تباع كل سنة 100 مليار قطعة ثياب في العالم أي مرتين أكثر بالمقارنة مع ما كانت عليه قبل خمسة عشر عاما.
وهذه نتيجة ما يعرف بـ "الموضة السريعة" أي الموضة التي تتجدد بشكل دائم.
ويرافق التلوث عمليات إنتاج الألبسة منذ مراحلها الأولى. ستة وعشرون منها مصنوعة من القطن وهو من الألياف النباتية التي تحتاج إلى كميات هائلة من المياه، من دون أن ننسى استخدامات مبيدات الحشرات والأسمدة.
وبالتالي فإن صناعة قميص تتطلب مياه بما يعادل استحمام شخص سبعين مرة.
أكثر من ستين بالمئة من ملابسنا مصنوعة من البوليستر المستخرج من النفط وبالتالي فإن بصمته الكربونية أي مساهمته بالتلوث كبيرة.
وبهدف صبغ الألبسة وغسلها صناعيا وتنعيمها تستخدم مواد كيميائية تشكل خطرا كبيرا على العاملين الذين يستخدمونها (كما) وعلى البيئة.
أما نقل الألبسة (بنغلادش/الصين/باكستان) نحو المتاجر فلا يراعي البيئة أيضا. وقد يلف سروال جينز العالم مرة ونصف المرة.
وتستكمل عملية التلويث حتى بعد شرائنا للملابس. فكل مرة تغسل القمصان والسراويل القصيرة تطلق كمية ألياف دقيقة في المحيطات تصل إلى خمس مئة ألأف طن سنويا ما يعادل خمسين مليار قارورة باستيكية.
باختصار، صناعة النسيج هي من أكثر الأنشطة الملوثة لكوكبنا. وهي تبعث بمليار ومئتي مليون طن من غازات الدفيئة في الجو سنويا أي أكثر من السفر الجوي الدولي والشحن البحري مجتمعين.