ظهر نوع جديد من الانفلونزا يعرف باسم انفلونزا الكلاب أو ما يعرف اختصارا بڤيروس «إتش 3 إن 8». وجاء الإعلان عن المرض أميركيا، ومن خلال إحدى شركات الدواء، بعد أن أعلنت وزارة الزراعة الأميركية مصادقتها على أول عقار معالج للڤيروس، مشيرة إلى أن «أول ظهور له كان منذ خمس سنوات، وأنه ربما يكون قد انتقل من الخيول إلى الكلاب، دون أن تحدث أي إصابة للبشر حتى الآن»، نقلا عن تقرير لصحيفة «الوطن» السعودية أمس.
وحسب تقرير نشرته صحيفة «نيوزويك» الأميركية، فإن «ثمة مخاوف من أن تنتقل الإصابة بالمرض إلى الإنسان»، مشيرة إلى أن «المرض ينتقل بصورة خفية منذ ظهوره في الولايات المتحدة الأميركية، وأنه يظهر على صورة سعال غامض والتهاب رئوي يتسبب في هلاك جميع أنواع سلالات الكلاب، بما فيها كلاب الصيد، وأنه ينتقل بواسطة الكلاب، التي تقوم بحك أنوفها في الشوارع، أو تتقاسم شرب المياه مع غيرها من الكلاب».
وكان أخطر ما نشرته الجريدة الأميركية الشهيرة أن «فريق العلماء الأميركيين اكتشفوا أن البشر قد يحملون هذا الڤيروس على ملابسهم».
وأضافت أنه مما يزيد المخاوف من انتقال الڤيروس إلى البشر أن «ڤيروس إتش 3 إن 8 يتحول خمس مرات، كي يسمح له بالانتقال إلى الكلاب من الخيول، وإذا ما حدث له تحول أو تحولان آخران، فإنه قد يصبح غاية في الخطورة».
ويأتي الحديث عن انفلونزا الكلاب في الوقت الذي أشار فيه تقرير صادر عن منظمة الصحة العالمية إلى انتشار وباء الكلاب في شمال الصين، مما أدى للجوء الصين للقضاء على 37 ألف كلب في الشهر الماضي، لمحاربة الوباء، بعد أن أدى لوفاة 13 شخصا منذ مطلع العام الحالي».
وأشارت المنظمة، في تقريرها، إلى أن «داء الكلب يودي بحياة أكثر من 55 ألف شخص سنويا في العالم، وأن أكثر من 95% من تلك الوفيات تقع في آسيا وافريقيا. كما أن معظم الوفيات البشرية الناجمة عن داء الكلب تحدث جراء التعرض لعضات الكلاب الموبوءة، وأن الأطفال دون سن الخامسة عشرة يمثلون نسبة من 30 إلى 60% من الضحايا».
وتتشابه أعراض المرض مع أعراض الانفلونزا العادية، ومنها الحمى والصداع والتعب، ثم تتطور لأعراض تماثل ما يظهر جراء إصابة الجهاز التنفسي والجهاز المعدي المعوي أو الجهاز العصبي المركزي. وفي المرحلة الحادة تطغى على تلك الأعراض علامات فرط النشاط أو علامات الشلل الصامت، ثم تتطور الأعراض لدى المصابين بالنوعين على حد سواء إلى شلل تام في آخر المطاف، تعقبه الغيبوبة والوفاة في جميع الحالات جراء فشل تنفسي».
وتصيب انفلونزا الكلاب (إتش 3 إن 8) كلاب الصيد بصفة خاصة. وتؤدي إلى أمراض الجهاز التنفسي وقد تفضي إلى موت الكلب. وظهر المرض وتم عزله في الولايات المتحدة الأميركية، وبالتحديد في فلوريدا عام 2004.
وكان العلماء والمؤرخون توقعوا أن هذا النوع من الانفلونزا قد تسبب وباء بشريا، إما في عام 1989 أو عام 1900، وتختلف أقوال المصادر حول هذا التاريخ، إلا أن اللافت للنظر أن دراسة أجريت في عام 1997 أثبتت أن عدوى هذه الانفلونزا أصابت ربع عدد طيور البط الموجودة في العالم.
وذكرت الدراسة أن العدوى يمكن أن تنتقل بسهولة بين حيوانات معينة، مثل الخيول أو الطيور.