قالت خبيرة علم الحشرات والأستاذ المساعد في قسم العلوم بالتطبيقي د.جنان الحربي إنه ووفقا لمنظمة الصحة العالمية، يصنف البعوض على أنه من أخطر الحشرات الناقلة للأمراض الفيروسية مثل زيكا والشيكونغوليا وأخطرهم حمى الضنك القاتل.
لافتة إلى أن حمى الضنك هو من أكثر الأمراض التي ينقلها البعوض بنحو 50 مليون حالة تحدث على مستوى العالم سنويا.
وأوضحت د.الحربي لـ «الأنباء» أن البعوضة الزاعجة Aedes مثل البعوضة الزاعجة المصرية Aedes aegypti هي الناقل الأكثر ظهورا وانتشارا للفيروسات.
لذلك، كثفت الدول جهودها لعمل مشاريع علمية تهدف للحد من انتشار الأمراض الفيروسية المنقولة بواسطة تلك البعوضة لحماية البشرية.
تحديد النسل
وأشارت إلى أن منظمة الصحة العالمية بنت في 2019 تقنية تعقيم ذكور البعوض باستخدام الإشعاع للحد من انتشار تلك الأمراض.
مبينة أن تقنية الحشرات المعقمة (SIT) هي نوع من أنواع تحديد النسل وتتضمن تربية كميات كبيرة من ذكور البعوض العقيم في مزارع حشرية خاصة، ثم إطلاقها للتزاوج مع الإناث في البيئة الخارجية، وبذلك تنخفض أعداد البعوض بمرور الوقت نظرا لأنها لا تنتج أي بيوض.
رب بكتيريا نافعة
وأفادت د.الحربي بأن شركة Innovafeed الفرنسية أعلنت مبادرتها الأولى من نوعها لإنشاء مزرعة في استراليا لتربية البعوض كمجهود منها لدراسة طرق مكافحة الأمراض المنقولة بواسطته مثل حمى الضنك.
وكشفت الشركة عن مبادرتها غير الربحية في التعاون مع البرنامج العالمي للبعوض World Mosquito Program لحماية دول العالم من الأمراض الفيروسية القاتلة تبعا إلى «يورونيوز».
وقالت إن برنامج WMP تديره جامعة موناش وشركائها الإندونيسيين ومؤسسة Tahija وجامعة Gadjah حيث نجح في استخدام تقنية البكتيريا الولبخية في تقليل معدلات الإصابة بحمى الضنك بنسبة تصل إلى 77% في أغلب المناطق المصابة في أستراليا والبرازيل وإندونيسيا. وحمى الضنك متوطن في إندونيسيا، حيث تشير التقديرات الأخيرة إلى حدوث ما يقرب من 8 ملايين حالة سنويا.
كما أن مدير WMP أوقيانوسيا، البروفيسور كاميرون سيمونز، ومدير معهد الأمراض المنقولة بالحشرات (IVBD) في جامعة موناش، صرحا بأن فئة المنتجات الجديدة للبعوض آمنة وفعالة لمكافحة حمى الضنك وهي فقط ما يحتاجه المجتمع العالمي.
البرازيل كافحت «حمى الضنك» بتربية ملايين «الذكور الزاعجة»
قالت د.جنان الحربي ان البرازيل افتتحت في 2016 أول مزرعة لتربية ملايين من الذكور المعدلة وراثيا للبعوضة الزاعجة المصرية في محاولة للحد من الإصابة بحمى الضنك ولقمع أجناس مختلفة من البعوض الناقل للمرض الفيروسي. وحتى الآن النتائج مذهلة، وبعد إدخال البعوض المعدل وراثيا في البيئة في جزر كايمان الكبرى والبرازيل وماليزيا، انخفض تعداد البعوض إلى ما بين 75 و 90%، مقارنة بالمناطق المماثلة التي لم يتم فيها إطلاق البعوض.
تعاون أميركي ـ صيني
وقالت إن جامعة ميشيغن وجامعة سن يات سن اشتركتا في مشروع ناجح لتقليل عدد البعوض الناقل لفيروس زيكا القاتل. وتسير العملية المختبرية على أن يصاب ذكر البعوض ببكتيريا الولبخية Wolbachia فتثبط فيروس زيكا وتعطل عملية التكاثر، ثم يتم إطلاق سراح البعوض الذكر في البيئة الخارجية. فمن خلال التزاوج تصاب الإناث بالبكتيريا، وأي محاولة للتكاثر تؤدي فقط إلى بويضات عقيمة.