عبر النسر نيلسون اليمن بحثا عن الطعام، ليجد نفسه فجأة سجينا.
وحطّ النسر الترابي اللون في تعز، ثالثة كبرى مدن اليمن، في خطوة غير مألوفة لطائر يتمتّع بالقدرة على التحليق لمسافات طويلة عبر القارات سعيا وراء الطعام والأجواء المناخية الملائمة.
وكان نيلسون، الذي يقدّر عمره بالسنتين، بدأ رحلته في سبتمبر من بلغاريا، حيث حصل في مركز للرعاية بالحيوانات على جهاز تتبّع يعمل عبر الأقمار الاصطناعية لمعرفة أماكن تواجده بتمويل من جمعية «فاند فور وايلد فونا أند فلورا» البلغارية.
ويبدو أن نيلسون ضلّ الطريق، وقرّر أن يحط في تعز بعد رحلة طويلة ومنهكة، لكنه وقع في الأسر.
وما إن شاهد يمنيون جهاز التتبع، حتى احتجزوا الطائر الضخم بعدما اشتبهوا في أنّه يحمل جهاز تجسّس، فربطوا إحدى رجليه بحبل لمنعه من الطيران، ونقلوه من مكان إلى آخر، من بينها غرفة تشبه الزنزانة.
في مسعى لتوضيح مسألة الجهاز وإطلاق سراحه، قاد هشام الحوت ممثل المنظمة البلغارية في اليمن، سيارته لنحو ست ساعات منطلقا من صنعاء، إلى تعز على بعد نحو 300 كلم جنوبا.
وقال «استغرق الامر 12 يوما لاستعادة الطائر» ونقله إلى العاصمة اليمنية حيث يخضع للرعاية في الوقت الحالي.
وأوضح أن وزارة الخارجية البلغارية «تواصلت مع السفير اليمني الذي قام بدوره بالاتصال بمسؤولين محليين (في تعز) وأبلغهم بضرورة تسليم الطائر إلى المنظمة (البلغارية) فورا».
وذكر الحوت أن الطائر هاجر من بلغاريا إلى تركيا، ثم إلى الأردن والسعودية فاليمن حيث فقدت المنظمة القدرة على تتبّع تحرّكاته.
وظل مصير نيلسون غامضا حتى يوم 5 أبريل حين بدأت المنظمة البلغارية تتلقّى مئات الرسائل من يمنيين شعروا بالقلق على حياة الطائر.
ويتناول نيلسون حاليا الطعام بشكل متواصل، ويخضع للرعاية على مدار الساعة في مسعى لإعادة بناء قوته وقدرته على الطيران لمسافات طويلة. وقال الحوت «عندما جلبناه إلى هنا، كان ضعيف البنية» ووزنه أقل مما يجب أن يكون عليه.
ويضع الرجل قفازين حين يحمل الطائر فوق إحدى ذراعيه، ثم ينظر إليه بإعجاب مبتسما ويرسل له قبلة في الهواء.