اعلن النائب مسلم البراك ان كتلة العمل الشعبي ستقدم اقتراحا مفصلا يقضي بتدريس الغزو العراقي الغاشم في المناهج الدراسية ويهدف كذلك الى اطلاق اسماء الشهداء على شوارع الكويت وتوثيق هذه الفترة بكل تفاصيلها وتضحياتها من أجل التاريخ.
وحذر البراك في تصريح صحافي من خطورة ان تتحول ذكرى تحرير الكويت الى مناسبة للرقص ورش الرغوة ليطمس تاريخ من التضحيات والدماء والبطولة والفداء من أجل الكويت.
ورأى البراك ان من الصعب والمؤلم ان يختزل عيد التحرير بحفلات الرقص في الشوارع ورش الرغوة من دون ان نذكر الجيل الحالي والأجيال القادمة بما فعله الغزو العراقي الغاشم في الكويت. وأكد خطورة ان تنقلب المفاهيم وتنعكس في أذهان الشعب الكويتي بعد 20 عاما من مرور هذه الذكرى. ورفض البراك أولا ان يسمى الغزو بالغزو الصدامي لأنه أمر غير جائز ان ينسب هذا الغزو الى شخص واحد.
ورأى انه من المهين لدولة ان يقال ان رجلا واحدا هو من أسقط مؤسساتها، مؤكدا ان الغزو معني بنظام وشعب وان كان جزء من هذا الشعب مغلوبا على أمره.
وقال البراك ان هناك ثقافة زرعت في قلوب العراقيين ولاتزال متفشية حتى في ظل النظام الحالي من خلال ما تؤصله المناهج العراقية وان كان الأمر غير ذلك فلماذا لا يقول النظام الحالي ان مقولة الكويت جزء من العراق استخدمت من النظام السابق وانتهت بانتهائه؟
واضاف: الحقيقة المؤلمة هي ان الكويت في 2 اغسطس 1990 تعرضت لغزو وحشي وآثم من العراق، وهذا ما لابد من ان ندركه جيدا ليس من باب الحقد وانما من باب تعزيز المفاهيم وحتى تعرف الأجيال القادمة حجم التضحيات التي قدمت والدماء التي سالت من ابناء الشعب الكويتي.
وأكد ان الوحدة الوطنية التي نتحدث عنها لم تأت من فراغ وانما تجسدت ايام الغزو العراقي في نفوس الكويتيين الذين اتحدوا لتلتحم كل مكونات الشعب بمختلف فئاته وانتماءاته وطوائفه. وتحدث البراك عن اهمية الدور الذي يجب ان تقوم به المناهج الدراسية لتأكيد هذه الحقائق وشرحها بشكل واف للأجيال الحالية والقادمة لبيان هذه التضحيات والتأكيد على ان النظام العراقي السابق قد سعى الى احتلال الكويت واسقاط المؤسسات وتدمير البيئة وحرق آبار النفط. واضاف: يجب ان تعرف كل الاجيال ماذا فعل الكويتيون الذين بقوا في الكويت ايام الاحتلال عندما اعلنوا العصيان المدني وأطلقوا الشرارة الأولى للمقاومة وكذلك ماذا فعل من قدم روحه فداء لهذا الوطن، وكذلك ماذا فعلت المقاومة الكويتية التي سطرت بأحرف من نور تمسك الكويتيين بأرضهم ووطنهم وكذلك لابد ان تعرف الأجيال الدور الذي قام به الكويتيون في الخارج وتمسكهم في مؤتمر جدة بالوحدة الوطنية والدستور والشرعية الدستورية. وأكد ان هذه المفاهيم يجب الا تغيب عن أذهاننا، معربا عن خشيته من ان يتعامل الكويتيون بعد فترة ليست طويلة مع 26 فبراير على انه مجرد يوم فرح ورقص.
وتساءل البراك: منذ اليوم الاول للغزو العراقي وحتى يوم التحرير، ماذا حدث وماذا عن سقوط المؤسسات والشرعية وماذا عن سعي النظام العراقي السابق لإلقاء القبض على رموز هذه الشرعية وماذا عن كل الاحداث والمواقف التي لا تنسى ومنها عندما بكى سمو الامير الراحل المغفور له الشيخ جابر الاحمد رحمه الله.. لماذا؟ واضاف: هذه الاحداث يجب ان يعرفها كل الكويتيين في الحاضر والمستقبل لان هناك تضحيات ودماء سالت وهناك من القي القبض عليهم وبعد ذلك سلموا جثثا الى ذويهم.
وتابع: هناك مواقف يجب ان تبقى خالدة في اذهان الكويتيين لانها رسخت مفاهيم البطولة والتضحية والوحدة الوطنية مثلما حدث في بيت القرين الذي جمع احدى خلايا المقاومة المكونة من البدوي والحضري والسني والشيعي، وتساءل: ماذا فعلنا بالشهداء؟ وماذا قدمنا لهم ولاسرهم؟ مؤكدا ان هذه المفاهيم غائبة فعلا. واضاف مستغربا: نحن الى الآن لم نطلق اي اسم شهيد ممن كانوا في المقاومة المسلحة على احد شوارع الكويت وهم الذين قدموا ارواحهم من اجل وطنهم الكويت بعدما ذاقوا ابشع انواع الآلم والمرارة وعاشوا حالة الترويع التي حاول ان يمارسها النظام العراقي بكل بشاعة وقذارة ضد ابناء الشعب الكويتي.
وتابع: رغم كل هذه الآلام لم يكن هؤلاء الشهداء الابطال يتذكرون اي شيء ولم يطالبوا الا بعودة الكويت كوطن وشرعية لكن للاسف الشديد هذا ما لم نستطع ترسيخه من خلال المناهج.
وعبر البراك عن اسفه الشديد للقرار الذي اتخذته الحكومة عندما الغت مصطلح الغزو العراقي الغاشم واستبدلته بالغزو الصدامي وكأن من قام بهذا الفعل هو شخص واحد.
واضاف: من قام بهذا الفعل، نعم اطماع توسعية نعم حزب، ومجموعة كبيرة من العراقيين، نعم ثقافة رسخت في اذهان العراقيين من خلال مناهجهم، ثقافة استمرت 36 عاما مارسها النظام العراقي لزرع مفهوم الحقد بأن الكويت هي جزء من العراق.
وقال ان كل دول العالم التي تعرضت لاحتلال وضحت مفاهيم الغزو، والقيم التي ترسخت فيه مشيرا الى ان الكويتيين تعرضوا لأبشع صور المعاناة منها معاناة الجوع ونقص الغذاء.
واقرأ ايضاً:
الخرافي: على البرلمانيين العرب العمل الجاد لتنقية الأجواء العربية
الزلزلة لإنشاء هيئة عامة للتعليم الخاص
الهاجري: على الحكومة حل مشاكل «الظهر»
اسيل لاستحداث مخرج لمنطقة السلام على الـ 5
الخليفة: «الدفاع» تجدد تلقائياً للعسكريين «البدون» فما الجديد على الوزارة حتى تنهي خدماتهم؟
السلمان: نقل موظفي الإدارة القانونية بـ «البلدية» لـ «الفتوى والتشريع» فيه شبهة دستورية
النصافي لـ «الأنباء»: هناك انطباع بأن المجلس سيكمل دورته وهذا من نتاج مواجهة الحكومة للاستجوابات