أقام النواب محمد هايف ونايف المرداس ود.عادل الدمخي وعبدالله فهاد أمس وقفة تضامنية مع مسلمي تركستان الشرقية (أقلية الإيغور) التابعة لجمهورية الصين الشعبية في قاعة الاحتفالات الكبرى بمجلس الأمة. وأكد النواب خلال مؤتمر صحافي عقد بهذه المناسبة أن مجلس الأمة دائما سباقا لنصرة القضايا الإسلامية والوقوف بإيجابية مع الشعوب المضطهدة في بقاع العالم كافة. وحثوا الحكومة الكويتية ممثلة في وزارة الخارجية وكذلك الدول الإسلامية وجامعة الدول العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي بالضغط على الجانب الصيني وإعادة النظر في الاتفاقيات المبرمة معه. من جهته، قال النائب محمد هايف إن نواب مجلس الأمة سباقون في نصرة القضايا الإسلامية خاصة الشعوب التي لا صوت لها والتي تتعرض للاضطهاد الديني. واعتبر هايف أن الانتهاكات التي تمارس ضد تلك الأقلية تعد سافر على حقوق المسلمين وتستحق وقفة تجاه ذلك، مستغربا صمت المجتمع الإسلامي تجاه ما يحدث. وناشد البرلمانات العربية والإسلامية أن تهب لنصرة المسلمين، لافتا إلى وجود مليوني مسلم في السجون ويمارس ضدهم أبشع انواع التعذيب والممارسات السيئة. ودعا هايف كلا من الحكومة ومجلس الأمة ولجنة الشؤون الخارجية البرلمانية إلى إعادة النظر في الاتفاقيات الموقعة مع الجانب الصيني، مطالبا وزارة الخارجية باستنكار تلك الأحداث والقيام بوقفة جادة تجاه ما يحدث.
بدوره، وجه النائب نايف المرداس الشكر للنواب على هذه الوقفة التضامنية، مؤكدا أنه ليس لديه شك في ان الله لن يخذل المسلمين المستضعفين.
واستغرب المرداس ما اعتبره خذلان المجتمع الدولي الذي يتغنى بنصرة المظلوم، متسائلا: لماذا لم يتحرك العرب والمسلمون تجاه ما يحدث واستخدام سلاح الاقتصاد؟ وطالب الدول العربية والإسلامية بإعادة النظر في الأمور الاقتصادية نصرة لإخواننا المستضعفين خاصة أن الصين تربطها علاقات تسليح مع دول المنطقة. وأكد أن النواب لن يألوا جهدا من أجل نصرة المسلمين في بقاع الأرض كافة وإيصال رسالة بأنهم لن يكونوا بمفردهم في مواجهة الاضطهاد الذي يتعرضون له.
واستغرب المرداس غياب أي استنكار إسلامي أو عربي وعدم وجود موقف صارم من جامعة الدول العربية أو من ممثلي المسلمين والعرب في مجلس الأمن. من جانبه، قال النائب د.عادل الدمخي إن نحو عشرين مليون مسلم في تركستان الشرقية يقطنون مليوني كيلومتر مربع اقتطعوا من محيطهم الإسلامي وأدخلوا في محيط آخر يريد مسح هويتهم الإسلامية ويفرض عليهم هويته الشيوعية.
وأكد أن هذا الأمر يحتاج إلى وقفة كبيرة خاصة وأنهم أقلية تتعرض لمسح عقائدي، لافتا إلى أنه كان يفرض عليهم الزواج من غير المسلم فرضا.
وتوجه الدمخي بالشكر إلى كل الداعمين لهذه القضية الإنسانية خاصة النواب المشاركين في تلك الوقفة التضامنية. وطالب الدمخي الدول الإسلامية بالوقوف بشدة تجاه هذه القضية ومحاولات طمس هوية هذا الشعب المسلم، لافتا إلى وجود تقارير واضحة من جامعة الأزهر والأمم المتحدة تشير إلى حدوث انتهاكات هناك. ودعا الدمخي الدول الإسلامية وجامعة الدول العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي إلى الضغط على الجانب الصيني وعدم إبرام أي اتفاقيات إلا بعد التأكد من نيل المسلمين هناك حقوقهم. ولفت إلى أن مسلمي الفلبين استطاعوا أن ينالوا حريتهم وحكمهم الذاتي بعد حراك طويل، متمنيا أن ينال مسلمو تركستان الشرقية أيضا حقوقهم كاملة. ودعا الدمخي وزارة الخارجية إلى إعادة النظر في جميع الاتفاقيات المبرمة مع الصين، خاصة أن الانتهاكات ضد الأقلية المسلمة هناك مرصودة بشكل رسمي. وطالب وزارة الأوقاف بتسليط الضوء على هذه المحنة التي يتعرض لها المسلمون، مستغربا صمت الوزارة عن الانتهاكات التي يتعرض لها المسلمون في بورما وبنغلاديش والصين وغيرها من الدول في السنوات الأخيرة.
وأكد ضرورة تحرك الحكومات الإسلامية والعربية من قبل وزارات الخارجية والأوقاف والإعلام لتحريك قضايا تجاه الانتهاكات التي تتعرض لها الأقليات المسلمة لأن هناك مصالح متبادلة. وأضاف «يجب ان نكون صرخة لإخواننا هناك من خلال حث حكوماتنا على إعادة النظر في الاتفاقيات المبرمة من أجل نصرة المسلمين ومنحهم حقوقهم الكاملة في تمتعهم بهويتهم الإسلامية».
