وصل الوفد الكويتي لمجموعة الصداقة البرلمانية الثانية الى سلوفاكيا في زيارة رسمية تهدف الى تعزيز سبل التعاون البرلماني بين الكويت وجمهورية سلوفاكيا الصديقة. وكان في استقبال رئيس المجموعة البرلمانية د.جمعان الحربش والوفد المرافق له سفيرنا لدى سلوفاكيا بدر ناصر الحوطي وأركان السفارة الكويتية.
وقال د.الحربش في حديث مشترك لتلفزيون الكويت و«كونا» لدى وصوله الى العاصمة براتيسلافا قادما من بروكسل ان وفد مجلس الأمة الكويتي قام بزيارة مهمة جدا الى العاصمة البلجيكية التقى خلالها مع الجمعية البرلمانية التابعة لحلف (الناتو).
وفيما يتعلق بأهمية الزيارة التي بدأها الوفد رسميا صباح أمس الخميس الى سلوفاكيا أكد الحربش أهمية هذه الزيارة في تعزيز العلاقات بين الجانبين، واصفا علاقات البلدين بأنها جيدة وفي تطور مستمر على مختلف الأصعدة، لاسيما الاقتصادية.
وتطرق الى موقف سلوفاكيا الداعم للكويت إبان الغزو العراقي للبلاد، مثمنا بهذا الخصوص ما قدمته سلوفاكيا الى جانب بقية دول التحالف من دعم ساهم في تحرير الكويت.
وفيما يتعلق بلقاءات الوفد مع المسؤولين السلوفاك أوضح الحربش ان هناك سلسلة من اللقاءات سيعقدها وفد مجموعة الصداقة مع مسؤولين سياسيين وبرلمانيين بارزين في سلوفاكيا بينهم رئيس لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان السلوفاكي الذي هو من الشخصيات المرموقة في البلاد وسبق له ان ترأس الحكومة السلوفاكية.
كما تناول الحربش علاقات الكويت الديبلوماسية مع دول العالم، مشيدا بهذا الخصوص بما تبديه الديبلوماسية الكويتية من حرص دؤوب على تعزيز علاقاتها مع دول العالم بينها سلوفاكيا، معتبرا ان اعتماد هذا النهج ساعد الكويت على حشد الأصدقاء من مختلف أنحاء العالم لدعمها في مواجهة النظام العراقي السابق.
وبينما شدد على أهمية مد جسور التواصل مع جميع دول العالم توقع الحربش ان يثير الوفد مع الجانب السلوفاكي أكثر من قضية مهمة سواء كانت ثنائية او إقليمية طارئة بينها المجازر التي يرتكبها النظام السوري بحق المدنيين العزل في البلاد اضافة الى مناقشة عدد من القضايا العربية والإقليمية ذات الاهتمام المشترك.
وأعرب عن قناعته بأن هذا اللقاء يمثل اضافة هامة في تعزيز العلاقات الهامة والمتميزة بين البلدين، مشددا على أهمية مواصلتها في المستقبل. وردا على سؤال حول التجربة البرلمانية الرائدة في الكويت ونظرة الجانب السلوفاكي لهذه العلاقات قال الحربش ان سلوفاكيا تتطلع الى تكثيف تعاونها في مختلف المجالات وتعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية لتبلغ مستوى متميزا مع الكويت، لاسيما مع وجود استعداد من كلا الطرفين لتحقيق هذا الهدف.
وأشار الى ان استعداد الجانبين في تعزيز علاقاتهما الثنائية ترجمته الكويت بشكل واضح عندما عينت سفيرا كويتيا مقيما في سلوفاكيا هو بدر ناصر الحوطي قبل أكثر من عامين نظرا للأهمية المتنامية لهذا البلد، خاصة منذ انضمامها الى الاتحاد الأوروبي في عام 2004 والى اتفاقية السوق الأوروبية فيما تعتمد سلوفاكيا بدورها سفارة مقيمة في الكويت تغطي جميع دول مجلس التعاون الخليجي.
وتابع الحربش قائلا: ان الكويت كانت سباقة في الحياة البرلمانية لذلك كانت البلاد في منأى عن ربيع عربي يوجه ضد الأنظمة، مشيرا الى ان ما حدث ويحدث في عدد من العواصم العربية يعود بشكل أساسي الى غياب الديموقراطية وعدم مشاركة الشعوب في الحياة السياسية وفي الرقابة والإدارة، مشيرا الى ان الكويت كانت رائدة في مجال العمل البرلماني الديموقراطي. وفي هذا الخصوص أشار رئيس وفد مجموعة الصداقة الكويتية الى ان هناك وثيقة الدستور التي تحكم العلاقة بين الحاكم والمحكوم والتي باتت اليوم موضع فخر وتمسك شعبي وحتى رسمي من قبل السلطة. وبعدما شدد الحربش على أهمية العلاقات البرلمانية بين دول العالم أشار الى ان وفد البرلمان الكويتي يعتزم الاجتماع مع أكثر من طرف في البرلمان السلوفاكي، مشيرا الى انه علم ان الجانب السلوفاكي لديه أكثر من تساؤل بشأن عدد من القضايا في الحياة البرلمانية وانه سيعمل خلال هذه الزيارة على توضيح هذه التساؤلات، معربا عن الاعتقاد بان زيارة وفد الصداقة الكويتية ستكون ناجحة وستشكل اضافة مهمة. وحول سبل التوفيق بين ما بات يعرف بالديبلوماسية الشعبية والديبلوماسية الرسمية قال د.الحربش ان وفد الصداقة البرلمانية الكويتية عندما يقوم بزيارته الى دول العالم لا يسعى الى تمثيل الحكومة بقدر ما يعمل على تمثيل الشعب الكويتي من خلال قبة البرلمان، مشيرا الى ان البرلمان الكويتي الذي يتسق عمله مع البرلمان الدولي في مناقشة القضايا المهمة وفي إيصال وجهة نظر الشعب الكويتي الى دول العالم. ونفى وجود تناقض بين العمل البرلماني والعمل الحكومي «بل هناك تكامل» كما ان الديبلوماسية البرلمانية باتت اليوم رديفا قويا للديبلوماسية الحكومية و«لدينا سقف من الحرية والحراك أكثر من الموقف الرسمي ويتجلي ذلك في الموقف من الأحداث في سورية».
وأكد ان موقف البرلمان الكويتي يبقى مساندا بقوة لمواقف الحكومة الداعمة لحق الشعب السوري في التخلص من الديكتاتورية، مضيفا ان الجميع سواء كانوا برلمانيين او حكوميين يجمعهم هدف مشترك واحد هو خدمة قضايا البلاد الرئيسية بما يعزز مكانة وصورة الكويت أمام العالم برمته.
ويضم الوفد البرلماني كلا من نائب رئيس الوفد النائب عبدالله حشر البرغش وسالم نملان النملان ومحمد خليفة الخليفة ونايف مرداس العجمي ومناور ذياب العازمي كما يرافق الوفد موفدان من الأمانة العامة لمجلس الأمة هما عبداللطيف الرزيحان ومحمد القحطاني.