أجلت المحكمة أمس البت في طلب نقض الحكم بإعدام رجل الاعمال والسياسي هشام طلعت مصطفى وضابط الشرطة السابق محسن السكري بتهمة قتل الفنانة سوزان تميم، حتى جلسة الرابع من مارس المقبل ما يعني أن على المدانين أن ينتظرا «شهرا ثقيلا» قبل حسم مصيرهما. وأعلن القرار القاضي عادل عبدالحميد بعد مرافعات استمرت أكثر من 6 ساعات في قضية شغلت الرأي العام العربي.
وكانت محكمة النقض بدأت وسط إجراءات أمنية مشددة، النظر في أولى جلسات الطعن المقدم من هشام طلعت، وضابط الشرطة السابق محسن السكري على حكم الإعدام الصادر ضدهما من محكمة جنايات القاهرة لاتهامهما بقتل المطربة تميم داخل شقتها بدبي بدولة الإمارات العربية. ورغم عدم حضور المتهمين طلعت والسكري جلسة الطعن إلا أن المحكمة شددت من إجراءاتها الأمنية حول «دار القضاء العالي».
ومنعت المحكمة دخول الإعلاميين والصحافيين إلا بتصاريح مسبقة قبل ميعاد الجلسة بيوم واحد منعا من التزاحم وتحقيقا لانضباط الجلسة، كما شددت المحكمة منذ الصباح الباكر اجراءات الدخول من جميع أبواب المحكمة وقام حرس المحكمة بتفتيش موظفي المحكمة وكل من يدخل الى ساحة دار القضاء العالي، كما منعت المحكمة دخول الهواتف النقالة الى قاعة المحكمة.
أدلة جديدة
وترافع عن هشام طلعت 8 محامين فيما ترافع عن السكري 3 فقط ودفعت هيئة الدفاع عن مصطفى ببطلان الإجراءات والمحاكمة بهدف إعادة المحاكمة. وبدأ محامي المتهم الأول محسن السكري بتقديم أدلة جديدة على براءة موكله تضمنت مذكرة من د.أيمن فودة كبير الأطباء الشرعيين السابق أكد فيها تناقض الأدلة الفنية في القضية.
وقال د.أيمن فودة استشاري الطب الشرعي للعربية.نت «ان القانون المصري يجيز للمتهم الاستعانة بخبير في الطب الشرعي في مثل هذه القضايا، طبقا للمادة 88 من قانون الجنايات المصري، ورأي الطب الشرعي في هذه الحالة يعتبر استشاريا يجوز أن تأخذ به المحكمة أو لا، فهو رأي للاسترشاد فقط».
وأضاف د.أيمن فودة وهو كبير الأطباء الشرعيين سابقا بمصلحة الطب الشرعي بمصر «لقد وضعت تقريرا للمتهم الأول محسن السكري يفيد بتناقض الأدلة الفنية التي استندت إليها النيابة في إثبات الجريمة على السكري منها مثلا أن تقرير الطب الشرعي الرسمي يقول ان رقبة سوزان تميم بها نتوءات نتيجة ذبحها بسكين عادية، ولكن من المستحيل فنيا أن يكون الذبح قد تم بسكين عادية إذ ان هذه النتوءات لا تنتج إلا من خلال سكين مشرشرة، أي ليست مستقيمة، اذن فهذا يثبت أن السكين المستخدمة في أدلة الاتهام غير صحيحة».
ومـــن المقرر ان يتحـــدد مصير هشام طلعت ومحسن السكـــري في قبـــول الطعن وبالتالي إعادة محاكمته أمام دائـــرة أخرى أو رفض الطعن وتأييـــد حكم الإعدام نهائيـــا، ويجوز للمحكمـــة تأجيـــل نظر القضية جلسة واحدة لا أكثر.
مذكرة الطعن
وكان دفاع المتهم الأول قد تقدم بطعن على الحكم الصادر وتضمنت أسباب الطعن «ان الحكم المطعون فيه قد شابه القصور في البيان في التحقيقات التي تمت بدبي كما ان الحكم قد تردى في الخطأ في الإسناد ومخالفة الثابت بالأوراق عند تحصيله لشهادة الشهود».
وقالت مذكرة الطعن «ان الحكم شابه أيضا الخطأ في تطبيق القانون والفساد في الاستدلال».
وكانت النيابة العامة قد أحالت المتهمين للمحاكمة الجنائية ونسبت للمتهم السكري ارتكاب جريمة خارج القطر المصري وهي قتل المجني عليها تميم خارج مصر مع سبق الإصرار والترصد بأن عقد العزم وبيت النية على قتلها بعد ان قام بمراقبتها ورصد تحركاتها بالعاصمة البريطانية لندن ثم تتبعها إلى إمارة دبي بالإمارات، وقام بقتلها بسكين في منزلها وذلك بتحريض من رجل الاعمال مصطفى المتهم الثاني الذي نسبت له النيابة العامة الاشتراك في الجريمة بطريق التحريض والاتفاق وسهل له تنقلاته في الحصول على تأشيرات دخول المملكة المتحدة وتنفيذ الجريمة.
مفاجآت
وقال شوكت عزالدين، عضو هيئة الدفاع عن محسن السكري لـ «العربية.نت»: «إنه سيفجر العديد من المفاجآت في المحكمة».