أمير زكي
كانت حصيلة أول أيام العيد مساء أمس الأول 30 متسولة تم ضبطهن في مقبرة الصليبخات، بعد بلاغ تقدم به ضابط مباحث مبارك الكبير نايف الحساوي أثناء زيارته بالمصادفة للمقبرة وجاء بلاغه عندما لاحظ جيشا من المتسولات يتجولن في أنحاء المقبرة ويقمن بمضايقه الزوار فقام بإبلاغ عمليات الداخلية، وكشفت هذه الضبطية الكبيرة عن وجود جيش حقيقي من المتسولين والمتسولات الذين عملوا طوال شهر رمضان وأرادوا أن يختموها في أول أيام العيد بالمقبرة حيث يقوم كثير من المواطنين بزيارة المقابر والتصدق وهو ما كانت تهدف إليه المتسولات اللاتي قبض عليهن.
وحول عدد المتسولين والمتسولات الذين تم ضبطهم في رمضان قال مصدر أمني مطلع ان مجمل قضايا التسول التي سجلت خلال شهر رمضان كان 200 قضية معظم اصحابها من البدون والخليجيين وبينهم مواطنون ومواطنات وبعض الجنسيات العربية التي عرف بعض أبنائها بأنهم يأتون بسمات زيارة لممارسة التسول في شهر رمضان تحديدا.
وأوضح المصدر أنه تمت إحالة جميع من تم ضبطهم إلى جهات الاختصاص، وخاصة أن العقوبة التي تنتظر من يتم القبض عليه متلبسا بالتسول من الوافدين أو حملة سمات الزيارة هي الإبعاد الإداري، والتحقيق مع الشخص الذي قام بجلبه على كارت زيارة في أفضل الحالات، أما المواطنون والبدون فأقصى ما يتم اتخاذه بحقهم فهو تعهد ومن ثم يتم الإفراج عنهم.
وأوضحت المصادر أن إحدى المتسولات صدمت رجال الأمن حيث قبض عليها خارج أحد مساجد العاصمة أثناء قيامها بالتسول بعد أن عثر معها على نحو 150 دينارا قالت انها كانت حصيلة ساعتين من التسول، ويورد مصدر أمني مكلف بمكافحة التسول قائلا: «من خلال الضبطيات التي قمنا بها وجدنا أن بعض المتسولين يحصل يوميا على مبلغ مالي يتراوح بين 200 و400 دينار، ويقومون بانتقاء الأماكن ويختارون شهر رمضان نظرا لأن المتسولين يستغلون رغبة المواطنين والمقيمين في التبرع خلال الشهر الفضيل أكثر من الشهور الأخرى»، موضحا المصدر أنه لو كانت حصيلة ما يجمعه المتسول أو المتسولة في يوم 200 دينار فمعناه أنه يحصل على أكثر من 6000 دينار في شهر رمضان وهو رقم يتجاوز راتب وزيرين في الحكومة.
ويوضح المصدر أن معظم من يتم القبض عليهم يأتون قبل شهر رمضان بسمات كارت زيارة إما على شركات أو أقرباء رغم تشدد وزارة الداخلية في منح مثل هذه السمات خلال الفترة التي تسبق العيد إلا أن جماعات التسول، كما اسماها، انتبهت لهذا الأمر في العامين الماضيين وبدءوا يجلبون المتسولين والمتسولات من أقربائهم قبل ذلك بأشهر.
مصدر أمني يروي حكاية متسولة قبض عليها في العام 2007 ووجد معها مبلغ 300 دينار قالت أنها حصلت عليها في ساعة واحدة وأضاف المصدر : «بعد ضبطها اعترفت بأنها تأتي من بلدها إلى الكويت في شهر رمضان فقط وتحصل على ما يقارب الـ 5000 دينار ثم تعود إلى بلدها».