يحتمل ان تسمح تجارب ناجحة اجريت على الفئران بالتوصل الى علاجات لتحسين الامكانيات الادراكية لدى الاطفال المصابين بالتثلث الصبغي، على ما اظهرت دراسة جديدة، وعند الولادة لا يكون هؤلاء الأطفال مصابين بتخلف ذهني بل تتطور لديهم مع الوقت اضطرابات ادراكية مرتبطة مباشرة بضعف الذاكرة الناتج عن تثلث الصبغي 21 أو ما يسمى ايضا بمتلازمة داون، وركزت ابحاث العلماء من جامعة ستانفورد في كاليفورنيا على الآلية العصبية المسؤولة عن ضعف الذاكرة، مما قد يتيح حل هذه المشكلة بالادوية.
وبعد التحكم بچينات الفئران لجعلها شبيهة بالاطفال المصابين بالتثلث الصبغي اتضح ان تحفيز انتاج الناقل العصبي (النورادرينالين) الذي يؤمن الاتصال بين الخلايا العصبية يحسن القدرات الذهنية. وقال المشرف على الدراسة احمد صالحي انه «اذا حصل التدخل في وقت مبكر يمكن مساعدة الاطفال المصابين بالتثلث الصبغي على حفظ المعلومات واستخدامها».
من جهة اخرى قال استاذ طب الاعصاب في جامعة كاليفورنيا في سان دييغو وليام موبلي انه على الرغم من الانحلال المتقدم الذي يصيب الخلايا العصبية في النواة تحت القشرية لدى الفئران لاحظنا اننا تمكنا من تحسين قدرتهم على الفهم بالطريقة القرينية.
في الواقع تستخدم الخلايا العصبية المتلفة (النورادرينالين) من اجل نقل الاشارات العصبية الى المستقبلات في قشرة المخ والحصين وهما منطقتان في الدماغ مسؤولتان عن الذاكرة والتركيز. وعلى الرغم من عدم تمكن الاطفال او الراشدين المصابين بالتثلث الصباغي من حفظ المعلومات المرتبطة بالمكان مثلا ما يجعلهم عاجزين عن التنقل وحدهم في شارع جديد الا انهم يحفظون بسهولة اكبر المعلومات المتعلقة بالألوان والاصوات والحواس بشكل عام باختصار يمكنهم حفظ كل المعلومات المرتبطة بمناطق اخرى في الدماغ.