بينما كان مصورو الصحف ومحطات التلفزة اللبنانية والعــربية متجمهرين على الرصيف المـــقابل لمبــنى البـــنك التجاري السوري الذي اصبح يحــمل اســم سفارة الجمهورية العربية السورية في لبــنان لتصوير عملية رفع العلم السوري على المبنى الكائن في شارع المقدسي (الحمرا) قبل ظــهر امس، توقـــفت سيارة تاكسي متواضعة امام المبنى ليترجل منها رجل في الستين وبيــده عربــة مدولبة جـــرها بيـــده وهــــو يتقدم باتــجاه مدخــل المبنى.
قبل الوصول الى المدخل تقدم احد رجال الشرطة من الرجل المتجه نحو مبنى السفارة وسأله مستوضحا من يكون، فأجابه: انا السفير السوري الجديد.
فوجئ الشـــرطي، وتراجـــع خطوتين الى الخلف، ليــقدم التحـــية للسفــير، ثم اشــــار اليه بالمتابعة مواكبا اياه حتى البوابة الخارجية حيث سلمه الى موظفين سوريين داخل بهو المبنى.
هنا لاحظ المصورون ان الشرطي ادى التحية لرجل ســـيارة التاكـــسي المتواضعة، فهرعوا اليه مستوضحين ولـــم يتردد في القـــول انه السفــير الجـــديد، او اول ســـفير سوري في لبنان «كما قال لي»، فاندفع المصــورون الى مدخل المبنى للحاق بالســفير لكن موظـــفي السفارة منعوهم من الدخـــــول، فانـــكفأوا الى الخارج، خصوصا بعدما شاهدوا السفير يدخل المصعد.
لكن بعد فترة، اذا بالسفير يخرج مدفوعا بأيدي الموظفين الذين استقبلوه واصعدوه الى دار السفارة، وهو يقاومهم مصرا على القول انا السفير فايز سعدون.
وتدخــل احد المعيــنين بالسفارة ليسأله: اذا كنت انت السفير، فأين التكليف الذي بموجبه صرت سفيرا؟ فأجابه سعدون: انا السفير السوري في لبنان، فأجابه: قد تكون سفيرا سوريا سابقا؟ فرد بالقول: ابدا، انا السفير السوري الحالي في لبنان، ثم سأله: أليست هذه السفارة السورية؟
هنا ادرك بعض الموجودين ان الرجل ليس في وضع طبــيعي، فانبرى له احــدهم قائلا: كلا، هذه ليســــت الســـفارة الســورية، بل الـــسفارة الـســـورية في آخــر هذا الشــارع، عندها هز الرجل رأســه شــاكرا، واستــوقف سيـــارة تاكسي اكثر تواضعا من التي جاء بها، وانطلق بحثا عن الســـفارة التي يفترض انه سفيرها.