يقول الامير تركي الفيصل رئيس مجلس ادارة مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية ان الجوائز التي تمنح سنويا لمبدعين في مختلف المجالات تتخذ منحى العالمية وتشكل «نوعا من الحوار مع الآخر».
ويضيف الفيصل قبيل حفل تسليم الجوائز للعام الحالي مساء الثلاثاء ان «المركز عالمي التوجه منذ نشأته قبل حوالي 38 عاما. منطلق الجائزة ان تكون بهذا البعد وأرشيف الفائزين يظهر ذلك».
ويتابع ان «البعد العالمي يشمل كل الحضارات فهناك امرأة مسيحية بريطانية فازت بجائزة الدراسات الإسلامية نظرا لاستحسان القائمين على أطروحتها حول الحروب الصليبية، وهذا ما يؤكد ان الجائزة مفتوحة أمام جميع المبدعين». ويعتبر السفير السابق لدى واشنطن ولندن ان «الجائزة تشكل نوعا من الحوار مع الآخر بحيث ان أنشطة تسليم الجوائز تشكل مناسبة للتبادل الثقافي والمعرفي فالمركز ينظم محاضرات دورية تشمل مختلف الموضوعات». وفي وقت لاحق، قام وزير الدفاع الامير سلمان بن عبدالعزيز نيابة عن العاهل السعودي الملك عبدالله بتسليم الجوائز للفائزين.
وتسلم المصرفي السعودي سليمان الراجحي جائزة «الملك فيصل العالمية لخدمة الإسلام»، بعد منحه نصف أمواله للأعمال الخيرية وبناء المساجد وطباعة المصاحف وتوزيعها والاستثمار في البلدان الإسلامية، كما تسلمها الآخرون أيضا. يذكر ان للجائزة خمسة فروع فاز فيها سعوديان ومصريان و3 أميركيين. ولم يحجب اي من فروعها العام الحالي. ومنحت جائزة الدراسات الإسلامية الى مدير جامعة أم القرى سابقا عدنان الوزان وهو سعودي أيضا، عن كتابه «موسوعة حقوق الإنسان في الإسلام وسماتها في المملكة العربية السعودية».
كذلك منحت جائزة اللغة العربية مناصفة للمصريين نبيل محمد المسؤول في ادارة شركة النظم العربية المتقدمة في القاهرة، وأستاذ الفيزياء في جامعة عين شمس علي حلمي احمد موسى تقديرا لإسهامهما في توظيف الحاسوب لخدمة اللغة العربية. ومنحت جائزة الطب في موضوع «التدخل العلاجي للأجنة» مناصفة للأميركيين طبيب الأطفال في جامعة كورنيل في نيويورك جيمس بروس بسل وطبيب أمراض النساء والولادة في مركز كولومبيا الطبي في نيويورك ريتشارد بيركويتز.
وعمل الطبيبان في معالجة أجنة مصابة بنقص تعداد الصفائح الدموية بسبب عدم تجانس مكونات دم الأم ودم الجنين، الأمر الذي يسبب النزف الدماغي للجنين في الرحم او بعد الولادة.
وحاز جائزة العلوم أستاذ علم الأحياء في معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا في باسادينا كاليفورنيا، الأميركي الكسندر فارشفسكي تقديرا لاكتشافاته المهمة في مجال فهم عمل الخلية الحية. وبحكم العادة، يحصل الفائز على ميدالية ذهبية زنتها 200 غرام، بالاضافة الى 200 ألف دولار عن كل جائزة. ويؤكد الفيصل ان «أعضاء مجلس الإدارة حريصون على ان تصطبغ الجائزة بسمة الاستقلالية التامة والحياد من حيث مستويات الترشيح والاختيار والتمحيص وتتولى ذلك لجان طبية أدبية وعملية مستقلة تماما وتضم شخصيات من جميع أنحاء العالم». ويعتبر ان «قدر المملكة ومصيرها ان تكون في عيون أكثر من مليار مسلم». ويضيف «قام مجلس في المركز يضم شخصيات عالمية برسم سياسات الجائزة ووضع شروطها ومعاييرها ومع الوقت أصبحت لجنة الدراسات الإسلامية واللجان الأخرى تستعين بالفائزين في عملية اختيار المرشحين».
وأكد عدم وجود من رفض تسلم الجائزة حتى في خضم تداعيات هجمات سبتمبر 2001. وردا على سؤال حول احتمال توسيع الجوائز، يقول الفيصل «في الوقت الحاضر، ليست هناك اي نية لذلك». وحول النشاط الثقافي، يجيب انه «يشهد نموا مطردا فمعرض الكتاب في الرياض اصبح مهرجانا ثقافيا يتطور سنويا ليضاهي أمثاله في العالم العربي، اما الاعتراض عليه والدعوة لمقاطعته فهي مشابهة لما هو موجود في كل المجتمعات هناك من يؤيد أمرا وهناك من يعارضه». وبالنسبة للإرث الحضاري في المملكة الغنية جدا بالمواقع الأثرية، يختم الفيصل قائلا ان «شبه الجزيرة العربية تشكل معبرا للثقافات، والانفتاح الفكري سمة من سمات التكوين الحضاري، والمملكة في خضم من الأفكار والرؤى التي تلاقحت في رمالها».