وثمن الدمخي دور مجلس الأمة الذي يقف مع اخوانه المستضعفين في جميع أنحاء العالم ويقف ضد الظلم، مؤكدا أن هذه الوقفة هي امتداد لوقفات سابقة. إلى ذلك، أكد النائب عبدالله فهاد أن مجلس الأمة سباق لنصرة المسلمين في العالم ويسعى دائما إلى كسر الصمت تجاه الحصار الذي يتعرض له المسلمون في كل مكان.
بيان الحركات الدعوية والسياسية لنصرة المسلمين في تركستان الشرقية المحتلة
قال الله تعالى (أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا وإن الله على نصرهم لقدير ـ الحج: 39)
تركستان الشرقي تبلغ مساحتها حوالي مليوني كيلومتر مربع، وعدد سكانها الأصليين من عرقية الأويغور يزيدون على 20 مليون نسمة يدينون جميعا بدين الإسلام، فتحها القائد المسلم قتيبة بن مسلم في عهد الدولة الأموية، استقلت عام 1944 كدولة إسلامية، ولكن بعد ثورة 1949 في الصين، وإعلان قيام الشيوعية ضمها الصينيون إلى الصين، فأصبحت مقاطعة صينية.
ونشاهد ويشاهد المجتمع الدولي كله اليوم جريمة بشعة، وإبادة بشرية تجاههم، من قتل وتعذيب، وسجن وحرق، وهتك وتهجير لأناس أبرياء، لم تكن لهم جريمة سوى أنهم قالوا ربنا الله، فهم يتعرضون يوميا لهذا الإجرام من قبل الصين الشيوعية منذ اكثر من 60 عاما، حيث تتعرض أقلية الأويغور المسلمة في الصين لمجموعة من التدابير الحكومية التي تحول دون أدائهم لشعائر الدين الحنيف، خصوصا في شهر رمضان الكريم، فهؤلاء لا يمثلون جمهورية الصين الشعبية الذين عرف عنهم قبول حرية اختيار العقيدة وممارسة الشعائر الدينية من الطرف الآخر، وقد نسيها العالم كله.
لذا، فإن الحركات الدعوية والسياسية في الكويت تعرب عن ادانتها واستنكارها الشديدين للمجازر الوحشية، وحملات القمع والتنكيل، والصد عن دين الله والصلاة التي ترتكبها قوات النظام الصيني الشيوعي.
وتدعو الحركات الدعوية والسياسية في الكويت المجتمع الدولي، لاسيما مجلس الأمن الدولي، للقيام بمسؤولياته، والعمل على تفعيل حماية حقوق الإنسان، واتخاذ كافة إجراءاته الدولية لحماية المعتقدات الدينية لشعب تركستان الشرقية المسلمة، واتخاذ التدابير المناسبة لحماية هذا الشعب، والقيام بالمحاسبة الشديدة عن تلك الانتهاكات الصارخة التي لا يقبلها شرع ولا دين ولا عقل.
وتستغرب الحركات الدعوية والسياسية في الكويت الصمت العربي والإسلامي الكبير تجاه هذه القضية الإسلامية الملتهبة بحجة الصراعات العرقية، أو قمع الإرهاب، فلا يتحدث أحد عن قضيتهم، ولا يطالب أحد بالإدانة والشجب لهذه الأحداث التي تمثل بالفعل إبادة جماعية لهم، وما هذا إلا لموت الإحساس بالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى.
وتدعو الحركات الدعوية والسياسية في الكويت أبناء شعب تركستان الشرقية المضطهدين الى الثبات والحفاظ على الدين والهوية الإسلامية، فإن الله جاعل لكم فرجا ومخرجا، وما قدر لكم إنما هو اختيار من لدن حكيم خبير ليتخذ منكم شهداء، قال الله تعالى: (إن يمسسكم قرح فقد مس القوم قرح مثله وتلك الأيام نداولها بين الناس وليعلم الله الذين آمنوا ويتخذ منكم شهداء والله لا يحب الظالمين) (آل عمران: 140).
وتؤكد الحركات الدعوية والسياسية في الكويت أن المخرج الوحيد من الكارثة الإنسانية الحالية لشعب تركستان الشرقية لن يكون الا من خلال حل سياسي توافقي بين أبناء شعب تركستان الشرقية وجمهورية الصين الشعبية لاختيار من يمثلهم في حكم دولتهم الجديدة بعيدا عن القهر والاستبداد، والقتل والتشريد، والسجون والاعتقالات عملا بمبادئ العدالة الإنسانية والمساواة البشرية واحترام المواثيق الدولية.
وتشكر الحركات الدعوية والسياسية في الكويت أعضاء مجلس الأمة على وقفتهم الإنسانية في نصرة اخوانهم في تركستان الشرقية، والمطالبة بإعادة حقوقهم المشروعة من حرية العبادة، والأمن الاجتماعي، والعيش الكريم بعيدا عن الاضطهاد والإرهاب الفكري والتعذيب الجسدي احتراما لحقوق الإنسان المكفولة، وعملا بالمواثيق الدولية، ونتمنى أن يصدر قرار على مستوى المجلس لكفالة الحرية الدينية لشعب تركستان الشرقية، وضمان العيش الكريم، واحترام الإنسانية التي كفلتها الدساتير البشرية جمعاء. قال الله تعالى (وإذ قالت أمة منهم لم تعظون قوما الله مهلكهم أو معذبهم عذابا شديدا قالوا معذرة إلى ربكم ولعلهم يتقون) (الأعراف: 164).