أصيب ثلاثة أستراليين سافروا إلى الهند بجرثومة مقاومة لجميع أنواع المضادات الحيوية تقريبا، الأمر الذي يخلق مخاوف من انتشار العدوى عالميا بعد أن أصابت عشرات البريطانيين، بحسب ما قال احد الخبراء الجمعة.
وبحسب البروفسور بيتر كوليغنون رئيس قسم الأمراض المعدية في مستشفى كانبيرا، فإن هؤلاء الأشخاص (أحدهم خضع لعملية جراحية تجميلية في بومباي) لا يشكلون سوى البداية.
وأوضح لوكالة فرانس برس أنه «لابد من وجود حالات أخرى كثيرة، فمن الصعب جدا اكتشاف هذه الجينة المحددة إلا من خلال معدات متطورة».
وهذه الجرثومة المعوية التي تنتج إنزيما أطلق عليه اسم «نيودلهي ميتالو-بيتا-لاكتماز» (أن دي أم - 1) اكتشفها تيموثي والش (جامعة كارديف، بريطانيا) للمرة الأولى في العام 2009 لدى مريض سويدي أدخل إلى مستشفى في الهند.
لكن دراسة نشرتها المجلة البريطانية المتخصصة «ذي لانست إنفكشوس ديزيزس» هذا الأسبوع بينت أنه تم عزل الجرثومة لدى 37 مريضا في بريطانيا، ومن بينهم من قصد الهند أو باكستان بهدف الخضوع لعمليات تجميلية.
وتقاوم هذه الجرثومة جميع أنواع المضادات الحيوية بما في ذلك الكاربابينيمات التي تخصص عادة لحالات الطوارئ ولعلاج العدوى المقاومة لأنواع عدة من المضادات الحيوية.
وأشار كوليغنون إلى أنه عالج أحد الأستراليين الثلاثة المصابين في كانبيرا، في حين يتواجد الآخران في ولايتي كويزلاند ونيو ساوث وايلز.
وأوضح «وجدنا هذه الجرثومة في بولهم ولحسن الحظ أنها لا تولد مشاكل كثيرة، لكن انتشارها يخلق قلقا حقيقيا».
ولفت الطبيب إلى أن أحد المصابين الثلاثة تعرض لمضاعفات على إثر خضوعه لعملية جراحية تجميلية، أما الآخران فقد أصيبا بالعدوى في ظروف غير محددة. واحتجت السلطات الهندية على الاسم الذي اطلق على الانزيما «نيودلهي ميتالو-بيتا-لاكتماز» (إن دي إم - 1)، متخوفة من ان يؤدي ذلك الى الاضرار بـ «السياحة الطبية» التي تزدهر في الهند، حيث يتضاعف عدد المستشفيات والعيادات ذات الاختصاصات المتنوعة والتي يقصدها الاجانب بكثافة.