بيروت - بولين فاضل
لا يشبه ميشال حايك أيا من الذين يصنفون أنفسهم في خانة علماء الفلك القادرين وعلى ذمة قولهم على قراءة الغيب، هو حالة مختلفة وخاصة حولتها السنوات أو ربما الناس أنفسهم الى ظاهرة لافتة والا كيف يمكن تفسير انتظار توقعاته أو رؤاه (كما يحلو له ان يسميها) عشية كل عام جديد أو حتى خلال العام وتحول هذه التوقعات الى حديث الشارع غداة افصاحه عنها.
الامر الاكيد ان كل اطلالة لميشال حايك هي مصدر فضول للناس، لا سيما ان قسما كبيرا منهم بات يؤمن بتوقعاته أو لنقل يصدقها منذ اللحظة الاولى وينتظر حدوثها وحين يتم ما توقعه يكون لسان حال السواد الاعظم من الناس: «مش معقول، شو هالميشال حايك».
وقبل ان يطل ميشال حايك ليلة رأس السنة على شاشة الـ lbc ليضع توقعاته في رسم السنة، لابد من العودة سنة الى الوراء الى توقعاته للعام 2007 للاضاءة على ما صدق وصّح منها، فضلا عن التوقعات التي خص بها محطة نيو تي ڤي ومطبوعة عربية ومقارنتها بالتطورات الحاصلة، دوليا توقع حايك للرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي ان يواجه أزمة معقدة وهو ما تُرجم فعليا من خلال اضراب قطاع النقل في فرنسا لأكثر من اسبوعين وشل حركة التنقل في المدن الفرنسية.
كما يمكن تصنيف فشل مساعيه لحل أزمة الرئاسة في لبنان في الخانة نفسها.
وايضا طلاقه وعلاقته بعارضة الأزياء الإيطالية السابقة كارلا بدوين، كذلك تحدث عن قصة داخلية في البيت الابيض تهز حكم الرئيس بوش، وقد شهدنا عمليا استقالة عدد من مستشاري الرئيس الاميركي، عربيا توقع اعتداءات على سفارات ومقرات دولية في دول عربية وهو ما حصل منذ نحو شهر حين استهدف احد مقار الأمم المتحدة في الجزائر.
لبنانيا، لعل أبرز التوقعات التي صحت ما قاله ميشال حايك عن تعرض مقر تابع لجهة امنية عسكرية في لبنان لاعتداء مسلح وهو ما تحقق بالهجوم على مراكز للجيش اللبناني عند مداخل مخيم نهر البارد في شمال لبنان في العشرين من مايو الفائت، وفي السياق نفسه تحدث حايك عن تألق انتصارات وانقشاع سماء شمال لبنان وصفائها بعد اجواء متعكرة وغيوم سوداوية وقد ترجمت هذه الرؤية بانتصار الجيش اللبناني في معركة نهر البارد شمال لبنان بعد 100 يوم من المعارك والمواجهات مع تنظيم فتح الاسلام المتشدد، كذلك توقع عودة للطيران الحربي اللبناني الى التحليق في سماء لبنان وقد شهدنا ذلك مع استخدام الجيش لطائرات هليوكوبترللمرة الاولى منذ فترة طويلة في قصف المتشددين من اعضاء فتح الاسلام في نهر البارد.
ونبقى في التوقعات اللبنانية، حيث تحدث ميشال حايك عن تشكيل المحكمة الدولية في قضية اغتيال الرئيس الراحل رفيق الحريري وهو ما حصل بالفعل مع اعلان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون قبول هولندا استضافة المحكمة الدولية وتسمية 3 قضاة دوليين للمشاركة فيها، كما توقع الكشف عن جرائم كبرى ارتكبت في لبنان، وذلك قبل تشكيل المحكمة الدولية، وفي هذا الإطار شهدنا القاء القبض في شهر مارس الفائت على شخصين من بين الذين نفذوا جريمة تفجير باصين مدنيين في منطقة عين علق شرق بيروت في فبراير الفائت، اما حديث حايك عن دم في احدى جامعات لبنان فقد تحقق بوقوع حادثة في جامعة بيروت العربية في الخامس والعشرين من فبراير واندلاع مواجهات بين طلاب المعارضة والموالاة امتدت الى الجوار وسقط ضحيتها أربعة قتلى ومائة جريح، ومن التوقعات حلول وحلحلة ملموسة لجانب من مسألة المخطوفين والأسرى في اسرائيل وسورية ولبنان ولقضية الطيار الاسرائيلي المفقود رون آراد وقد ترجم ذلك الى تبادل جزئي للأسرى بين لبنان واسرائيل وتسليمها لرسالة بخط اليد الى عائلة الطيار الاسرائيلي.
على خط الاستحقاق الرئاسي في لبنان، قال ميشال حايك قبل عام ما حرفيته «الآتي الى قصر بعبدا والخارج منه كلاهما في رسم الخطر ورئاسة الجمهورية هذه المرة مختلفة عن كل المرات من حيث الاستلام ومدة الولاية والصلاحيات».
وقد تحققت هذه الرؤية بالفراغ الحاصل في سدة الرئاسة الأولى وعدم حصول التسليم والتسلم بين السلف والخلف. وقال حايك ان المؤسسة العسكرية اللبنانية من استحقاق امني عسكري الى استحقاق سياسي دقيق ومعقد وهو ما يفسر بطرح اسم قائد الجيش اللبناني للرئاسة الأولى بعد الانجازات التي حققها الجيش في نهر البارد. كما تحدث قبل نحو شهرين عن محاولات لضرب الجيش ونهاية غير قريبة لمسلسل الاغتيالات وتوقف البرامج قسريا في محطات التلفزة اللبنانية وقد شهدنا على كل ذلك باغتيال مدير العمليات في الجيش اللواء الركن فرانسوا الحاج.
من التوقعات التي صحت ايضا اكتشاف مخزن للأسلحة يضم مشغلا لتفخيخ السيارات في البقاع وحصول الاعلامية مي شدياق على جائزة فرنسية عالمية وارتفاع اسعار العقارات بشكل كبير في لبنان. كما تحدث حايك عن لوحة كانونية في عز الصيف عبارة عن ضباب وأمطار ومظاهر طبيعية غير مألوفة، وهو ما حصل في منتصف يوليو الماضي بتعرض لبنان لعاصفة هوائية وأمطار.
هذه جردة لما صح من توقعات ميشال حايك للعام 2007 علما أن ما تبقى منها لم يتحقق ولهذا السبب لم نأت على ذكرها، وكالعادة ستتجه الأنظار وتستنفر الآذان لسماع ما في جعبته للعام 2008، على أمل ألا تصح سوى التوقعات الايجابية والمتفائلة.