كشفت صحيفة «فاينانشيال تايمز» البريطانية، استنادا إلى العديد من الدراسات الحديثة، أن وباء فيروس كورونا المستجد (كوفيد ـ 19) لم يتسبب فقط في موت العديد من المصابين به في أوروبا، إلا أنه وقف أيضا وراء انخفاض معدلات المواليد في معظم أنحاء القارة.
وذكرت الصحيفة ـ في تقرير نشرته على موقعها الإلكتروني ـ أن المعهد الوطني للإحصاء في فرنسا كان من أوائل من نشر أرقاما عن عدد المواليد في شهر يناير الماضي، أي بعد تسعة أشهر من أول إغلاق وطني لمواجهة «كوفيد ـ 19»، وأظهرت البيانات المؤقتة انخفاضا مذهلا، حيث ولد 53 ألفا و900 طفل فقط في الشهر نفسه، بانخفاض 13% عن معدلات يناير 2020.
وقالت الصحيفة «بالنسبة لفرنسا، وهي الدولة التي تتمتع تقليديا بأعلى معدل للخصوبة في الاتحاد الأوروبي المكون من 27 دولة، فقد سجلت أكبر انخفاض في المواليد منذ سبعينيات القرن الماضي، كما انخفض عدد المواليد بنسبة 7% في الشهر السابق مقارنة بالفترة نفسها قبل عام، مما جعل إجمالي عدد الأطفال المولودين في فرنسا العام الماضي 735 ألفا فقط، في أدنى مستوى منذ نهاية الحرب العالمية الثانية».
وقالت آن سولاز من إينيد، من المعهد الوطني الفرنسي للدراسات الديموغرافية، «ان هناك الكثير من الأوهام بأنه عندما يجد الأزواج أنفسهم في المنزل، فإنهم سينجبون المزيد من الأطفال.. لكن في الواقع، هي مجرد أوهام.. فهناك الكثير ممن يشعرون بالصعوبة في التواجد معا طوال الوقت».
كما أوضحت الصحيفة أن البيانات الأولية أظهرت أيضا انخفاضا حادا في عدد المواليد في إسبانيا وإيطاليا، وهما دولتان تواجهان بالفعل تحدي شيخوخة السكان، فيما أشارت الدلائل إلى اتجاهات مماثلة في المملكة المتحدة والولايات المتحدة أيضا.
وتابعت «ان الانهيار في عدد المواليد الجدد في الاقتصادات الصناعية في أعقاب جائحة أو أزمة اقتصادية ـ مثل الكساد الذي وقع في الثلاثينيات أو أزمة النفط عام 1973 ـ لم يعد مفاجأة لعلماء الديموغرافيا، حيث عادة ما يكون الآباء المحتملون قلقين بشأن الأمن الوظيفي وقدرتهم على إعالة أبنائهم».
وقال أرنو ريجنييه ـ لويلييه، مدير أبحاث سكانية، «ان الشيء المختلف هذه المرة هو أن الانخفاض في المواليد كبير حقا.. وغير مسبوق بعض الشيء، لكن الأزمة أيضا غير مسبوقة».