ضربهم في الصليبخات فضربتهم حكومتهم، حكومة ناصر المحمد هي التي ضربتهم وهي المفترض ان تدافع عنهم وتحميهم ضربتهم بالهراوات، فهل تقبل يا أخ حسين مزيد أنت والنواب الآخرون؟ هل ترضون هدر الكرامات؟
وقال البراك: اعتقد انه سيكون لهؤلاء النواب موقف وموقف معلن وواضح لوضع حد لهذه المهزلة التاريخية وهذه الإساءة البالغة التي ارتكبتها هذه الحكومة وهي بالنسبة لنا حكومة ساقطة ومنتهية الصلاحية، حكومة لا قيمة لها، فأي حكومة تضرب شعبها فلا قيمة لها وننتظر مواقف نواب الأمة تجاه ما يجري.
يوم تاريخي
أكد النائب د.فيصل المسلم ان اصرار الحكومة على مناقشة جلسة مساءلة سمو رئيس مجلس الوزراء في جلسة سرية هو اصرار لخائف من كشف الحقائق امام الشعب الكويتي، داعيا اياها للذهاب للعلنية حتى تبرر موقفها من ملاحقتها للنائب قضائيا لمجرد مساءلته لسمو رئيس مجلس الوزراء وكذلك انتهاك كرامات الناس وحرمة البيوت كما حدث في ندوة الصليبخات. وقال المسلم في تصرح صحافي «يوم غد يوم تاريخي لمجلس الامة يتم خلاله محاسبة سمو رئيس مجلس الوزراء مرة اخرى في تكريس لسابقة على مستوى العالم العربي ولمحاسبة نرى ان مقدميها اصحاب حق انبروا للدفاع عن الامة بأسرها ودستور البلاد الذي تم انتهاكه عندما انتهكت كرامات الناس امام منزل النائب جمعان الحربش وانتهاك حريات البيوت، لافتا الى ان هذا الاستجواب ستقوم من خلاله الامة بمحاسبة الحكومة عبر ممثليها.
واشار المسلم الى ان الحكومة اعلنت انها تريد مناقشة هذه المساءلة من خلال جلسة سرية وحتى لاتسعى الى ذلك الا لعلمها انها لم تكن على حق فمن ارتكب الجرم بحق الشعب الكويتي اليوم هو من يريد ان يخفي هذا الجرم من خلال طلبه لجلسة سرية، مطالبا بأن الحكومة بتأييد الجلسة السرية لاطلاع الامن على ملابسات هذه القضية ولتفعيل مبدأ الرقابة الشعبية على اعمال السلطتين.
واضاف المسلم: ولكن مطلب الحكومة بأن تكون الجلسة سرية هو مطلب لخائف رغم ان موقفها من جميع القضايا كان معلنا بدءا من ملاحقة نائب قضائيا لمجرد انه وجه مساءلة لسمو رئيس مجلس الوزراء من خلال تغطية الجلسات لرفع الحصانة عنه وكذلك موقفها كان معلنا مما حدث في ندوة الصليبخات من الاخ د.جمعان الحربش من خلال ضرب الناس واقتحام البيوت وتبنيها لهذه الاجراءات لذلك لا يوجد ما يبرر السرية فليس هناك ما يتعلق بالامن الوطني.
ولفت المسلم الى انه رغم توقعنا بحصولها على التأييد النيابي من قبل البعض لاجراء جلسة مناقشة هذه المساءلة بشكل سري، ونحن في المقابل نطالب بعلنية الجلسة حتى يعلم الجميع مبررات الحكومة فيما حدث رغم اننا نعلمه ونحن بناء على ما نعلمه من الموقف الحكومي المعلن من قضيتي تغطية الجلسات وضرب وانتهاك كرامات الناس في ندوة الصليبخات سندفع بتقديم طلب اعلان عدم تعاونه وهناك 21 نائبا يؤيدون هذا الطلب ومن يمنح هذه الحكومة الثقة هو من وجهة نظرنا شريك في جريمة الاعتداء على المواطنين.
واستغرب المسلم عدم اعتذار الحكومة حتى هذه اللحظة عما ارتكبته القوات الخاصة في حق المواطنين والنواب ونحن نقول للحكومة إنها لن تستطيع ان تستقر بما هي عليه الآن من مكابرة وعناد، وهذا العناد لن يدير دولة فنحن في الكويت بلد الحريات في العالم العربي والدستور وستستمر هذه الحريات.