قبل العاهل السعودي عبدالله بن عبدالعزيز استقالة الشيخ سعد بن ناصر الشثري من منصبه كعضو في هيئة كبار العلماء بالمملكة، امس بناء على رغبة الأخير.
تأتي الاستقالة بعد أيام من ظهور الشثري في قناة «المجد» التلفزيونية، في حديث انتقد فيه السماح بالاختلاط في جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية، مثيرا عاصفة من الجدل في الأوساط الإعلامية السعودية.
فخلال البرنامج، تلقى الشيخ سؤالا من مشاهد قطري عن الاختلاط في جامعة الملك عبدالله، فرد الشثري باستفاضة، داعيا إلى منع الاختلاط في الجامعة التي «أقيمت في بلاد الحرمين»، كما دعا إلى تشكيل لجنة شرعية تتفقد منهج الجامعة ومدى توافقها مع الشرع. إثرها، كتب رئيس تحرير جريدة «الوطن» السعودية جمال خاشقجي مقالا انتقد فيه كلام الشثري، متهما قناة المجد التي استضافته بـ «فتح باب الفتنة والتشويش على الجامعة»، بعدها توالت المقالات الصحافية الناقدة للشثري في عدد كبير من الصحف السعودية والعربية، معتبرين أن القناة والشيخ الشثري تجاهلا الدور العلمي للجامعة وركزا على أمر آخر ليس ذا أهمية، «وهذا يقود للفتنة ضد الجامعة».
بعد الحملة العنيفة ضده، تراجع الشثري عن موقفه، واعتبر أن ما نقل على لسانه حول الاختلاط تعرض للتحريف والتزوير، مؤكدا دعمه للجامعة.
وتحدث في رد أرسله للصحف والمواقع الإلكترونية عن إيمانه «بعظم دور هذه الجامعة وعظم الأهداف التي أنشئت لأجلها». كذلك، تنصلت إدارة قناة «المجد» من تبني كلام الشثري، فأكد الرئيس التنفيذي للقناة أحمد الصقر، في تصريح سابق لـ «العربية.نت»، أن الحديث «قاله الشيخ ولم تقله قناة المجد، وبالتالي كلامه لا يعبر عن رأيها». يشار إلى أن الشثري عضو في اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء، وأستاذ الفقه والشريعة في كلية الشريعة بالرياض.