أمير زكي - حنان عبدالمعبود - فرج ناصر
عقد وكيل وزارة الصحة د.عيسى الخليفة مؤتمرا صحافيا صباح امس في مبنى مستشفى الجهراء بعد تعرض طبيبين يعملان في طوارئ المستشفى لاعتداء بدني فجر امس في غرفة الطوارئ على يد مراهق كويتي يدعى أ.ش (18 عاما) وشقيقه لاعب الكراتيه اثر ابلاغ الطبيبين لهما بأن شقيقتهما التي كانت تخضع للعلاج توفيت على طاولة العمليات اثناء محاولتهما انقاذها، وقال د.الخليفة: سبق أن طالبنا الحكومة ومجلس الامة بإصدار وسن قوانين تحمي الاطباء من الاعتداءات التي يتعرضون لها بسبب طبيعة عملهم، موجها شكره خلال المؤتمر لرجال امن الجهراء لاستجابتهم السريعة وتدخلهم الفعال، مشيرا الى ان قضية الاعتداء على الطبيبين اللذين يخضعان للعلاج في يد وزارة الداخلية التي شرعت في فتح تحقيق كامل، وخلال المؤتمر قال د.الخليفة: لا نتمنى ان تتكرر هذه الحوادث خاصة ان طبيبة كويتية قدمت استقالتها من مستشفى العدان لذات السبب.
وحول تفاصيل الحادثة، قال د.احمد العوضي في المؤتمر:
كان الطبيبان يقومان بعملهما لانقاذ حياة مريضة في الساعة الرابعة من فجر امس الا ان المريضة وافتها المنية نتيجة سوء حالتها والتي تعاني من مرض عضال، وبعد ابلاغ ذويها بوفاتها جاءت ردة الفعل بشكل مبالغ فيه من قبلهم حيث اعتدوا بالضرب على الطبيبين واستخدموا في ذلك آلات حادة وأجهزة تستخدم في انقاذ حياة المرضى مما ادى الى اصابة احد الطبيبين بإصابة بليغة بالرأس، كما فقد الطبيب الثاني وعيه نتيجة ضربه على رأسه بآلة حادة وتم اسعافهما بالعناية المركزة بقسم الحوادث ومن ثم ادخالهما المستشفى تحت الملاحظة.
وقال ان الطبيبين المصابين من قسم العناية المركزة ومهمتهما انقاذ حياة المرضى، وكانا يؤديان واجبهما لإنقاذ المريضة.
واضاف د.العوضي: ونحن كأطباء نعلم ان هناك رد فعل عند أهالي المريض عند ابلاغهم بالوفاة وردود الفعل تتباين وتختلف من شخص لآخر، فالبعض يكون غير مصدق لبعض الوقت والبعض ينهار او يتصرف بشكل عصبي ولكن لا نتوقع ابدا ان يصل الأمر الى استخدام آلات حادة في الاعتداء على الأطباء.
من جهته قال مصدر أمني ان رجال أمن الجهراء ابلغوا بحادثة الاعتداء على الطبيبين فجر أمس وتحركت دوريات شرطة الى المستشفى وتمكنت من ضبط شقيق الجاني الذي قال شهود عيان رووا تفاصيل ما حدث لرجال الأمن ان المراهق أ.ش قام بالاعتداء بوحشية على الطبيبين وضربهما بكل الأدوات الطبية وأي ادوات كانت تقع يداه عليها ومن بينها آلات حادة غير ان تدخّل شقيقه الأكبر وهو لاعب كاراتيه حال دون ان يكمل مسلسل الضرب وقام بمنعه من اكمال هجومه على الطبيبين اللذين سقطا اثر ضرباته قبل ان يفر هاربا قبل وصول رجال الأمن بدقائق.
هذا وقال المصدر ان رجال الأمن قاموا بالتحفّظ على شقيق الجاني خاصة في ظل افادات لشهود عيان آخرين بانه شارك في عملية الاعتداء وسجلت قضية حملت رقم 888/2007 مخفر الجهراء. وقال المصدر: تم نقل الطبيب الهندي انور السادات والبلغاري سيرغي الى غرفة العناية اثر تعرضهما لجروح وسجحات ورضوض شديدة، هذا وقام وكيل وزارة الداخلية المساعد لشؤون الأمن العام د.مصطفى الزعابي بزيارة الطبيبين وأبلغهما بان القانون سيأخذ مجراه، مؤكدا انه سيتم القبض على الجاني الاول في أقرب وقت.
الى ذلك استنكرت الجمعية الطبية الكويتية في بيان لها الاعتداء السافر الذي تعرض له الطبيبان بمستشفى الجهراء اثناء تأدية عملهما الانساني لمحاولة انقاذ حياة مريضة بالمستشفى، ما ادى الى تعرضهما لإصابات شديدة فضلا عن الفوضى التي عمت المستشفى والاضرار النفسية التي لحقت بالاطباء ومختلف العاملين بالمستشفى والتي من شأنها ان تؤثر على العمل بهذا المرفق الصحي المهم وبغيره من المرافق الصحية.
وناشدت الجمعية في بيانها سمو رئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية التدخل لحفظ حقوق الاطباء والمرافق الصحية وتوفير البيئة المناسبة لتمكين الاطباء والعاملين بوزارة الصحة من القيام بواجباتهم ومسؤولياتهم الانسانية والمهنية.
كما دعت الجمعية النواب الى اتخاذ الاجراءات المناسبة ووقف التصعيد غير المبرر على الخدمات الصحية حيث يؤثر سلبا على العلاقة الصحية بين الاطباء ومقدمي الرعاية الصحية من جانب والمواطنين والمقيمين المستفيدين من الرعاية الصحية من جانب آخر.